“ليس أكلت يوم أكل الثور الأسود، وإنما خسرت يوم مشيت معه”، هذا هو حال لسان حلفاء جماعة “الإخوان المسلمين” السابقين، الذين شنوا هجومًا لاذعًا ضد سياسات الجماعة وقادتها خلال الفترة الأخيرة، وطريقة إدارتها للحكم بعد ثورة 25 يناير بعد أن أسحوزت على الحكم وكل مقدارات مصر وكادت أن تدخل الدولة المصرية فى حرب أهلية لا نهاية لها .
وبدا لافتًا تكرار الانتقادات من جانب حلفاء والرئيس الذين انضووا في التحالف المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، في الآونة الأخيرة، لأسباب متباينة، ومن بينهم من كانوا سببًا من تصاعد السخط الشعبي على الجماعة في مرحلة ما بعد 25يناير.
المحامي ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق، والذي اشتهر برفع الآذن تحت قبة البرلمان، والذي رفض أداء القسم أول جلسة دون أن يقول جملة: “فيما يخالف شرع الله” كان آخر الذين صوبوا سهامهم ضد الجماعة.
وشن إسماعيل في مقالات عدة، هجومًا على قيادات الجماعة، وطريقة الحكم التي تبنوها في إدارة الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنهم كانوا سببًا أساسيا فيما يتعرض له التيار الإسلامي مما وصفها بـ “ردة كبرى”، وإنهم ليس لهم في إدارة الدولة، وان ما يتعرضون له هذه الأيام جزءًا سوء عملهم.
وفي هذا السياق، كان حزب “النور” السلفي، أول من خرج من الإسلاميين على “الإخوان”، بعدما شكلا معًا في مجلس الشعب 2012، الأغلبية الكاملة، واستطاعا أن يمررا كافة القوانين في هذه الفترة، إلي جانب تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، واعتبر التيار المدني حينها أن تحالف الجماعة والحزب السلفي، يمثل قضاء علي الحياة السياسية، وانحرافها لمنحي ديني ومصلحي.
إلا أن حزب “النور” أول من فك هذا الارتباط، وقرر الانحياز لثورة 30يونيو والتي قضت علي حكم “الإخوان”، وظهر جلال مرة، الأمين العام للحزب حينها في مشهد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع حينها في 3يوليو، وهو يعلن عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
“الجماعة الإسلامية”، التي تحجج الخارجون في 30 يونيو في احتفالات رسمية للدولة، على الرغم من مشاركة قادتهم في قتل الزعيم الراحل أنور السادات، وعلى الرغم من استمرار تحالفها حتى الآن مع “الإخوان”، إلا أن المهندس عاصم عبدالماجد، وهو أحد أبرز قياداتها كثيرًا ما وجه انتقادات للجماعة.
وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن “بعضًا من أعضاء التيار الإسلامي لم يكونوا علي وفاق من الأساس بجماعة الإخوان المسلمين، قبل ثورة 25 يناير، نظرًا للفوارق الفكرية وطريقة فهم الدين الواضحة بين مختلف التيارات الإسلامية، إلا أن الجميع تفاجئ بانحيازهم للجماعة خلال حكمها للدولة المصرية، كجزء من أي نظام حكم يحاول الكثيرين التقرب له لكسب المصالح”.
وأضاف الزعفراني أن “التشدد في تأييد البعض من هذه التيارات الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين، تسبب في توريط الإخوان مع الشعب، وقطع الجسور والود مع أعضاء التيار المدني، بعدما كانت أكثر التيارات الإسلامية تميزًا في علاقاتها به طيلة أعوام، وهو ما يجعل بعض الإسلاميين يتساوون مع التيار المدني في إتباع البراجماتية، والاختلاف في الرأي الذي كان يعتبره البعض عقديًا وليس سياسيًا”.
وقالب عمرو عبدالمنعم، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن “المؤيدين السابقين لجماعة الإخوان، الذين انقلبوا عليها ينقسمون فريقين: الأول براجماتي مصلحي، يتمثل في شخصيات استمرت في تأييد الجماعة واعتمدت عليها في الهروب من خطر السجن إلى الخارج، وبدأت في نقدها عقب افتقاد دور لهم في المنفي، ومنع ظهورهم علي قنوات إخوانية، أو دور في سياسات الجماعة في الخارج، بينما الفريق الثاني، هو سياسي ومتمثل في كيانات حزبية لها موقف واضح منذ ثورة 23 يونيو مثل حزب النور والبناء والتنمية بعد تغيير القيادات”.
وأضاف عبدالمنعم “جماعة الإخوان أصبحت تواجه تحديات ثلاثة، أولها بعد ثورة 30 يونيو ومواجهة الدولة المصرية، والثاني على المستوى الإقليمي، والتعامل مع دول المنطقة، التي أكدت دعمها للجماعة ووقفوها ضد حركة 30 يونيه مثل قطر وتركيا، إلى جانب التحدي الدولي مع الدول البراجماتية، التي تعتمد على استغلال الجماعة في مصالحها في المنطقة مثل بريطانيا والولايات المتحدة”.