وقف الشيخوخة والعودة إلى الشباب، قد يبدو هذا حلما بعيد المنال، إلا أن دراسة حديثة حاولت الإجابة على هذا السؤال: هل يمكن عكس عمل الخلايا وإعادتها شابة؟ في هذا الموضوع نبين أهم ما تناوله العلم للحصول على الشباب الدائم.
الشباب الدائم هو مطمح البشرية منذ بدء الخليقة، وحملت لنا العديد من الأساطير عن أكسير الحياة وينبوع الشباب الدائم والذي يمكن لوارده العودة إلى عمر الشباب. دراسة حديثة أشرفت عليها جامعة اكستر الأمريكية حاولت بحث هذا الأمر بشكل علمي، حيث أشرفت الجامعة على دراسة تساءلت بها عما إذا كان ممكنا عكس عمل شيخوخة الخلايا البشرية ودفعها إلى التجدد والشباب من جديد وذلك بحسب ما نشر موقع هايل براكسيس نيت المتخصص.
الميتوكوندريا مولد الطاقة
يمكن تعريف الشيخوخة بأنها انخفاض تدريجي في وظائف الخلايا، ويمكن أن يترافق ذلك مع حدوث أمراض مزمنة. ومع تقدمنا في العمر تقل كفاءة الخلايا، وهذا يعني أن الخلايا القديمة أقل قدرة على تشغيل الجينات وإيقافها للاستجابة للتغيرات في بيئتها. وفي دراسة نشرها الموقع المتخصص Cell Death & Desease تم الربط بين طريقة عمل الميتو كوندريا/ وهي أجزاء مهمة من الخلايا، وقدرة الجسم على تجديد خلاياه.
وغالبا ما يشار إلى الميتوكوندريا باسم “محطات توليد الطاقة” للخلايا البشرية؛ إذ أنها لا توفر فقط القدرة على تجديد الخلايا داخل الجسم بل أيضا تساعد على إظهار الجسم بمظهر الشباب. ووضحت الدراسة أنه مع التقدم في السن يقل أداء الميتوكوندريا في البشر والحيوانات على حد سواء، وهو ما يدفع الجسم إلى الهرم.
وبينت الدراسة أنه في حالة إزالة الخلايا القديمة في الجسم وتقليل عددها إلى الحد الأدنى قد يساعد ذلك باقي الخلايا على العمل بنشاط أكبر، ما يؤدي إلى تحسين مكافحة الشيخوخة في الجسم . كما بينت الدراسة أن التجارب التي أجروها على الحيوانتا والتي تمثلت بالتخلص من الخلايا القديمة الهرمة أخرت في بعض الأحيان إشارات التقدم في العمر وبعض الخصائص والاعراض الأخرى المرتبطة بالشيخوخة مثل اعتام العين.
تنشيط الخلايا الأخرى
التجارب أثبتت أيضا بعض النجاحات على الفئران حيث تمكن الباحثون من إيجاد بعض الطفرات الجينية بعقاقير أشبه بالمضادات الحيوية، ما أحدث طفرة جينية أدت إلى ظهور الفئران بمظهر أكثر شبابا وبدت بشرتهم أصغر من السابق.
إن إزالة الخلايا الهرمة من الجسم كانت إحدى الطرق التي اتبعها العلماء من أجل مكافحة أعراض الشيخوخة، إلا أن العلماء حاولوا كذلك تنشيط الخلايا الأخرى من أجل تحسين كفاءتها. وطبقا للدراسة المنشورة فقد وجد الباحثون أن معالجة الخلايا بعامل كبريتيد الهيدروجين يزيد من بعض عوامل الربط العصبي داخل الخلية، ويعيد تنشيط الخلايا البشرية القديمة. ولكن العائق الذي وقف أمامه العلماء أن كميات كبيرة من كبريتيد الهيدروجين يمكن أن تكون سامة لذلك يحاول الباحثون تحديد كمية مناسبة لاعتمادها.