ما هى حقيقة بكاء الملك فاروق تحت قبة البرلمان وأسبابها

Konig-Farouk - Kopie

 

كشف الكاتب محمد طرابية، عن قصة بكاء الملك فاروق تحت قبة البرلمان، وذلك نقلًا عن كتاب شيخ المحررين البرلمانيين محمد المصري، مشيرًا إلى حالات الوفاة والاغتيال التي شهدها المجلس منذ تاريخ إنشائه.

وجاء في مقال «طرابية» المنشور اليوم بـ”المصريون” قوله : من أهم  الحقائق التى يرويها الكاتب الصحفى وشيخ المحررين البرلمانيين محمد المصرى في كتابه، “البرلمان المصرى: 200 سنة تحت القبة”،   قوله بأن مبنى البرلمان الذى تم انشاؤه فى عام 1924 فى عهد الملك فؤاد قد شهد تحت قبته وفاة رئيسين للوزراء  ، بالأضافة الى  ثلاثة نواب آخرين.. كما شهد  إستشهاد جندى المطافىء فؤاد منصور .. وهويؤدى واجبه فى إطفاء الحريق الذى شب فى مبنى مجلس الشورى ومبنى الرى الذى كان يضم بعض لجان مجلس الشعب بعد أن شب فيهما الحريق فى عصر الثلاثاء 19 أغسطس 2008 . ومازال الفاعل مجهول حتى الآن.

وكانت أولى حالات الوفاة قد حدثت فى قاعة مجلس الشيوخ فى عام 1935 (قاعة مجلس الشورى قبل الغائه )عندما فاضت روح النائب حسين غراب عضو مجلس الشيوخ .

أما ثانى حالات الوفاة فكانت بعد ذلك بخمس سنوات ..  عندما كان يلقى حسن صبرى باشا رئيس الوزراء خطبة العرش فى قاعة مجلس النواب نيابة عن الملك فاروق الذى كان يحضر جلسة الإفتتاح ..ومعه كبار رجال المملكة .. وكانت الملكة نازلى ملكة مصر  تحضر مراسم الإفتتاح ، ويجلس بجوارها زوجة صاحب الدولة  رئيس الوزراء فى الشرفة العليا بالقاعة والمخصصة لكبار الزوار  والتى مازالت موجودة  حتى الآن .

ومنذ بداية وقائع الجلسة الإفتتاحية كانت تبدو على ملامح حسن صبرى باشا أثار التعب والأرهاق والشحوب الشديد .. وبعد دقائق معدودة من بداية الخطبة سقط حسن صبرى باشا  على الأرض أمام الجميع والتف حوله الوزراء وحاول د.على ابراهيم باشا..ومعه بعض الأطباء الذين كانوا يحضرون الجلسة إسعافه وإجراء عملية تنفس صناعى له .. ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ..وصعدت روحه إلى بارئها، وأجهش النواب بالبكاء داخل القاعة ..وأغرورقت عينا الملك فاروق بالدموع .. وقرأ الفاتحة على روحه وانصرف من القاعة .

وتم دفنه بعد الإنتهاء من إجراءات جنازة مهيبة  أقيمت له ..حضرها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى  مندوبا عن الملك فاروق .. ولفوا نعشه بالعلم المصرى وعليه سيف الفقيد ووشاح محمد على الذى حصل عليه فى نفس الجلسة وهو أعلى وسام فى المملكة .

وبعد عامين  من وفاة رئيس وزراء مصر  فاضت روح النائب فخرى بك عبد النور فى نفس القاعة بعد أن القى كلمة انتقد الحكومة فى توسعها فى زراعة القمح ..وبعد أن إنتهى من كلمته شعر بتعب شديد و ضيق فى التنفس ومال فى مقعده مغشياً عليه .. ورفع عبد السلام جمعة باشا الجلسة .. وحاولوا إسعافه ..ثم عقدت الجلسة الثانية بعد 45 دقيقة ليعلن رئيس المجلس وفاة النائب المحترم فخرى بك عبد النور الذى مات فى ميدان الجهاد، وفى ساحة مجلس الأمة ميتة المجد والشرف على حد قول رئيس مجلس النواب جمعه باشا .

من ناحية آخرى وتحت عنوان ” دماء فى البهو الفرعونى ” أكد محمد المصرى أن الحادث الجلل  والذى سالت فيه الدماء .. فجرى أثناء إغتيال د.أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر فى البهوالفرعونى والذى يعتبر استراحة النواب.. وذلك فى مساء السبت 24 فبراير 1945  .. حينما كان متوجها إلى مجلس الشيوخ بعد حضوره الجلسة السرية التى عقدها مجلس النواب لمناقشة ضرورة أن تعلن مصر الحرب على المحور بزعامة المانيا .. وأن نقف إلى جانب الحلفاء .وبعد أن خرج د.أحمد ماهر من قاعة مجلس النواب متوجها إلى مجلس الشيوخ ..كان الصحفيون يجلسون فى البهو الفرعونى حتى يستطيعون مقابلته عند مروره من البهو الفرعونى .. والتف الصحفيون والمصورون حوله ،  وتقدم منه أحد الشباب فظن رئيس الوزراء أن هذا الشاب يريد أن يصافحه فمد له يده ليسلم عليه، ولكن هذا الشاب غدر به وسرعان ما أخرج من طيات  ملابسه مسدسا وصوبه نحوه   وعاجله بثلاث رصاصات قاتله .. سقط على اثرها صريعا على أرض البهو وسط دهشة الحاضرين كما اطلق رصاصتين على أحد النواب،  ورصاصة أخرى على أحد الضباط من حرس المجلس .. وبعد أن سقط د.ماهر باشا مضرجا فى دمائه .. وتمت السيطرة على الشاب والقبض عليه ..   بذلت كل   الجهود   لإنقاذ حياته ..  ولكن فاضت روحه إلى ربه سبحانه وتعالى بعد 15 دقيقة من إطلاق رصاصات الغدر عليه ..وتم نقل جثمانه إلى منزله فى حى  حدائق القبة ..وعندما علم الملك فاروق بخبر الإغتيال ذهب أولا إلى مبنى البرلمان ليتابع حالة د.ماهرعن قرب  ، ولكن لم يجده ..فقررالذهاب إلى منزله ليلقى عليه النظرة الأخيرة.. ووصفه بانه كان رجلاً عظيماً .

وكشفت التحقيقات ان هذا الشاب كان يعمل   بالمحاماه ويدعى محمود العيسوى ” 30 سنة ”  و كان  يعد رسالة للحصول على الدكتوراه فى القانون، وانه عضوا فى الحزب الوطنى.والغريب انه لم يستمع إلى مبررات رئيس الوزراء د.أحمد ماهر فى إعلانه الحرب على المحور لإن الجلسة كانت سرية وتم تقديمه إلى المحاكمة و حكمت عليه بالإعدام ..وكانت جريمته من أشهر جرائم الإغتيالات السياسة فى مصر .

وكان آخر من لقى وجه ربه عز وجل من النواب تحت قبة مجلس الشعب هو النائب د.خالد عيادة والذى شارك فى مجلس الشعب  1995 وكان وكيلاً للجنة الصحة.

وقد فاضت روحه فى الجلسة المسائية يوم الإثنين 16 مايو1996 ..وكان مجلس الشعب يناقش المشاكل التى يعانى منها نظام التأمين الصحى فى مصر ونقص الإعتمادات له من الموازنة العامة للدولة ..و كانت الجلسة ينقلها التليفزيون على الهواء مباشرة  .. وبعد أن القى د.خالد عيادة كلمة بليغة عن هموم التأمين الصحى وقدم عدداً من الحلول لمشاكله المزمنة وطرق العلاج .. جلس فى مقعده المخصص له  وسط القاعة، وبعد دقائق معدوده شاهده المؤلف  وقد مال برأسه على أحد زملائه من النواب الذين كانوا  يجلسون بجواره .. وقد نبه الأعضاء د.فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق  بما يعانى منه العضو خالد عمارة  من ضيق فى التنفس فقرر وقف أعمال الجلسة .. وسارع د.اسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق الذى كان حاضرا الجلسة إلى النائب عيادة محاولا إسعافه.. وأيضا د.شريف عمر رئيس اللجنة الصحية  .. وحاولا إسعافه بالصدمات الكهربائية فى وسط القاعة ولكن فاضت روحه إلى بارئها  وتم منع التصوير لما يحدث ..ورفع د.سرور الجلسة ..وتم حمله إلى سيارة الإسعاف التى  سافرت به إلى مسقط رأسه فى  الإسماعليه وكان د.خالد عمارة من مواليد عام 1926 رحمه الله

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …