خسرت أسهم شركة فيسبوك ما مجموعه 120 مليار دولار في جلسة واحدة من بورصة ناسداك الأميركية، وهي أكبر خسارة للشركة منذ تأسيسها وربما واحدة من أكبر خسائر الشركات الأميركية في التاريخ الحديث.
بدأ تراجع أسهم فيسبوك في الأسواق بعد إقفال يوم أمس، حيث أجرى مؤسس الشركة مارك زوكربرغ محادثة هاتفية مع المحللين والمستثمرين بدأت في الساعة الخامسة بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وقال إن الربع المنصرم كان جيّداً للشركة، وتحدث عن تطوّر المداخيل ونجاح تطبيق إنستغرام في ظل الشركة وإن التطبيق المتخصص بالصور والفيديو ما كان نجح لولا رعاية فيسبوك التي اشترت التطبيق منذ حين.
شيريل ساندبرغ
بعد 12 دقيقة بدأت رئيسة الشركة شيريل ساندبرغ بالتحدث عن النجاحات وهذا ما تعوّد عليه المستثمرون في هذه الاتصالات الهاتفية بين الشركة والمستثمرين.
يتحدث وينهار السهم
بدأت المفاجآت عندما بدأ دايفيد وهمر مسؤول المالية في فيسبوك بالتحدث في الساعة 5:20 بعد الظهر وقال إن المداخيل في أوروبا بدأت بالتراجع بسبب قوانين الخصوصية الجديدة.
كانت هذه مفاجأة كبيرة، لأن انطباع المستثمرين كان أن القوانين الأوروبية التي بدأت تأخذ مفعولها في شهر مايو الماضي لن تؤثّر على الإعلانات والمداخيل إلا بنسبة قليلة أو أنها لن تؤثّر أبداً.
ثم أعلن مسؤول المالية في فيسبوك أن المداخيل تباطأت في الربع الثاني من العام، وستتابع التباطؤ في الربع الثالث والرابع من العام 2018 ثم أشار إلى أن الإعلانات بالصيغ الجديدة على “إنستغرام ستوريز” لم تجلب الإعلانات التي كانت متوقعة. كانت توقعات المستثمرين مختلفة تماماً وكانوا يعتبرون أن الإعلانات الجديدة ستكون ناجحة مثلما هي على البث الرئيسي لـ فيسبوك وإنستغرام.
وأضاف دايفيد وهمر مفاجأة أخيرة وهي أن فيسبوك سيشهد انخفاضاً في “هوامش التشغيل” خلال السنوات المقبلة.
أنهى مسؤول المالية مقدمته الساعة 5:30 بتوقيت الساحل الشرقي وكان سعر أسهم فيسبوك في الأسواق الإلكترونية قد انخفض 16%.
متابعة الانهيار
بدأت جلسة الأسئلة والأجوبة واستمرّت حتى الساعة 5:52 بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي فصّلت الجلسة، وفي هذا الوقت وصل الانخفاض إلى 24% من سعر السهم.
يوم الخميس ومع فتح الأسواق انهار السهم وبنهاية الجلسة وصلت الخسائر إلى 19% وخسرت الشركة 100 مليار دولار من قيمة أسهمها في السوق، فيما خسر المستثمرون الكبار من أصحاب الشركة مثل مارك زوكربرغ قرابة 20 ملياراً.
الخبر الجيّد هنا أن انهيارات مماثلة وقعت من قبل لشركات عملاقة، فشركة مايكروسوفت خسرت في العام 2000 مليارات الدولارات، المرة الأولى خسرت في شهر أبريل 70 مليار دولار في يوم واحد وكررت الخسارة بـ 55 ملياراً في الشهر ذاته، وكذلك شركة “آبل” التي خسرت شهر يناير 2013 قرابة 55 ملياراً في يوم واحد فيما خسرت “شركة إنتل” أكثر من سبعين ملياراً في يوم واحد من شهر سبتمبر 2000.
