الأربعاء , 15 يناير 2025

من الرفض إلى الرضوخ.. القصة الكاملة لتحول موقف نتنياهو من صفقة غزة تحت ضغط ترامب

إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً تحت ضغط ترامب”.. ما الذي تغيّر في موقف نتنياهو من الصفقة مع حماس؟

في الوقت الذي تفاءل اليمين الصهيوني بصعود ترامب وفوزه في الانتخابات الأمريكية لتشديد الضغط على خصوم “إسرائيل” وعلى رأسهم حركة حماس، وتكثيف النشاط الاستيطاني في الضفة وإعادته حتى إلى شمال قطاع غزة، كشف الإعلام العبري عن ضغوطات شديدة وصلت حد التوبيخ تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو من قبل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، للقبول بالصفقة التي رفضها مراراً مع حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مصدر مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة لصحيفة فاينانشيال تايمز إن التحول في موقف نتنياهو تجاه الصفقة والقبول بها، جاء لأن إنهاء الحرب أولوية بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. فيما نقلت القناة الـ12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “ترامب بدأ مؤخراً بالتدخل شخصياً في قضية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإتمام الصفقة”.

وفي حين تزعم آلة الدعاية التابعة لنتنياهو أن ترامب لم يترك له أي خيار إلا قبول الصفقة، فإن ما يحدث داخل ائتلافه الحاكم سيحدد ما إذا كان رئيس الوزراء يوافق على الصفقة أم أنه تم إرغامه عليها، كما تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث يهدد بعض حلفائه بالانسحاب من الحكومة في حال التوقيع على الاتفاق.

ما الذي تغير لدى نتنياهو للقبول بالصفقة مع حماس؟

  • منذ أشهر طويلة، تتحدث الولايات المتحدة والوسطاء قطر ومصر عن محاولات حثيثة لتوقيع اتفاق لإنهاء الحرب في غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 وتأمين إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم حماس في القطاع المحاصر، مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة جميع النازحين.
  • لكن تحدثت عشرات التقارير العبرية والأمريكية عن إفشال نتنياهو لهذه الجهود خشية من تفكك ائتلافه الحكومي وتعرضه للمحاكمة، حيث كان يرفض الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش وقف إطلاق النار ويهددون بالانسحاب من الحكومة، بل كانوا يدعون لاحتلال كامل القطاع وإعادة المستوطنات إليه. وتقول صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن معارضتهما كانت حاسمة في إفشال جولات المحادثات السابقة.
  • وتحت ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين واشتداد ضربات المقاومة في شمال قطاع غزة وفشل الاحتلال بالقضاء عليها بعد عام و3 أشهر من الحرب ووصول ترامب للحكم، تغير الموقف الإسرائيلي. حيث اكتسبت المحادثات حول وقف إطلاق النار زخماً بعد انتخاب ترامب، الذي طالب مراراً بإطلاق سراح جميع الرهائن قبل تنصيبه في العشرين من يناير/كانون الثاني 2025. وحذر من أنه بخلاف ذلك “سيكون هناك ثمن باهظ”.
مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف
  • وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية يوم الإثنين 13 يناير 2025 عن “انفراجة كبيرة” في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس بضغط أمريكي من ترامب، حيث مارس مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ضغوطاً كبيرة على نتنياهو وصلت حد توبيخه يوم السبت الماضي وإجباره على لقائه يوم السبت (يوم العطلة اليهودية). وعلى نحو غير معتاد، سمحت إدارة بايدن المنتهية ولايتها لويتكوف بقيادة العملية، على أساس أن أي التزامات تتعهد بها الولايات المتحدة ستكون على عاتق ترامب، وليس بايدن.
  • تقول صحيفة “هآرتس”، في واقع الأمر، نجح ويتكوف في إرغام “إسرائيل” على قبول خطة رفضها نتنياهو مراراً وتكراراً على مدى نصف العام الماضي. ولم تتراجع حماس عن موقفها القائل بأن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون مشروطاً بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين (الجزء السهل) والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة (الجزء الصعب). وقد رفض نتنياهو هذا الشرط، وبالتالي وُلِدت الصفقة الجزئية التي اقترحتها مصر وقطر.
  • ويتكوف هو مستثمر ومطور عقاري يهودي مقرب من ترامب. وهو لا يتمتع بخلفية الأشخاص الذين يشغلون الأدوار الدبلوماسية عادة. ويقول دبلوماسي إسرائيلي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “يتكوف ليس دبلوماسيا. إنه لا يتحدث كدبلوماسي، ولا يهتم بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية. إنه رجل أعمال يريد التوصل إلى اتفاق بسرعة ويمضي قدما بشكل عدواني غير عادي”.

شاهد أيضاً

عمرها أطول من السيارة .. بطارية خارقة تدوم 8 ملايين كيلومتر

هل يمكن لبطاريات السيارات الكهربائية أن تدوم لفترة أطول من المركبات نفسها؟ دراسة كندية حديثة …