تختلف طقوس المصريين بالاحتفال بشم النسيم عن بقية الأعياد، لأنه من الأعياد النادرة التى توارثته الأجيال فى مصر عن (الفراعنة) منذ قرابة خمسة آلاف عام إلى أن أصبح عيدًا شعبيًا تحتفل به كافة فئات الشعب بصرف النظر عن ديانتها سواء كانت مسلمة أو مسيحية، خصوصًا أنه يتزامن مع عيد القيامة المجيد.
ويحتفل به المواطنون سواء بالتنزه في الحدائق العامة أو السفر، وكذا تلوين البيض بالإضافة إلى تناول الأسماك المملحة “الفسيخ والرنجة والملوحة” إلى جانب البصل والخس..
وفيما يتعلق بتناول الرنجة والفسيخ في الحدائق، استنكرت زينب مهدي، خبيرة تربوية ذلك الأمر، معتبرة أنه أسلوب غير حضاري لما يسببه من مخلفات، إلى جانب الروائح النفاذة والتي قد لا يرغبها البعض.
الطالبة هناء محمد قالت لـ “مصر العربية” إن أفضل ما يمز هذا اليوم هو أنه أجازة من المدرسة وستذهب إلى جدتها لقضاء عطلة عيد الربيع وتناول الأسماك المملحة في جو عائلي دافئ.
وهنأت فريدة محمدالمسيحيين بعيد القيامة، مؤكدة أنها ستحتفل بطريقة مختلفة هذا العام مع أول حفيد لها وستذهب إلى حديقة الحيوان وستتناول الرنجة والفسيخ هناك مع أبنائها.
وعبرت فوزية هاشم عن سعادتها بعيد الربيع قائلة: “بحب أسافر العين السخنة لأن الجو يومها بيغريني للاسترخاء والشمس بتكون دافية جدًا وموج البحر هادي”.
بينما يمنع غلو الأسعار وائل علي من الاحتفال بيوم الربيع قائلا: ” الظروف صعبة والأسعار نار سألت عن الفسيخ وصل لـ125 جنيهًا والرنجة بـ60 جنيهًا مش هقدر أجيب السنة دي لأن مرتبي بيكفي مصاريف الأولاد بالعافية”.
فيما أوضح فادي علي أنه سيقضي يوم الربيع في المنزل للاسترخاء من متاعب العمل قائلا: “هريح في جزيرة القطن على السرير، ماصدقت أخد أجازة هنام أكيد ليل نهار ومش هخرج في حتة”.
زينب مهدي، خبيرة في العلاقات الأسرية قالت لـ “مصر العربية” إن شم النسيم هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة لنجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مضيفة أنه:”بدل العيد عيدين بوجودك معانا ياريس”.
ونصحت زينب المواطنين بالتنزه في الحدائق العامة المليئة بالألوان الخضراء كالأشجار والنخيل والورود والحيوانات، مشيرة إلى أن تلك الأماكن تعطي طاقة إيجابية وتطرد الطاقة السلبية من الجسم كله خاصة في يوم الربيع.
كما دعت المواطنين للسفر داخل مصر لأنها عادة فرعونية شعبية، مشيرة إلى “أن أكثر الأماكن استمتاعًا هي العين السخنة ومرسى مطروح والإسكندرية وشرم الشيخ ودهب ومرسى علم والساحل”.
وحثت الأمهات على أن تهتم بأبنائهن أثناء التنزه حتى لا تعطي فرصة للصوص خطف أطفالهن أو أن يفقدوهن في “دوشة الزحمة”. بحسب تعبيرها.
وأشارت زينب إلى أن مظاهر احتفال شم النسيم لن تكتمل بدون تناول السمك المملح مع البصل والخس، إلى جانب طقوس تلوين البيض بالألوان المبهجة.
وأكدت زينب أن كل نوع من هذه المأكولات يشير إلى اعتقاد معين لدى الفراعنة، حيث يرمز البيض إلى خلق الحياة والخس إلى حلول الربيع والبصل إلى إرادة الحياة والتغلب على المرض و السمك المملح يعبر عن الخصوبة والبهجة ورمز للخير والرزق.
واستنكرت تناول الرنجة والفسيخ في الحدائق العامة معتبرة أنه أسلوب غير حضاري لما يسببه من مخلفات والتي عادة ما يتركها كثيرون على الأرض، إلى جانب الروائح النفاذة لها والتي قد لا يرغبها البعض.
وترجع طقوس الاحتفال بشم النسيم من عادات وتقاليد اجتماعية وعقائد إلى الفراعنة، ويحتفل به المصريون يوم الاثنين التالي مباشرة ليوم الأحد الموافق عيد القيامة المجيد طبقًا لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وذلك في شهر أبريل من كل عام.
وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة ، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة.
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفالاً رسميًا كبيرًا، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، و تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.