أزهري« و«ملحد» يجيبان: هذه حقيقة انتشار الإلحاد بعد حكم الإخوان

Elhad-NichtGlaben

 

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن نسبة الإلحاد فى مصر ارتفعت عقب العام الذى حكمت فيه جماعة الإخوان مصر، نظراً لاستخدامهم شعار “الإسلام هو الحل”.

وأوضح علام في مقابلة مع فضائية “العربية”، “أنه بعدما فشل الإخوان فى حكم البلاد ظن الشباب أن الإسلام هو الذى فشل وليس المجموعة التى حكمت وأدخلت الشباب فى مرحلة تشويش فكرى”.

وقال الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، إن “الإلحاد ظاهرة عالمية، يعانى منها العالم منذ قديم الأزل، ولا ترتبط بحكم الإخوان أو غيره، كما أنها ما زالت محدودة فى وطننا العربى على عكس ما شهده العالم الغربي”.

وأضاف أبو ليلة أن ظاهرة الإلحاد موجودة فى مصر على مر العصور الماضية منذ حكم عبد الناصر ومرورًا بالسادات ومبارك، حتى عصرنا هذا، حيث كان من بين رموز الملحدين فيما مضى إسماعيل مظهر، الذى ألف كتاب “أنا ملحد” ومات منتحرًا فى النهاية”.

وعزا سبب انتشار الإلحاد بين الشباب إلى أنه “يعود إلى قطع التواصل معهم وغياب التثقيف الإسلامى، فى ظل انتشار البطالة، وكذلك اختلاف الخطاب الدينى عن الـ30 عامًا الماضية، حيث كان الشباب مثقفًا ولم يكن يتقبل المساس بدينه وهويته وأخلاقه”.

وأشار إلى أن “عقول الشباب أصبحت مهددة بالغزو الفكرى نتيجة ضعف الأسرة والتعليم وانعدام وسائل المناعة لمواجهة هذه الأفكار مثل الأمية الدينية كعدم المعرفة الصحيحة بالدين إما لنقص المعلومة أو الدراسة الخاطئة”.

وتابع قائلاً: “مقابل كل هذا تصحرت عقول الشباب وأصبحت غير قادرة على الزراعة، فى ظل أنشطة لا نستطيع ردها مثل مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإباحية وانتشار الموضوعات المدسوسة والتى تضرب فى البينة الدينية والخلقية لتغريب الشباب عن هويتهم”.

وخلص أستاذ الدراسات الإسلامية إلى أن “المشكلة ليست وليدة اللحظة حتى وإن كانت محل حديث الآن، فلكى نعالج هذه الظاهرة يجب ألا نكتفى بالكلام عن الحضارة ورصد الظاهرة فقط دون معالجتها، فكثرة الكلام عن الأكل لا يشبع الجائع وكثرة الحديث عن الدواء لا يشفى المريض، فلا بد من تقليل نسبة البطالة وفتح دور الثقافة، وأن يجوب العلماء محافظات الجمهورية فى قوافل دعوية تشمل علماء يستطيعون أن يحاوروا الشباب ويرشدوهم إلى طريق الصواب كما كان فى الماضي”.

وقال إسماعيل محمد، ملحد مصري، إن “أعداد الملحدين تشهد تزايدًا كبيرًا فى البلدان العربية، خاصة فى مصر والإمارات، بسبب الانفتاح الكبير على العالم، فى ظل الإبقاء على التقاليد القديمة وعدم التجديد”.

وأضاف إسماعيل أن الشباب الملحد يشعر بأن هناك مفارقة بين الواقع والخطابات الدينية وما تأمر به، فالملحد يحتاج ألا يشعر بالغربة أو التناقض عند سماعه لخطاب ديني، مثلما تفعل الكنيسة فى أوروبا والتى لا تستطيع أن تنهى الفتاة عن ارتداء المينى جيب أو شرب الخمر”.

وأشار، إلى أنه  “خلال السنوات الأخيرة، انتشر الإلحاد بسبب الانفتاح على العالم وعدم تطوير الخطاب الديني، فالعالم يتطور والخطاب الدينى لا يزال يشهد جمودًا فى مصر بسبب الأزهر، الذى يقف حائط سد أمام الالتحاق بركب التقدم والتغيير فى طريقة التفكير مثلما يحدث فى الإمارات والسعودية من الثورة على الخطاب الدينى، بعد شعورهم بأنه لا يجوز الاعتماد على النفط والشريعة وبحثهم عن موارد أخرى كالسياحة والتى تتطلب وجود بارات وحفلات رقص وغناء”.

وأكد أن “سبب نكران الدين والاتجاه إلى الإلحاد هو مشاهدة الشباب المصرى للتقدم الغربى فى ظل التزام الأزهر بعادات وثقافات معينه تعود للقرون الوسطى، وخلو الخطاب الدينى من الفكر والفلسفة، فالشاب يرى العالم كله من خلال الإنترنت وعندما يريد أن يقتدى بأحد الممثلين فى الملبس كارتداء الفتاة للبنطلون الجينز أو المينى جيب، يخرج علينا شيخ الأزهر أو الإخوان والسلفيون ليقولوا إن ذلك حرام ولا ينبغى”.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …