“محمد صلاح يسجل لي، وسيسجل لك، إذا سجل المزيد، فسأصبح مسلمًا قريبًا”، بهذه الكلمات يتراقص جمهور ليفربول في مدرجات “أنفيلد”، وشوارع المدينة الإنجليزية التي تحمل اسم ناديهم، للتعبير عن فرحتهم باللاعب المسلم العربي المصري، محمد صلاح، أو كما يطلق عليه الفرعون المصري الذي يعيش أفضل فترات حياته الاحترافية في عالم كرة القدم.
نجاح “مو”، حسبما يطلق عليه الجمهور، مع فريق ليفربول خلال الموسم الجاري، أثار دهشة الكثيرين من متابعي كرة القدم العالمية، سواء على مستوى الجمهور العادي أو اللاعبين السابقين من النجوم العالميين والمحللين للعبة الشعبية الأولى في العالم.
أبرز ما حققه محمد صلاح، هو إزالة العنصرية من قلوب الغربيين تجاه العربي الناجح في حياته المهنية، حسبما أكدته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير مطول لها حول تأثير الفرعون المصري على الجمهور الإنجليزي.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن صلاح معروف بأنه متدين ويسجد شكرًا كلما سجل هدفاً، وهذا ما جعل غناء الجمهور الإنجليزي له بهذه الطريقة.
أضافت الصحيفة، أن المفارقة هي أن الجمهور البريطاني من أسوأ الجماهير سلوكًا، وذلك بحسب ما تقول منظمة “كرة قدم بلا عنصرية”، ومقرها بريطانيا، وتعمل على دراسات التمييز والعنصرية في رياضة كرة القدم.
تقول المنظمة إنه من بين 539 حادثًا تميز بالعنصرية، والتمييز، ومعاداة السامية، والإسلاموفوبيا، كان نصيب البريطانيين منها 59 حادثًا، وهي أكبر نسبة بين الجماهير المختلفة، وذلك في الفترة بين 2015 – 2016، إلا أن صلاح جاء ليغير هذا كله.
ونقلت عن المدير التنفيذي للمنظمة، بيارا بور، قولها: “لأول مرة أرى شيئًا مثل هذا التصرف الذي يتصف بالإيجابية في ما يخص ديانة أحد اللاعبين”.
وتتابع: “الفوز يجعلنا نشعر بإيجابية، وصلاح لاعب جيد، ومشجعوه أكثر تقبلاً لدينه وخلفيته العرقية”.
على الجانب الآخر، انتقل حب صلاح ومحاولة تقليده من الجمهور الأكثر عنصرية في كرة القدم، إلى أطفال، العدو الأول للعالم العربي عامة ومصر خاصة، إسرائيل.
ونشر حساب على “إنستجرام”، اليوم، صورة لطفلين شقيقين في إسرائيل الأول في زي محمد صلاح والثاني مقلدا روبرتو فريمينو، زميله في ليفربول أيضًا.
وقال صاحب الحساب في تعليقه على الصورة، إنه “رغم الماضي، فإن مو صلاح لديه معجبين شديدي الحماسة هنا أيضًا.. كرة القدم تكسر أية حواجز”.
جاءت تلك الصورة في إطار احتفالات عيد “بوريم” اليهودي، الذي يمتد من 28 فبراير وحتى 1 مارس ويطلق عليه أيضا عيد المساخر.
ويبدو أن إسرائيل تنوي استغلال شعبية صلاح، مثلما فعلت مع كوكب الشرق أم كلثوم، التي تحاول دولة الاحتلال استخدام اسمها وأغانيها في كل مناسبة، للتقرب من الشعب المصري وإظهار تسامح تجاه العرب.
كان محمد صلاح، تسبب في غضب كبير داخل إسرائيل، خلال عام 2013، بعد رفض النجم المصري، لاعب نادي بازل السويسري حينها، مصافحة لاعبي فريق “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي، قبل المباراة التي جمعت بين الفريقين.
وانتقدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، وقت تلك الواقعة “صلاح”، لرفضه مصافحة اللاعبين الإسرائيليين، قبل مباراة فريقه مع نادي “مكابي تل أبيب”، والتي انتهت بفوز بازل بهدف مقابل لا شيء.
وعمدت الصحيفة إلى تحريض إدارة الفريق على لاعبيها المصريين، حيث كتبت تقول: “رغم كل الجهود المبذولة لتهدئة النفوس، اتضح أن مهمة نادي بازل لإحضار لاعبيه المصريين إلى إسرائيل تزداد تعقيدا لتصبح أكثر مما كان يعتقدون”.
وفي نهاية المباراة أسرع “صلاح” إلى غرفة خلع الملابس دون أن يصافح أو يبدل قميصه مع أي من لاعبي الفريق الإسرائيلي، كما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات.
وقام مشجعو الفريق الإسرائيلي بإطلاق صافرات الاستنكار أثناء المباراة كلما لمس محمد صلاح الكرة.
وما زاد الغضب الإسرائيلي حينها، هو اختيار محمد صلاح أفضل لاعب في المباراة، والذي كان شريكا أساسيا في صناعة هدف الفوز لفريقه السويسري على نظيره الإسرائيلي.