“كل سنة وأنت طيب يا بيه”.. حيلة السائقين في مواقف الأقاليم لرفع الأجرة على المواطنين خلال الأعياد والمناسبات.
في مشهد متكرر، وبعد أن يفشل المسافرون في الحصول على تذاكر القطارات، يتّجهون إلى هذه المواقف؛ حيث يخضعون لاستغلال السائقين، الذين يضاعفون تعريفة الركوب خاصةً في ليلة العيد.
وفي هذه الأيام وقبل حلول عيد الأضحى المبارك, قرر السائقون في المواقف الرسمية التي يسافر من خلالها آلاف المواطنين في إجازات العيد، رفع الأجرة للضعف، مستغلين تكدس المواطنين في الموقف، وحاجتهم إلى السفر لقضاء العيد مع أسرهم.
“لا مسئولين رحمنا ولا سواقين بترحمنا”, هكذا قال حسين جاد الكريم، أحد أبناء محافظة سوهاج، الذي وقع فريسة لسائقي الميكروباص في موقف المرج.
وأشار إلى أنه يعمل في القاهرة في مهنة المعمار باليومية، ولابد أن يسافر من أجل قضاء العيد مع أهله وبين أولاده, “لكن السائقين يستغلون الركاب وخاصة في الأعياد والمناسبات، حيث يقومون برفع الأجرة، ويقول: “اللي مش عاجبه ينزل”، ثم يقول سائق آخر: “كل سنة وانتو طيبين يا حضرات وإحنا في عيد””.
وأوضح أن إزاء ذلك لا يجد الراكب أمامه سوى إعطائه ما يريد حتى يسافر لتمضية بضعة أيام بين أسرته بعد غياب عنهم بالشهور، مشيرًا إلى أنه قام بدفع 185 جنيهًا من موقف المرج إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج.
وقال كمال عبد الله، أحد أبناء قرى مركز طهطا، إنه اضطر إلى دفع أجرة 190 جنيهًا مثله مثل الركاب بعد أن عجز في الحصول على تذكرة قطار, موضحًا أنه ذهب لكي يحجز تذكرة أكثر من مرة ويصل لشباك التذاكر ويقول له الموظف لا يوجد تذاكر.
وحمّل كمال، الحكومة، ما يحصل من استغلال السائقين للمواطن؛ خاصةً وزارة النقل، والإدارة العامة للمرور, لعدم متابعتهما ما يجري في مواقف الأقاليم، وخروج السائقين عن القانون، ومخالفة لوائح المرور، مستغلين ضعف الركاب وتكدسهم داخل المواقف.
ومن جانبه قال اللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق, والخبير المرور, إن “ما يقوم به السائقون في فرض تسعيرة الأجرة على المواطنين في الأعياد؛ نظرًا لعدم وجود رقابة حقيقية على المواقف والسائقين، وهذا مخالف للقانون يجب المعاقبة عليه، لكن الحكومة لا نية لديها لمواجهة المخالفين”.
وأضاف “الشاهد أن “تسعيرة الأجرة تقررها إدارة المواقف الخاصة بتحميل الركاب, ولكن لا يوجد التزام من السائقين”, موضحًا أن “معظم سيارات الميكروباص في الأعياد والمناسبات تحمل من خارج المواقف بالاتفاق مع الركاب خاصة العاملين في المدن الجديدة”.
وتابع الشاهد: “لابد من تشديد الرقابة على السائقين، مع وضع خطة حقيقية لمراقبة المواصلات ونقل الركاب لمحافظتهم، مع عمل حملات أمنية مكثفة على الطرق السريعة، وسؤال الركاب عن تسعيرة الأجرة حتى لا يستغلون من أصحاب النفوس الضعيفة, مع نزول المحافظ شخصيًا ورؤساء الأحياء لمواقف الأقاليم ومتابعة حركات السفر وضبط المخالفين”.
وطالب “الشاهد”, المواطنين الذين يلجأون للسفر عبر تلك سيارات الأجرة، ويتم رفع تسعيرة الأجرة عليهم، بالتقدم بعمل محضر باسم السائق ورقم السيارة حتى يتم التحقيق معه.