بالفيديو والصور – مصري يترشح كحاكم لولاية ميشيغان ولديه خطة قد تجعله من أكثر الرجال تأثيراً بتاريخ أميركا

Eg-Wahl-In-USA-Burgermeiste

 

عبد الرحمن السيد هو مسلمٌ أميركي من أصلٍ مصري مُترشِّح لمنصب الحاكم في ولايةٍ فاز فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة عام 2016.

نعم احتمالات فوزه ضعيفة، هذا ما أظهرته استطلاعات الرأي، ولكن حدثت عدة أشياء زادت من فرص الرجل وجعلته حديث الانتخابات، حسب تقرير لموقع The Intercept الأميركي.لفحتى هذا الأسبوع، وضعت استطلاعات الرأي السيد في المركزور الأخير بين المرشحين الثلاثة المتنافسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على المنصب.

فقد حلَّت زعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس شيوخ الولاية غريتشين وايتمر في الصدارة بنحو 39% من الأصوات، بينما حصل رجل الأعمال شري ثانيدار على 17%، وحلَّ السيد أخيراً بنسبة 12%.

لكن كل شيء تغيَّر هذا الأسبوع

إذ أبدى السيناتور بيرني ساندرز (العضو المستقل عن ولاية فيرمونت والمرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي المؤهلة للانتخابات الرئاسية) دعمه للسيد، مستغلاً شعبيته الكبيرة في الولاية لصالح هذا الأخير. وفي عطلة نهاية هذا الأسبوع، انضمت النجمة الديمقراطية الاشتراكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى السيد في فعاليات الحملة الانتخابية، فظهرت معه في خمس محطات انتخابية في غضون يومين فقط، وساعدت على امتلاء أماكن الفعاليات الانتخابية إلى طاقتها القصوى وأكثر. ويبدو أنَّ تلك الجهود نجحت.

لن تصدق التقدم الذي حققه في الاستطلاعات

ففي يوم الأربعاء 1 أغسطس/آب، أظهرت نتائج استطلاع جديد أجراه مركز Change Research حلول السيد في المرتبة الثانية بنسبة 27% من الأصوات، بينما تراجعت حصة وايتمر الإجمالية إلى 33.2%.

وأخيراً شهد ثانيدار –الذي طاردته شائعات بأنَّ مظهره التقدُّمي مجرد واجهة صورية وفضحت تقارير صحفية أنَّ شركته للاختبارات الكيميائية تخلَّت عن عشرات الكلاب بعد أن استخدمتها- تراجعاً في أرقامه باستطلاعات الرأي؛ إذ أصبحت نسبته الآن 15.2% فقط من الأصوات.

الجدير بالذكر أنَّ الاستطلاع الجديد ليس مقصوراً على مكالمات الهاتف الأرضي فقط، التي تعكس عادةً نتائج كبار السن وتغفل المصوتين الشباب الأكثر تقدُّمية.

واللافت أيضاً أنَّ استطلاع الرأي أُجري قبل إعلان ساندرز تأييده للحملة.

إنه لا يترشح كمسلم بل كتقدمي والأهم أن لديه برنامجاً انتخابياً قوياً

هذه أنباء جيدة لأنصار ساندرز في الولاية. فمن المتوقع أن يكسر السيد، وهو طبيب حاصل على منحة رودس للدراسة بجامعة أوكسفورد البريطانية والمدير السابق لإدارة دعم الصحة في ديترويت، الكثير من الحواجز المجتمعية في الولاية والتي تحول دون وصول النساء والأقليات إلى المناصب العليا. لكن الأرضية الأساسية التي يترشَّح عليها السيد هي أنَّه «تقدُّمي».

تجمع حملة السيد الانتخابية مجموعة شاملة فريدة من مقترحات السياسة، بما في ذلك التزامٌ بوضع حد أدنى للأجور يبلغ 15 دولاراً للساعة، وتعليم جامعي مجاني لسكان ميشيغان الذين يقل دخل أسرهم عن 150 ألف دولار سنوياً، وإصلاح جريء لنظام العدالة الجنائية، وخطة الرعاية الصحية الحكومية الأكثر تفصيلاً على الإطلاق على مستوى الولايات.

وهذه المرأة تشرح سرَّ قوة نهجه

ومجموعة السياسة هذه هي نتاج عمل ريانا غن رايت، وهي الأخرى حاصلة على منحة رودس، والتي تنحدر بالأساس من منطقة ساوث سايد بولاية ميشيغان.

تقول ريانا في مقطع فيديو تشرح فيه نهج الحملة: «إنَّنا نتبنّى ما أدعوه نهجاً متعدد الجوانب تجاه السياسة». وتقول ريانا إنَّه حين يصيغ صانعو السياسة السياسة، فإنَّها غالباً ما تفشل في معالجة المشكلات التي تواجهها الدوائر الانتخابية المتنوعة.

ولذا سعى الفريق، بوضعه التنوع الكامل لسكان ميشيغان في الحسبان، إلى صياغة سياسة من شأنها حل أوجه عدم المساواة بصفةٍ عامة، وفي الوقت ذاته تجنُّب الأخطاء المُكلِّفة. تقول ريانا: «بوجهٍ عام، هذا يُكلِّف الجميع طاقة أقل كثيراً».

وأحد وعوده قد يجعله أحد أكثر حكام الولايات تأثيراً بالتاريخ الأميركي المعاصر

مجرد تطبيق نظام الرعاية الصحية الحكومية على مستوى عموم الولاية، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل قط، سيجعل من السيد أحد أكثر حكام الولايات تأثيراً في التاريخ الأميركي المعاصر. لكن هل بمقدوره الفوز؟

سيتنافس السيد مع وايتمر وثانيدار الثلاثاء المقبل 7 أغسطس/آب 2018. وبعكس ثانيدار، لا يملك السيد 11 مليون دولار من ماله الشخصي لتمويل الحملة الانتخابية، وكذلك لا يملك التمويل الذي جمعته النقابات العمالية وبعض الشركات أصحاب المصلحة لصالح وايتمر.

وفي حال فوزه، فسيتعين عليه أن يتنافس مع مرشح الحزب الجمهوري الذي لم يتحدَّد بعد، ولو أنَّه على الأرجح سيكون المُدَّعي العام لميشيغان بيل شويت، الذي يمتلك أفضلية النظر إليه باعتباره مُرشَّحاً جمهورياً معتدلاً نسبياً في ولاية تُعَد من الولايات المتأرجحة (أي غير المحسومة لصالح الديمقراطيين أو الجمهوريين).

ورغم قوة منافسيه فإنه يمتلك شيئاً ليس لديهم

«بات واضحاً أنَّ السيد يمتلك شيئاً واحداً لا يمتلكه المرشحون الآخرون: حماس الناخبين التام»، هكذا يقول زيد جيلاني كاتب تقرير The Intercept الأميركي بعد انضمامه إلى السيد في فعاليتين انتخابيتين الأسبوع الماضي.

ظهر هذا الحماس في مقطع فيديو جديد نشرته الحملة في تجمُّعات عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

احتشد قرابة 500 شخص داخل مساحة عمل مشتركة صغيرة وسط مدينة فلينت ليروا السيد في 28 يوليو/تموز الماضي. وخلال محطة الحملة الانتخابية في ديترويت بجامعة واين ستيت، تضاعف عدد الحضور إلى 1200 شخص.

وهكذا يرد على من يقولون له إنك لن تفوز لأنك مسلم

في الفيديو الدعائي، يتصدى السيد لحُجّة سمعها طوال حملته الانتخابية، مفادها أنَّه لا يمكن لشخص مسلم الفوز في انتخابات تجري في عموم ولاية ميشيغان. ويقول: «إن كنت مثلي، فقد سمعتَ لغة المستحيل. سمعناها بأعلى صوت في رسائل تجاهل الساسة والشركات ذات السلطة.. لغة المستحيل هذه تظهر حين يقولون لنا: أنتم صغار جداً، أو ذوو بشرة بُنّية، أو ذوو بشرة سوداء، أو أجانب، أو نساء، أو مسلمون على نحوٍ تعجزون معه عن تولي القيادة».

ويفترض السيد أنَّ الانتخابات التمهيدية فرصة لوضع حدٍ لتلك الأفكار الجامدة: «في السابع من أغسطس، سنسكتهم. سنظهر لهم ما هو الممكن».

وهناك أمر آخر يميز مؤيديه، إنهم صغار لدرجة لا تصدق

كان حجم وطاقة وسِن الحشد –تكوَّن الحضور من الشباب أكثر وبفارق كبير عن الأكبر سناً- يذكرنا بأجواء الحفلات أكثر من كونه تجمُّعاً سياسياً.