سيبقى يوم 26 يوليو 2018 علامة فارقة في تاريخ شركة فيسبوك أياً كان مستقبل هذه الشركة العملاقة، ففي يوم 25 يوليو كان سعر سهم فيسبوك في سوق ناسداك 217 دولاراً وفي اليوم التالي انحدر إلى 176 دولاراً.
16 مليار دولار تبخرت من ثروة مؤسس فيسبوك في ثوان معدودة
لا يبدو الرئيس التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة “فيسبوك” مارك زوكربرغ في أحسن أحواله هذا العام، إذ أن “هزات” متتالية تلاحق مسيرة هذه الشركة راسمةً علامات تعجب حول المستقبل المنتظر لـ”فيسبوك”.
وما صدور نتائج الربع الثاني للشركة يوم أمس، والتي جاءت “مخيبة” لتوقعات المحللين، إلا نتيجة طبيعية للمسلسل الفضائحي الذي لاحق الشركة في الفترة الأخيرة على صعيد عدم حماية سرية المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية إن كان على صعيد التسريب “غير المشروع” لبيانات 87 مليون مستخدم لصالح كمبردج أناليتيكا، مروراً بعقد شراكات لتبادل بيانات مستخدميها مع ما لا يقل عن 60 شركة من صانعي الأجهزة.
وعلى ما يبدو فإن الضربة يوم أمس جاء وقعها ثقيلاً على “زوكربرغ”، الذي خسر 16 مليار دولار أي خمس ثروته الشخصية في ثوانٍ معدودة، بعد التراجع الحاد لسهم فيسبوك بعد الإغلاق إثر صدور أرقام الإيرادات والمستخدمين.
وعلى إثر صدور النتائج، هوت أسهم “فيسبوك” بقوة بنسبة تصل إلى 20%، بعد أن صرح الرئيس المالي للشركة بأنه من المتوقع تراجع وتيرة نمو الإيرادات في الفصلين المقبلين.
وبالنظر إلى سقف السوق عند الإغلاق يوم الأربعاء، فإن فيسبوك قد خسرت أكثر من 123 مليار دولار من قيمتها السوقية.
بتعبير آخر، فإن أقل ما يمكن قوله إن “فيسبوك” قد صدمت مستثمريها الذين خسروا ربع استثماراتهم!
صحيحٌ أن الأرباح الصافية لشركة “فيسبوك” قد نمت بنسبة 31% ليصل إلى 5.10 مليار دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي، مقابل 3.89 مليار دولار في الفترة المقارنة من 2017.
وبلغ نصيب السهم من الأرباح 1.74 دولار في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ1.32 دولار في نفس الفترة من العام الماضي، ومقابل توقعات كانت تشير إلى 1.72 دولار.
لكن على الرغم من أن الأرباح الصافية جاءت أفضل بقليل من التوقعات، إلا أن الإيرادات وعدد المستخدمين جاءا أقل من المتوقع متأثرة بفضيحة Cambridge Analytica وصدور قانون حماية البيانات الشخصية في أوروبا.
حيث نمت إيرادات “فيسبوك” بنسبة 42% لتصل إلى 13.23 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي. بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى وصول الإيرادات إلى 13.36 مليار دولار. وهذه المرة الأولى منذ الربع الأول من 2015 تأتي فيها إيرادات فيسبوك دون التوقعات.
أمّا عدد مستخدمي فيسبوك فقد نما بـ11% في يونيو الماضي مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي ليبلغ مليارا و470 مليون مستخدم.
وقفز إجمالي التكاليف والمصروفات إلى 7.36 مليار دولار في الربع الثاني من 2018، مقابل 4.92 مليار دولار في الفترة المقارنة.
وذكرت “فيسبوك” أن إيرادات الإعلانات عبر الجوال مثلت 91% من إجمالي عوائد الإعلانات في الفترة سالفة الذكر، مقابل 87% في الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو 2017.