هل جربت أن تسمع دقات قبلك وصوت عظامك وهي تختك ببعضها البعض داخل جسمك، بل والأكثر من ذلك ستفقد توازنك من هدوء تلك الغرفة الأكثر هدوء في العالم، لأن افتقار الصدى كلياً يؤدي إلى تخريب الوعي بالمكان
الغرفة الأكثر هدوءا تقع في مقر مايكروسوفت في مدينة ريدموند الأمريكية.. إذ تقوم الغرفة الأكثر هدوءاً على الكرة الأرضية، بعزل الأصوات تماماً عن العالم الخارجي، وفي الوقت ذاته الوقت تجمد جميع الأصوات التي تصدر بداخلها، ما يجعلها غرفة “عديمة الصدى،” لا يتكرر الصوت بداخلها بأي طريقة ممكنة.
ويعتبر صوت الضوضاء داخل الغرفة منخفضاً جداً لدرجة أنه يقترب من أدنى عتبة صوت حددها علماء الرياضيات، أي انعدام الصوت، والتي يتبعها الفراغ، أو غياب الصوت.
وتوفر الغرفة تجربة حسية نادرة جداً، إذ يقول هوندراج جوبال، عالم الصوت والسمع، والمصمم الرئيسي للغرفة، إنه بمجرد دخول المرء إلى الغرفة، سيشعر على الفور بإحساس غريب وفريد يصعب وصفه، مضيفاً: “معظم الناس يجدون غياب الصوت بمثابة مسبب للطرش، إذ يشعرون بامتلاء في الأذنين، أو أحياناً يسمعون صوت الرنين. كما تصبح أيضاً الأصوات الضعيفة جداً، مسموعة بشكل واضح، ?ن الضوضاء المحيطة بها منخفضة جداً، ما يجعل سماع صوت عظامك داخل الجسم عند تحريكها أمراً ممكناً. تبدأ بسماع صوت تنفسك، وغالباً ما يبدو الصوت عالياً جداً.”
ولتحقيق هذا الصمت المطلق بداخلها، صممت الغرفة ببنية تشبه شكل البصلة، تعزلها عن بقية المبنى والعالم الخارجي. وتتكون الغرفة من ست طبقات من الاسمنت والصلب، وهي منفصلة نوعاً ما عن المبنى المحيط بها، لأنها تقع على رأس مجموعة من الزنبركات التي تخفف من حركة اهتزاز الصوت. في داخل الغرفة، توجد مجموعات من الألياف الزجاجية على الأرض والسقف والجدران، هدفها تفتيت الموجات الصوتية قبل أن تتاح لها فرصة الارتداد داخل الغرفة، بينما صممت الأرضية أيضاً من شبكة من الكابلات المعلقة التي تمتص الصوت.
ويبلغ قياس الضوضاء بداخل الغرفة العادمة للصدى، 20.35 ديسيبلاً تحت الصفر، أي أقل بـ20 ديسيبلاً من عتبة السمع البشري.