وحتى المتحدثين كانوا من الشباب: كانت ماري كوبيني ذات العشرة أعوام -المعروفة أيضاً بملكة جمال فلينت الصغيرة، والتي أصبحت أيقونة بسبب نشاطها الحقوقي أثناء أزمة المياه في فلينت- واحدةً من أوائل المتحدثين.

وأتبعها عضو مجلس المدينة صاحب العشرين عاماً أنتينو غويرا، الذي لَفَتَ إلى أنَّ أيَّاً من المتحدثين الداعمين للمرشح في الفعالية لم يكن كبيراً بما يكفي للترشُّح لمجلس الشيوخ الأميركي (السيد نفسه يبلغ 33 عاماً وبالكاد يتجاوز الحد الأدنى للسن البالغ 30 عاماً).

وهناك امرأة قدمت له نموذجاً مزدوجاً لكيفية انتصار الشباب والنساء

من بين الحضور الشابة العبقرية صاحبة الـ28 عاماً ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، التي هزمت في يونيو/حزيران الماضي النائب في مجلس النواب الأميركي لعشر دورات جوزيف كراولي في تمهيديات الدائرة الانتخابية الرابعة عشرة للكونغرس في نيويورك.

بدت تصريحاتها مُوجَّهة ضد العرف التقليدي بدرجة أكبر من المرشحين الآخرين؛ العرف الذي يرى أنَّ السِن والنفوذ والترضيات وأموال الشركات مكونات مُتطلَّبة لتحقيق النجاح السياسي.

وقالت مُتحدِّثةً عن حملتها الانتخابية: «واصلنا العمل ليس لأنَّ هذا هو الشيء الذي يمكن الفوز به سياسياً. بل واصلنا العمل لأنَّ هذا كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. ونحن هنا اليوم لأنَّكم تعلمون وأنا أعلم أنَّ التصويت لعبد الرحمن السيد ودعمه هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله»

ولكن هناك سبباً بعينه يجعل أنصاره يثقون به

كرَّر السيد تلك المشاعر الشعبوية.

فقال أمام الحشد في فلينت: «نشأتُ في مدرستي العامة أتعلم عن حكومةٍ بالناس وللناس، وليست بالشركات وللشركات».

وقال أنصار السيد في ديترويت لموقع The Intercept الأميركي إنَّهم يثقون فيه لأنَّه يدير حملة ترفض أموال الشركات، كما هو الحال مع ألكساندريا وساندرز.

والآن هناك من يطالبه بالترشح للرئاسة مع ألكساندريا

جاءت كيتلين كير (29 عاماً) إلى التجمُّع الانتخابي بلافتةٍ كُتِب عليها «السيد/ألكساندريا 2024» تدعو فيها لترشُّح السيد وألكساندريا لانتخابات الرئاسة 2024، وذكرت أنَّ تعهُّد السيد بعدم الحصول على تبرعات من لجان العمل السياسي التي تجمع تبرعاتها من الشركات أمرٌ محوري في دعمها له.

وقالت: «إنَّه لا يقبل أموالاً من الشركات. إنَّها حملة مُموَّلة من الجماهير كليةً، وهو الأمر الذي أشعرُ بحماسة غامرة حياله. الاختلاف الأكبر بين وايتمر والسيد هو فقط أنَّ السيد لا يقبل أموال الشركات».

أما منافسته فهي مدعومة من الشركات

وبالفعل، تضرَّرت وايتمر بسبب ارتباطها بالشركات صاحبة المصالح، خصوصاً علاقاتها بصناعة التأمين.

إذ كان والدها، ريتشارد وايتمر، رئيساً لشركة Blue Cross Blue Shield of Michigan في ميشيغان، وهي شركة تأمين. وفي مقابلةٍ جرت معها في عام 2015، نسبت وايتمر الفضل لصديقها دان لويب –الرئيس الحالي للشركة في ميشيغان والموظف البارز السابق في مجلس النواب- باعتباره أول شخص اقترح عليها دخول عالم السياسة.

في وقتٍ سابق من هذا العام، كان موقع The Intercept أول من تحدَّث عن أنَّ أعضاء جماعات ضغط في شركة Blue Cross Blue Shield of Michigan كانوا يقومون بحملة جمع تبرعات لصالح وايتمر، حصلت منها على قرابة 144 ألف دولار من موظف كبير في الشركة في يومٍ واحد فقط.

