أكدت الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض أنها تعتزم استجواب رئيس هيئة حماية الدستور “المخابرات الداخلية”، هانز غيورغ ماسن، أمام لجنة المخابرات بالبرلمان والاستماع إلى شهادته بشأن وجود اتصالات بينه وحزب “البديل من أجل ألمانيا” صاحب التوجه اليميني الشعبوي.
وفي تصريح لصحيفة “فرايه بريسه” الألمانية الصادرة غدا الأربعاء (15 أغسطس 2018) قال أندريه هان، عضو اللجنة البرلمانية للإشراف على أنشطة المخابرات، إنه طلب أن يتم هذا الاستجواب خلال الجلسة المقبلة للجنة.
وأشار هان إلى أن هناك اشتباها في أن يكون ماسن قد أعطى نصائح لرئيسة حزب البديل عام 2015، فراوكه بيتري، بشأن كيفية تجنب الخضوع لمراقبة هيئة حماية الدستور “أمن الدولة” خلال لقاء جمعهما عام 2015 وهو اللقاء الذي لم يعد هناك شك في حدوثه. وقال هان: “إذا كان السيد ماسن قد فعل ذلك بالفعل فلا يمكن تركه في منصبه “، مضيفا أن “ماسن يضع حتى اليوم يده الحامية فوق حزب البديل..”.
وكانت الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، قد طالبت قبل نحو أسبوعين، رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور، هانزغيورغ ماسن، بالإعلان عن معلومات مفصلة بشأن وجود اتصالات مع حزب “البديل لأجل ألمانيا” اليميني الشعبوي المعارض.
وقال بوركهارد ليشكه، المتحدث باسم الشؤون الداخلية بتكتل الاشتراكيين الديمقراطيين بالبرلمان الألماني لصحيفة “فيلت” الألمانية: “الاتهامات الموجهة للسيد ماسن خطيرة لدرجة أنه يتعين عليه أن يوضح بأقصى سرعة ممكنة هدف مباحثاته مع قيادة حزب البديل ومحتواها”.
وأضاف ليشكه قائلا: “لا أمل أنه يعتبر أن مهامه بصفته رئيسا للهيئة الاتحادية لحماية الدستور تشمل تقديم المشورة لمجموعات بشأن الطريقة التي يمكنها من خلالها تلاشي المراقبة. سيكون ذلك في الواقع فضيحة كبيرة”.
يشار إلى أن الهيئة الاتحادية لحماية الدستور نفت أخبارا تواردت بشأن إعطاء ماسن حزب البديل نصائح على نحو مقصود، ولكنها أشارت إلى أن قيادة الهيئة تقوم بمباحثات مع نواب بصورة دورية. كما أكدت وزارة الداخلية الألمانية نبأ حدوث لقاء بينه وبين قادة حزب البديل.
وبحسب صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد الماضي، كتبت مسؤولة منشقة عن حزب البديل في كتاب أن ماسن كان قد قدم عدة نصائح للرئيسة السابقة للحزب فراوكه بيتري عن الطريقة التي يمكن بها لحزب البديل تفادي المراقبة من جانب الاستخبارات. ومن جانبها نفت بيتري، التي تركت الحزب حاليا، النصائح المزعومة.