تغييرات إيجابية شهدتها الفترة الأخيرة فى توطيد العلاقة بين مصر وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، خاصة بعد مجزرة قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في مسيرات ذكرى النكبة التي أدت لاستشهاد العشرات وإصابة الألاف، الأمر الذي نددت به مصر وفتحت معبر رفح أمام الفلسطينيين كما استقبلت عددًا من المصابين لتلقي العلاج في مستشفياتها.
ومن أبرز مظاهر ذلك التغير هو انتشار صور الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مختلف أنحاء قطاع غزة، والذى كان مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى شئون الحكم فى مصر عام 2014، ممتلئ بصور سابقة للرئيس المعزول محمد مرسى.
وعلى الرغم من الاختلاف السياسى الظاهر بين الجانبين، إلا أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السسيسى، كان لها العديد من الإسهامات التى أدت إلى تغيير وجهات النظر فى قطاع غزة، وجعل الحركة الإسلامية تعتبر نظام الرئيس السيسى حليفًا لها، أكثر من نظيرتها فى غزة “فتح” بقيادة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، خلال مفاوضات المصالحة الأخيرة، والتى قادتها المخابرات المصرية.
من جانبه أثنى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، على المجهودات التى قامت بها وزارة الخارجية، والرئيس عبد الفتاح السيسى، فى قطاع غزة، الأمر الذى تسبب مع الوقت فى إذابة كافة الخلافات التى كانت بين النظامين فى مصر وقطاع غزة، الذى يقوده ويتولى إدارته حركة المقاومة الإسلامية حماس، والمعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، أبرز ند سياسى للرئيس عبد الفتاح السيسى ونظامه السياسى.
وأضاف حسين، أن وجود لافتات شكر تملأ قطاع غزة، دليل على اختلاف وجهات النظر لديهم، خاصة مع تولى قيادة جديدة من القطاع إدارة الحركة، بعيدًا عن الجزء الخارج منها والموجود فى تركيا وقطر، ما جعل الأمر يتعلق بشخصيات تعيش المحنة الحقيقية فى القطاع وتعرف قيمة التعاون مع الجانب المصري، باختلاف النظم السياسية المسيطرة على القيادة فى مصر، وهو ما يتم بالفعل، وتدعمه الجهود المصرية فى العلاقات الثنائية.
وفى هذا السياق، أوضح السفير إبراهيم يسرى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه على النظام السياسى فى مصر، التأكد أن قطاع غزة والحدود الشرقية هى العمق الاستراتيجى الأهم، والتى يدخل منها كافة الأعداء إلى مصر، ومن ثم وجود علاقات سياسية طيبة مع الحركة السياسية المسيطرة على القطاع، هو أمر فى غاية الأهمية، خاصة وأن الحدود يحكمها طرفان وليس طرف واحد، وبالتالى لا يمكن البقاء بالشكل الذى كانت عليه العلاقات بين الطرفين، فور تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، إدارة حكم البلاد فى مصر عام 2014.
وأضاف يسري، أن وجود لافتات شكر للرئيس السيسي، هى لافتة طيبة للعلاقات بين الطرفين، وتأتى عقب الإجراءات العديدة التى خطتها مصر، فى الآونة الأخيرة تجاه قطاع غزة، من فتح معبر رفح الحدودى، طوال شهر رمضان المبارك، وعلاج المصابين أثر مسيرات العودة الكبرى، بعد التعامل الوحشى من قوات الاحتلال إزاء المظاهرات، والمساعدات الإنسانية المصرية لمستشفيات القطاع، والكهرباء، وهى أمور ليست مستحدثة على الأنظمة السياسية المصرية، وإنما مستمرة منذ الأزل فى دعم القضية الفلسطينية بطرق متفاوتة.