وهي كذلك لا تدعم إنشاء نظام رعاية صحية حكومي

ومن بين المرشحين الثلاثة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، تُعَد وايتمر هي الوحيدة التي لا تدعم نظام رعاية صحية حكومياً في ميشيغان، واصفةً الأمر بأنَّه غير واقعي.

وادَّعت مؤخراً أنَّ الانتقادات بسبب صلاتها مع شركة Blue Cross Blue Shield of Michigan «فيه تمييز جنسي بالغ«، مستشهدةً بحقيقة أنَّ الجزء الأكبر من المساهمين في حملتها هم من المتبرعين الذين يتبرعون بمائة دولار أو أقل. وتدعم وايتمر نظام رعاية صحية حكومي على المستوى الفيدرالي، لكن سكان ميشيغان الذين يواجهون أزمة صحية منقطعة النظير في مدينة فلينت يريدون تعهُّداً أكبر من ذلك.

كما تلقت تبرعات من صاحب سلسلة مدارس رغم أنه داعم للحزب الجمهوري

وقد يضر بها موقفها المعتدل نسبياً هذا في أوساط جماهير ناخبين أخرى أيضاً.

ففي حين سيحظر منافسها السيد وثانيدار المدارس المستقلة -المُموَّلة من الأموال العامة- الهادفة للربح، ستلجأ وايتمر بدلاً من ذلك إلى تشديد الرقابة.

وفي 20 يوليو/تموز، تبرَّع جيه سي هويزنغا، مؤسس سلسلة المدارس المستقلة المعروفة باسم National Heritage Academies، بخمسة آلاف دولار لحملتها. ويُعَد هويزنغا أحد أكبر المتبرعين السياسيين في ولاية ميشيغان، فضلاً عن كونه متبرعاً رئيسياً للجان الحزب الجمهوري في الولاية.

أما هو فسيعطي الأولوية لتعليم أولادنا وليس الشركات

حملت ديان فيشر، وهي مُدرِّسة بمقاطعة ماكومب في ميشيغان، لافتة كُتِب عليها «بيرني <3 عبد الرحمن» (أي بيرني ساندرز يحب عبد الرحمن السيد). وعبَّرت عن استيائها من سياسات وزيرة التعليم الأميركية بيتسي ديفوس، التي تُعَد مُدافعة عن المدارس المستقلة وتنحدر أسرتها من ولاية ميشيغان.

وقالت ديان: «أنا مهتمة بسياسات التعليم التي يدعمها عبد الرحمن. إنَّنا نحب بيرني.. وبيرني يدعم عبد الرحمن، لذا ندعم عبد الرحمن. أعتقد أنَّ الأطفال بحاجة أن يصبحوا أولوية، لكن على مدار السنوات كانت الشركات هي من تُوضَع أولاً بدلاً من تعليمنا».

ويعتمد بشكل كبير على حملة ساندرز في ميشيغان

ولا ينبغي التقليل من شعبية ساندرز في ميشيغان. ففي نهاية المطاف، هذه ولاية حازت فيها الجهود الجماهيرية النصر لساندرز في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية في انتخابات الرئاسة 2016، برغم استطلاعات الرأي التي كانت تضعه خلف هيلاري كلينتون بعشرين نقطة. وعيَّن السيد في حملته مُتمرِّسين من حملة ساندرز الرئاسية، من بينهم نائبة مدير حملة السيد كلير ساندبيرغ، التي شهدت الفوائد الانتخابية للنزعة التقدُّمية لدى سكان ميشيغان بصورة مباشرة.

وقال لنا موظف كبير في الحملة إنَّ الحملة على مدار الأشهر القليلة الماضية أجرت قرابة 400 ألف مكالمة هاتفية بناخبي ميشيغان وطرقت 130 ألف باب. وكجزءٍ من استراتيجتها لتوسيع نطاق عملية التواصل، تُقدِّم الحملة أدوات لداعميها كي يُنظِّموا أنفسهم ويتواصلوا مع الناخبين من أي مكانٍ في الولايات المتحدة.

والمتطوعون نشطون يومياً، ليس فقط في ميشيغان، بل وفي مختلف أنحاء البلاد أيضاً. وبإمكان المرء أن يرى على خريطة المتطوعين، التي نُشِرَت في 30 يوليو/تموز، أنَّ هناك فعاليات اتصالات بالناخبين وصلت إلى مناطق بعيدة مثل مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس ومقاطعة شرق لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.

يوم في حملة المرشحة المنافسة

انضم كاتب التقرير إلى المرشحة المنافسة للسيد ويتمير في أحد الصباحات الدافئة لشهر يوليو/تموز في ديترويت، باعتباره متطوعاً في مقار حملتها التي كانت تتأهب لزيارة الأحياء المحيطة من أجل كسب التأييد.

يقول إنه بالرغم من واقع أن المرشحة نفسها كانت حاضرة، كان الحشد خفيفاً، إذ ضم عدداً إجمالياً من المتطوعين والعاملين في الحملة بلغ 20 شخصاً.

توقف كودي بارنهارت، وهو محارب قديم بالجيش الأميركي ذو توجه جنسي مثلي، عن تجميع أوراق التعبير عن التأييد وإشارات الحملة كي يوضح أنه عرف ويتمير منذ أن عمل خادماً في المجلس التشريعي للولاية. وقال إنه يقدّر لها حضورها الدائم لفعاليات حقوق المثليين.

وقال: «كانت حاضرة في كل احتفاليات الفخر (للمثليين) التي أقمناها في لانسنغ عاصمة الولاية. كان ذلك يعني الكثير بالنسبة إلى باعتباري شخصاً مثلياً من ميشيغان»، مضيفاً أنها كتبت توصية من أجله عندما انضم إلى الجيش. وأوضح: «إنها تكترث لأمر أهل (ولايتها)، وذلك شيء لا تراه في كثير من الأفراد».

إنها تقول أنا أعرف الحكومة جيداً

تلخص العلاقة بين الصفحة الاحتجاجية لبانهارت وبين ويتمير القاعدة التي ترتكز عليها حملتها الانتخابية: لقد كنت في الحكومة منذ أعوام، وأعرف كيف تدار الأمور، وكنت دائماً حاضرة عندما احتجتم إلي.

وأكد السيناتور الديمقراطي موريس هود الثالث، الذي كان نائباً لويتمير في أحد المناصب التي تقلدتها سابقاً، على خبرتها. وقال هود: «هل تريد جرّاحة قلبٍ لديها خبرة تصل إلى 16 عاماً أم آخر بلا خبرة؟ سوف أذهب إلى صاحبة الـ 16 عاماً من الخبرة، لأنها تعرف كيف تفعلها. فقد شهدوا ذلك».

عملت ويتمير في المجلس التشريعي للولاية بين عامي 2000 و2016، في البدء في مجلس النواب ولاحقاً في مجلس الشيوخ. وخلال تلك الفترة، أسست علاقة عميقة مع عديد من أصحاب النفوذ في الدوائر السياسية للديمقراطيين، بما في ذلك الاتحادات العمالية المؤثرة تاريخياً في ميشيغان. إذ يدعمها أكثر من عشرة اتحادات محلية في حملتها، فضلاً عن أن هذه الاتحادات تضخ مئات الآلاف من الدولارات إلى إحدى مجموعات 527 -المعفاة من الضرائب بموجب المادة 527 من قانون الإيرادات الداخلية- من أجل دعمها.

كما تعتمد على سياسة براغماتية بسيطة

تبدو سياستها البارزة براغماتية، إذا لم تكن أي شيء آخر. إذ تقول في فيديوهاتها: «أصلحوا الطرق اللعينة»، وهو شعار يزين عديداً من الشعارات في مقار حملتها. المؤكد أنه على بعد بناية من مكتبها في ديترويت، تبرز مجموعة من أقماع المرور في بقعة فُتحت فيها شقوق على الطريق. يمكن لأي شخص يقود سيارته في منطقة ديترويت أو المناطق المحيطة أن يدرك على الفور أن شكاوى ويتمير بشأن الشوارع والطرق السريعة مبررة.

فمن المعروف أن قضايا البنية التحتية المحلية تُحدِث صدىً كبيراً: فقد لجأت عضوة مجلس المندوبين بالحزب الديمقراطي، دانيكا روم، التي سلطت الصحف المحلية الضوء في العام الماضي على الفوز التاريخي الذي حققته باعتبارها متحولة جنسياً، إلى تكتيك مشابه خلال سباقها الانتخابي، ووعدت بإصلاح الطريق 28 المزعج.

ومع ذلك، لم تكن البراغماتية كافية لحماية الديمقراطيين في ميشيغان من الخسائر الكبيرة في 2016، عندما هزم ساندرز كلينتون في الانتخابات التمهيدية لميشيغان -حينما فازت كلينتون بـ 10 مقاطعات فقط من أصل 83 مقاطعة في الولاية- وعندما هزم ترمب كلينتون هزيمة غير متوقعة خلال الانتخابات العامة.

يبدو كتكرار للسباق القديم، ولكن هناك مفاجأة قادمة من الهند

سيكون من السهل تصوير الانتخابات التمهيدية بأنها ببساطة مباراة إعادة بين ساندرز وكلينتون: ثائر شعبوي في مواجهة المرشح المثالي لمؤسسة الحزب، إلا أن هذا السباق لديه ورقة رابحة رئيسية لم تمتلكها هذه السباقات الأخرى: رجل الأعمال شري تانيدار.

يُعرف عن تانيدار أنه مليونير عصامي هاجر إلى الولايات المتحدة من الهند عام 1979. قدم تانيدار، الذي حقق ثروته من عمله في مجال الصناعات الكيماوية، تمويلات كبيرة من ماله الخاص من أجل غزوته للدخول إلى الدوائر السياسية في الحزب الديمقراطي.

واستخدم ثروته الكبيرة لتمويل الإعلانات التلفزيونية واسعة الانتشار التي تضعه في صورة الديمقراطي «الأكثر تقدميةً» في السباق. إذ يزعم، مثل عبد الرحمن السيد، أنه سيضع حداً أدنى للأجور يصل إلى 15 دولاراً ونظام الدافع الواحد للرعاية الطبية في الولاية ( نظام للرعاية الصحية ممول من الضرائب يغطي تكاليف الرعاية الصحية الأساسية لجميع المقيمين، عبر نظام عام واحد (ولذا سمي بهذا الاسم).

ولكن هناك أمر أظهر تقلبات هذا المرشح الثري

غير أن تانيدار على عكس السيد، الذي أصدر خطة لنظام الدافع الواحد ذات تفاصيل لا مثيل لها، خلط الأمر مؤخراً في تعريف نظام الدافع الواحد واصفاً إياه بأنه خيار شعبي، وذلك خلال مقابلة مع موقع The Intercept.

وفي وقت سابق من هذا العام، أخبر عدد من المستشارين السياسيين البارزين موقع The Intercept بأن تانيدار أتى إليهم وفكر في الترشح مع الحزب الجمهوري بدلاً من ذلك.

أنكر تانيدار هذه المزاعم بغضب، ولكن كشف الموقع لاحقاً عن لقطة عرضتها شبكة C-Span يظهر فيها تانيدار وهو يبتسم ويصفق استجابة لما يقوله النائب والمرشح الرئاسي السابق ماركو روبيو في حشد بولاية آيوا الأميركية، بما في ذلك بعد أن قال روبيو «هيلاري كلينتون لا تستطيع أن تكون القائد الأعلى والرئيس للولايات المتحدة».

بالرغم من كل هذا، حافظ تانيدار على المركز الثاني في استطلاعات الرأي حتى فترة قريبة. كانت استراتيجيته التركيز على ديترويت، وعيّن ناشطاً وقساً بارزاً ذا أصول إفريقية، وهو ديفيد ألكسندر بولوك، لإدارة حملته. وحتى هذه اللحظة، أثبتت تلك الإستراتيجية نجاعتها. بعد إغراق المنطقة بفيض من الإعلانات ورسائل البريد الإعلانية، أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحقق تقدماً كبيراً بين المصوتين الأميركيين من ذوي الأصول الإفريقية.

ويبدو أن الناخبين يخلطون بين اسمه واسم السيد

يبرز تفسير أكثر سخرية للسبب الذي يجعل أرقام السيد وتانيدار قريبة في استطلاعات الرأي. لعل بعض المصوتين ينظرون بكل بساطة إلى المرشحين الثلاثة ويخلطون بين الرجلين ذوي الأسماء غير الإنكليزية.

