خطة الدولة المصرية لإسقاط «فيسبوك ـ مارك زوكربيرج »

Eg-Facebook

 

ما أن أعلن المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات، عن أن مصر سيكون لديها قريبًا «فيسبوك» خاص بها، وبرامج أخرى لحماية البيانات والمعلومات، حتى ثارت تساؤلات عديدة، حول كيفية تنفيذ تلك الفكرة، وهل سيكون بديلًا عن «فيسبوك» مارك زوكربيرج، أم أنه مجرد تطبيقًا سيعمل بجانبه.

تصريح وزير الاتصالات جاء عقب أيام من موافقة لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، خلال اجتماعها برئاسة النائب نضال السعيد، على مشروع قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم من الحكومة، والذى سيعاقب كل من ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات عن المشروعات القومية أو أرقام مغايرة للحقيقة أو يثير الشائعات.

وخلال كلمته بورشة العمل، التى تنظمها وزارة العدل، أوضح وزير الاتصالات أن مصر يجب أن يكون لديها القدرة على حماية بياناتها ومعلوماتها وحماية المواطنين، من أجل استقرار الدولة.

وتابع: “مصر خطت خطوات إيجابية وفاعلة فى مجال إنشاء وسائل تواصل مجتمعية مصرية خالصة، على غرار دول كثيرة فى العالم، وأن مصر يجب أن تكون جزءًا من التفاعل الدولى والعالمى فى مجالات التواصل الاجتماعى وليس دولة مفعول بها كما كنا قبل سنوات مضت”.

وزير الاتصالات أضاف أنه: “بعد ثورة 25 يناير تمكنت الجماعات المتطرفة التى تمولها دول فى استقطاب أصحاب الفكر غير السوي، عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، وكان يجب على الدولة المصرية التصدى لذلك من خلال سن قوانين وآليات للتحكم فى سوق الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، ونتج عنه إنشاء مشروع قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية”.

العميد حمادة القسط، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، وصف فكرة تصميم “فيسبوك” مصرى بـ”الرائعة والجيدة جدًا”، مطالبًا بسرعة تنفيذها وتفعيل التطبيق المصري.

وخلال حديثه لـ”الإعلام”، أضاف أنه يجب الاستغناء على الـ”فيسبوك” العالمي، والاعتماد على المصرى فقط، لا سيما أن هناك كثيرين داخل مصر وخارجها يستغلونه لبث الشائعات والأكاذيب حول مصر، مشيرًا إلى أن هؤلاء يدركون أنهم لن يحاسبوا على ما ينشرونه، ومن ثم يروجون ما شاءوا.

ولفت إلى أن تصميم “فيسبوك” مصري، سيمكن الدولة من السيطرة والتحكم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالى لن يتمكن أحد من نشر الأكاذيب والشائعات، وسيراعى كل فرد ما يكتبه قبل نشره، بل وسيجبرهم على التحقق من معلوماتهم قبل ترويجها.

عضو لجنة الدفاع، أوضح أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تستغل برامج التواصل الاجتماعى لتوجيه الضربات لمصر، ولزعزعة أمنها واستقرارها، وكذلك لحشد المواطنين ضد الدولة، مؤكدًا أن التطبيق المصرى سيساعد على مقاومة تلك الانحرافات بسهولة، فضلًا عن مواجهة الشائعات، التى يترتب عليها مشكلات وأزمات وبلبلة فى أحيانًا كثيرة.

وطالب الحكومة والأجهزة المختصة بسرعة تفعيل التطبيق، وتطويره لمنافسة العالمي، وللتمكن من تحقيق المنشود منه، لافتًا إلى أن وزارة الاتصالات هى المسئولة عن تنفيذ ذلك، ووضع الخطط والاستراتيجيات التى تمكنهم من تطبيقه.

أما، اللواء محمد عقل، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، قال إن كل ما تتخذه الدولة من إجراءات وقرارات، من شأنها حماية أمن الدولة واستقرارها، والحفاظ على حياة المواطنين وبياناتهم الخاصة، يجب دعمه وتأييده والوقوف خلفه، قائلًا: “أدعم وأؤيد هذا الطرح بشدة”.

وفى تصريحه لـ”الإعلام”، أوضح عقل، أنه ليس هناك ما يمنع من الاستغناء على الـ”فيسبوك” العالمي، طالما أنه يضر بسمعة مصر وأمنها، ويتسبب فى إحداث البلبلة والأزمات، لكن فى الوقت ذاته الدولة عليها فتح قنوات ووسائل تواصل شرعية للعلماء والأساتذة المصريين، ليتمكنوا من التواصل مع الدول الأجنبية، لمواصلة أبحاثهم، حال وقوع ضرر عليهم جراء ذلك الأمر.

عضو مجلس النواب، لفت إلى أن ذلك لا يعنى مواكبة التطور التكنولوجى أو فرض وصاية على أحد، ولكن تلك الإجراءات للحفاظ على مصر من المتربصين، الذين يكيدون لهم المكائد ليل نهار، ويستغل بعضهم تلك المواقع لتنفيذ مخططهم، مضيفًا: “لابد من تشكيل لجنة من المهندسين والفنيين المختصين؛ لتنفيذ ذلك”.

 

بينما، وصف النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، إعلان وزير الاتصالات، عن تدشين “فيس بوك” خاص بالمصريين، بالـ”خطوة العظيمة” التى ستكون فاتحة خير على حماية الأمن القومي، من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفى تصريحات له، قال كدواني، إن تصميم “فيسبوك” مصرى سيساعد الدولة فى مواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية، التى تستغل تلك الشبكة فى التوصل فيما بينهم لتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية، لافتًا إلى أن “فيسبوك” مصرى خطوة أولى لعلاج الاستخدامات غير المشروعة التى تضر بالاستقرار فى البلاد.

وأضاف: “نتنمى أن تسرع وزارة الاتصالات فى تنفيذ “فيسبوك” المصرى لحماية بيانات المواطنين، وذلك سيساهم فى مواجهة كافة الجرائم وسيساعد فى التحكم فى شبكات التواصل الاجتماعي”.

غير أن، خالد عبد العزيز شعبان، عضو تكتل “25-30″،  أبدى تعجبه من فكرة تصميم “فيسبوك” مصرى خالص، لا سيما أنه لن يؤدى إلى إسكات المواطنين كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن العالم يعيش الآن فى عصر السموات المفتوحة والتكنولوجيا، وإذا تم حجب الـ”فيسبوك”، سيظهر الآلاف البرامج والمواقع الأخرى – بحسب تصريحه.

وأضاف شعبان لـ”الإعلام”، أن الأزمة لا تكمن فى تلك المواقع، ولكن فى عدم القدرة على تقبل الآخر، وحالة الاستقطاب الحاد الموجودة بالمجتمع منذ فترة طويلة.

عضو تكتل “25-30″، نوه بأن هناك مشكلات وأزمات كثيرة، تُحدثها برامج التواصل الاجتماعي، ولكن لا يعنى ذلك حجبها أو الاستغناء عنها بأى حال من الأحوال، بل يجب بحث سبل لحل تلك الأزمات، والانفتاح أكثر على كل الحضارات والثقافات.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …