تعيش الأراضي السورية، على وقع توتر جديد، هذه الأيام، عقب الإعلان عن اتفاق بين عناصر حماية الشعب الكردية، ونظام بشار الأسد، على دخول قوات الأخير إلى مدينة عفرين الواقعة شمال غربي البلاد، والتي يشن الجيش التركي فيها عملية عسكرية ضد “المنظمات الإرهابية”.
وفي تعليقها على التطورات الجديدة، قالت “بي بي سي ” عربي ، إنه في حال تنفيذ هذا الاتفاق، فإن القوات التركية، ستجد نفسها تقاتل في عفرين، ليس فقط المقاتلين الأكراد، بل قوات النظام السوري.
وينفذ الجيش التركي، منذ 20 يناير الماضي، عملية عسكرية في عفرين، تحت اسم “غصن الزيتون”، ضد المنظمات التي تصنفها تركيا إرهابية، وتقول إنها تمثل تهديدًا لأمنها القومي.
وجاءت خطوة تركيا، عقب أيام من إعلان التحالف الدولي ضد “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، في الرابع عشر من يناير، أنه يعمل بالتعاون مع الفصائل المسلحة في المنطقة، على تشكيل قوة أمنية جديدة لنشرها على الحدود السورية مع تركيا مما يشكل تهديدًا للأخيرة التي على خلاف معها.
وأوضح التحالف، حينها، أن هذه القوة ستضم 30 ألف مقاتل وستخضع لقيادة “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية هيكلها العسكري.
وفي 20 يناير الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أن العملية “تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين”.
وأكد مسئول في قوات حماية الشعب، يوم أمس موافقتها على دخول قوات النظام السوري إلى مدينة عفرين.
وفي السياق ذاته صرح القيادي في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، شيخو بلو، الأحد، لوكالة “رووداو” الكردية، بأن قوات النظام ستدخل إلى عفرين ضمن اتفاقية بين “الأسد” وقوات سوريا الديمقراطية، المتهمة بممارسة عمليات تطهير عرقي ضد العرب السنة في المناطق التي سيطرت عليها لاحقًا.
وزعم “بلو” أن الهدف من دخول المدينة هو حمايتها والدفاع عنها.
واليوم الاثنين، أعلن تلفزيون النظام أن “قوات شعبية” ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة القادمة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية في مواجهة الجيش التركي.
وكشفت بي بي سي، أن القوات الشعبية مشكلة من قوى عسكرية موالية للأسد، وبالتالي “لن يكون هنالك قوات نظامية داخل منطقة عفرين”.ويأتي هذا في حين لم يعلق النظام على الاتفاق.
ويشير متابعون، إلى أنه في حال إتمام الاتفاق، فإن الجيش التركي سيقاتل القوات المدعومة من النظام.
بدوره قال القيادي الكردي بدران جيا كرد، لرويترز: إن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يتضمن أي ترتيبات سياسية لذا فإنه يمكن أن ينهار في أي وقت.
وأردف “لا نعلم لأي مدى سيصمد هذا الاتفاق لأن هناك أطرافاً عديدة ليست راضية عن هذا الاتفاق وتريد إفشاله”.
ونقلاً عن رويترز فإن سياسيا كرديا أشار إلى أن روسيا ربما تعارض الاتفاق لأنه يعقد جهودها الدبلوماسية مع تركيا.
وفي تصريحات صحفية اليوم الاثنين، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه “إذا دخل النظام السوري إلى تلك المنطقة لتطهيرها من وحدات الحماية الكردية والعمال الكردستاني، فلا يمثل هذا أي مشكلة” بالنسبة إلينا.
وأضاف: “لكن، وإذا ما جاء لحماية الوحدات الكردية، فلا شيء ولا أحد يستطيع إيقافنا والجنود الأتراك”.
واستطرد جاويش أوغلو قائلا: “هذا الأمر ينطبق على عفرين، ومنبج، والمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي شرقي نهر الفرات”.
وفي وقت لاحق منت تصريحات “أوغلو”، حذر الرئيس التركي طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من عواقب تدخل قوات النظام السوري في عفرين.
ونقل تلفزيون (سي.إن.إن ترك)، عن “أردوغان” قوله لنظيره الروسي، في اتصال هاتفي اليوم الاثنين، أن نظام “الأسد” سيواجه عواقب، إذا أبرم اتفاقا مع وحدات حماية الشعب الكردية، ضد العملية العسكرية التركية.
وفي ذات السياق، قال بكر بوزداج المتحدث باسم الحكومة التركية، في تصريحات له اليوم، إن العملية العسكرية التركية في عفرين، سوف تستمر كما هو مخطط له، وحذر من أن قوات النظام السوري ستعطي ضوءا أخضر لتقسيم البلاد إذا دخلت المنطقة.