ففي فعالية لويتمير، أشار بارنهارت، المحارب القديم في الجيش، بغضبٍ إلى قصة حول كيف أن أحد المرشحين تخلى عن بعض الكلاب التي كانت شركته تستخدمهم حيوانات اختبار في المعامل بعد أن أفلست الشركة. لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان السيد أم تانيدار هو المتورط في هذه القصة (كان تانيدار المتورط في هذه القضية).

وحتى الآن لم تستخدم مسألة انتمائه للإسلام ضده بشكل ملحوظ

تشكل عقيدة عبد الرحمن السيد عائقاً محتملاً آخر في طريق نجاحه، بالرغم من أنه لا ينظر إليها بهذه الطريقة. تشكل ميشيغان وطناً لأكبر تعداد سكاني للمسلمين في أميركا، وبالرغم من وجود منتقدين له، تجنبت الانتخابات التمهيدية بعضاً من القبح الذي دار من قبل حول ترشح أوباما.

استبعد هود، الذي يدعم ويتمير، بعيداً مزاعم هؤلاء الذين يجادلون بأن عقيدة السيد ستحول دون فوزه. إذ قال: «لا تنتقص من الأشخاص العقيدة وما يؤمنون به. ذلك هو الحق الأميركي أن تكون قادراً على أن تعبد ما تريد أن تعبده. لا يجب علينا أن ننحاز لأن شخصاً ما يؤمن بشيء ما أو لا يؤمن بشيء ما».

ولكن البعض يرى أنها قد يتم استغلالها.. وهناك مخاوف من ترمب

بيد أن الجميع لا يشاركون هود آراءه المتفائلة حول التسامح الديني في ميشيغان. أشارت ديبي دينغيل، النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، إلى أن عقيدة السيد قد تبرهن أنها تشكل عائقاً أمامه، وذلك خلال حديثها لموقع Huffington Post في الشهر الماضي. وعندما سُئلت ما إذا كانت عقيدته ستجعله أقل قدرة على النجاح في السباق الانتخابي، ردت قائلة: «لا أريد أن أقول ذلك، لأنني أعتقد أن السيد رائع، وإنني أمثل أكبر تجمع للمسلمين في البلاد (في إشارة لولاية ميتشغان).

ولكن يوجد أناس يحاولون التفريق بيننا من خلال الخوف والكراهية، وترمب واحد منهم». علاوة على ذلك، تشير المواجهات، التي على شاكلة المواجهة مع الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، إلى أن إثارة المشاعر المناهضة للإسلام لا يبغضها الناخبون.

والسيد يعتبرها معركة الصالحين، بينما العرب يرون أنهم فائزون في كل الأحوال

في لقاء مع مجلة Vogue، قال السيد إن الهجمات على عقيدته تلهي عما يؤمن به. وأوضح: «أعتقد أنهم يستخدمون حُجّة عقيدتي وهويتي لتكون سبباً لعدم وجوب دعمي أو عدم إمكانية دعمي. وهو محزن ومؤسف تماماً. لأن ما يقولونه بذلك أن الناس في ولاية ميشيغان ليسوا منفتحين بما يكفي. إنهم لا يراهنون ضدي، بل يراهنون ضد الأشخاص الصالحين في الولاية».

يأمل أسامة سيبلاني، ناشر صحيفة Arab American News التي تقع مقرها في ميشيغان، أنه سواء فاز أو خسر، سوف يساعد السيد في نهاية المطاف على تحطيم السقف الزجاجي فوق المرشحين الأميركيين المسلمين والأميركيين العرب، مما سيجعل المصوتين يحكمون عليهم حسب مضمون شخصياتهم وليس طريقة صلاتهم.

إذ يعتقد أن السيد يحاول سد تلك الفجوة.

وأضاف سيبلاني: «لقد أتى من لا مكان كي يكون منافساً في هذا السباق الذي لا يستهان به. يبرز ذلك أن الأشخاص يحاولون لفت الانتباه، وأعتقد، كما تعرف، أنه علينا تحطيم السقف. علينا أن نظهر أن الأميركيين المسلمين والعرب قادرون على الترشح والوصول إلى ما بعد العامل الديني والوصول إلى ما بعد العامل العرقي؛ وأن الناس يبدأون في النظر إلى الأميركيين المسلمين والأميركيين العرب على أنهم أناس مؤهلون أو غير مؤهلين للترشح، وليس استناداً إلى دينهم أو أصلهم العرقي»

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …