طارق البشري.. قانوني فضّل السكوت حتى استقرار الأوضاع
كمال أبو المجد يختفي ويعود بمطالبة الإخوان بالمراجعات الفكرية
وائل غنيم.. من السياسة الثورية إلى البرمجة
السيد البدوي.. يُصدر هيئته البرلمانية ويتجه لتعديل لائحة الحزب
زكريا عزمي يعود للحياة بجرأة بعد براءته رسميًا
مفيد شهاب.. “تيران وصنافير” تقضي على تاريخه
صفوت الشريف.. رجل مبارك المختفي لحين إعادة محاكمته
تهاني الجبالي.. تختار الابتعاد بعد فقدان كرسي البرلمان
فهمي هويدي.. في إجازة صيفية إجبارية
نوارة نجم.. ترفع شعار “المقالات” هي الحل
“السياسة” كأمواج البحر، متقلبة الحال، فبين سطوع نجم أربابها في بعض الأوقات، تختفي نفس الوجوه في أوقات أخرى، حسب الوضع السياسي للبلاد، لاسيما منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وسقوط الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فقد تبدل الحال واختفت وجوه كانت تملأ الشاشات التلفزيونية، وصفحات الجرائد، بين أنصار أنظمة بائدة أو معارضة للنظام الحالي، تظهر بين الحين والآخر، ولكن بعد سنوات وتحديدًا بعد ثورة الـ 30 يونيو، اختفوا رجال المرحلة السابقة، ليظهر آخرون، وسط حالة من الغموض حول مصير هؤلاء الشخصيات وماذا حلَّ بهم، وماذا يفعلون الآن، ولماذا ابتعدوا عن المشهد السياسي في ذلك الوقت؟ وهل السبب معلوم وهو تغير المناخ السياسى، أسئلة مُباحة ولكن الرد عليها قد يكون شديدَ الصعوبة، خاصة الآن، وسط حالة من التضييق على الحريات والتعبير عن الرأي الذي تعاني منه مصر في تلك الفترة.
طارق البشري
بهدوء وعقلانية تعامل طارق البشري، القاضي المتقاعد والنائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة، ورئيس الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، مع الأزمات والملاحقات والضغوط التي وقع فيها منذ توليه مهامه الرسمية، واتضح ذلك باستقباله الزاهد والبالغ في الهدوء لما قام به رئيس الجمهورية حينها محمد حسني مبارك بتصفية الحسابات معه وعدم تعيينه كرئيس لمجلس الدولة بعد بلوغ رئيسها سن التقاعد وأرسل خطابات للسلطان قابوس لضرورة فصل المستشار علي الخادم من عمله بالمغرب للرجوع لمصر وتولى المهمة بعد رفض البشري نقل ابنه طبيب الأسنان المعالج لمبارك من جامعته إلى جامعة القاهرة نظرًا لعدم قانونية الأمر، وكان البشري قد بدأ عمله القانوني والقضائي عام 1952 وخلال تلك المدة وحتى هذه اللحظة أثرى مصر بالفقه القانوني بأحكامه المرجعية، ليكون مظلة ومنارة مضيئة طول الوقت، وفي فبراير 2011 كانت آخر المهام الرسمية التي أسندت إليه بعد أن تم تعيينه من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة كرئيس للجنة معنية لتعديل الدستور المصري.
ابتعد البشري عن العمل السياسي والقانوني واكتفى بالكتابة وتأليف المراجع التي يستفيد منها الشباب فيما بعد، ولكنه استفز من الحكم القضائي الذي أصدره مجلس الدولة بشأن مصرية “تيران وصنافير” وقال حينها “إن التنازل عن السيادة ليس من أعمال السيادة ولا توجد في أي دولة سلطة تستطيع التنازل عن جزء من أرضها”.
وحاولت “المصريون” التواصل مع القانوني طارق البشري، ولكنه فضّل عدم الظهور الإعلامي في ذلك الوقت، نظرًا للحياة السياسية التي وصفها بـ”غير المستقرة” والتي تعاني منها مصر في الوقت الراهن.
فهمي هويدي
هو ليس سياسيًّا، إلا أنّ كتاباته الصحفية سبّبت له مشكلات عديدة؛ ففهمي هويدي الذي عمل 59 عامًا في المجال الصحفي، له عشرات الكتب المهمة التي تمثل جزءًا كبيرًا من ذاكرتنا الثقافية، وكان مقاله الأسبوعي في “أهرام الثلاثاء”، ومن قبل مقاله الشهري في مجلة “العربي” الكويتية- ومقالاته اليومية بجريدة “الشروق” يحظى باهتمام واسع, الذي انقطع عنها لفترة طويلة دون الإشارة بأي أسباب.
وكان متابعو هويدي، قد فوجئوا مطلع يوليو الماضي، بعدم نشر عموده اليومي بجريدة “الشروق”، ما أثار تساؤلات حول السبب الحقيقي وراءه، وقال “هويدي” وقتها، إن سبب توقفه عن الكتابة، هو حصوله على إجازة صيفية، لمدة شهر لقضاء عطلة الصيف في الساحل الشمالي، لافتًا إلى أن التوقف عن الكتابة سيكون مؤقتًا لحين انتهاء إجازة العطلة الصيفية، وأنه سيعود لكتابة مقالاته مرة أخرى بعد انتهاء إجازته.
بينما قالت عدة صحف، بحسب ما نشر على صفحة تحمل اسم الكاتب الصحفي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي تهتم بنشر أخباره ومقالاته بصفة دورية، إن هويدي في إجازة إجبارية، وتوقفه عن الكتابة هو قرار سيادي، نظرًا لمواقفه المعارضة من النظام السياسي الحالي.
وبعد غياب عدة أشهر ظهر هويدي مؤخرًا خلال ندوة بحثية، في مدينة إسطنبول التركية، وكانت تحت عنوان: “التطبيع.. استراتيجية الاحتلال”، والتي عقدت رفضًا لممارسات الدول العربية التي تؤيد التعاون مع الاحتلال ودعمه، بحضور عدد من المختصين على مستوى الوطن العربي، وتحدث فيها عما يحدث للمنطقة العربية وتفاقم مشكلاتها بين حين وآخر وتكلم عن التطبيع مع إسرائيل.
أحمد كمال أبو المجد
دراسة.. فتنظيم سياسي ثم محاماة، والاهتمام بحقوق الإنسان والشأن السياسي، ثم الاختفاء، هو مصير “أحمد كمال أبو المجد”، السياسي والمفكر الإسلامي، اهتم بالشباب وبقضاياهم، وأعطى من عمره ما يزيد على العشرين عامًا، مدافعًا عن الشباب، وإليه يرجع الفضل في انتشار أقوى تنظيم شبابي سياسي عرفته مصر في الستينيات وأوائل السبعينيات عندما قاد منظمة الشباب وعلى يديه تشكل التنظيم الطليعي الذي قدم لمصر كوادر سياسية رائعة.
بدأ يلمع نجمه قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في ثورة الـ25 من يناير؛ حيث إنه كان من أحد المؤيدين لحكمه وسياساته، ليتم تعيينه نائبًا لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الإعلام والشباب الأسبق وعمل أمينًا لشباب مصر وكان محاميًا أمام محكمة النقض ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا أيضًا.
ولكن أين أبو المجد الآن؟، لقد اختفى تمامًا عن الساحة السياسية والإعلامية، ولم يعد يظهر للحديث في الشأن السياسي سواء بالتأييد أو الاعتراض، أو حتى التعليق على مجريات ما يحدث للأمور داخل مصر، فكانت آخر كلماته قبل عام تقريبًا على أن جماعة الإخوان المسلمين ستتجه للمراجعات الفكرية، وطالب قيادات من التيارات الإسلامية، بضرورة قراءة الواقع من جديد، خاصة بعد خسارة جميع التيارات الإسلامية في مصر سواء التي شاركت في الحياة السياسية أو التي فضّلت الانعزال والاتجاه للعنف.
السيد البدوي
بعد أن كان حزب الوفد ورئيسه يخطفان الأضواء ومانشيتات الصحف، بآرائهما وسياساتهما المتبعة وتحليلهما للوضع القائم من الأنظمة المتعاقبة، أصبح الحزب ورئيسه “السيد البدوي” يعانون أشد المعاناة من أزمات حقيقية يواجهها الحزب بداية من الملاحقات القضائية، وحالات الشد والجذب التي تحدث داخل الحزب، وسط انشقاقات واستقالات من جانب أعضاء كثر؛ نتيجة السياسات التي يتبعها البدوي والقيادات العليا بالحزب.
بعد إجراء الانتخابات البرلمانية التي فضّل البدوي عدم المشاركة فيها، ابتعد بعدها عن المشهد السياسي برمته، فلم يخرج بتصريح واحد ينتقد أو يثني على قرار حكومي أو رئاسي.
فعلى الرغم من مشاركته في لجنة الخمسين لإعداد الدستور، وبالإضافة إلى حياته السياسية الحافلة إلا أنه اختار أن يكون بعيدًا عن أضواء البرلمان، وقال سابقًا إن برلمان 2015 لن يكون صورة جيدة لثورتين قامتا في مصر، وأن أغلب الأعضاء تحت قبة البرلمان سيكونون ممن ينتمون للحزب الوطني، معللاً ذلك بقانون الانتخابات الذي تم وضعه بشكل غير مقبول من الأحزاب السياسية وكل القوى الوطنية في ذلك الحين قبل إجراء الانتخابات.
ولكن الآن أين السيد البدوي؟!، سؤال يجيب عليه آخر التصريحات الخاصة؛ حيث يكتفي البدوي في ذلك الوقت بالعمل داخل الحزب، حيث إنه دعا أعضاء الحزب لعقد جمعية عمومية طارئة لتعديل اللائحة الداخلية للحزب بأغلبية أصوات أعضائه.
تهاني الجبالي
كانت المستشارة تهاني محمد الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية السابق، وأول سيدة مصرية احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر، وكان لها دورٌ كبيرٌ فى المشهد السياسى، ومعارك مع تنظيم الإخوان وبرلمانهم عقب ثورة 25 يناير.
تهاني لم تتغيب عن الساحة بعد ذلك، بل كان لها رأي وتصريحات واضحة عن تجديد الخطاب الديني، ورأت أن مصر بحاجة لتجديد الفكر الدينى بما يتناسب مع العصر، وبالتالى نحتاج لثورة ثقافية ليست فقط فى الخطاب الديني، بل فى الدينى والدنيوى، فنحن لدينا حالة ثقافية تحتاج إلى تطوير وثورة.
ورغم إشادة الجبالي، لما يحدث من تطورات وإصلاحات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكل ما يحدث من أحداث على الساحة قبل الانتخابات الرئاسية، اختفت تهاني مؤخرًا عن الساحة الإعلامية ولم تدلِ بأي تصريحات بشأن ما يدور، وكان آخر ظهور لها خلال اجتماع بالمجلس الأعلى للثقافة، وكانت بعنوان “العلاقات المصرية الروسية.. الأمس.. اليوم.. الغد”، وتحدثت الجبالى خلالها عن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى مصر، وأهمية إلقاء الضوء على تفاصيل العلاقات الروسية المصرية.
البعض ربط مسألة اختفائها عن الحياة السياسية؛ بسبب ما حدث للتكتل الذي كانت ترأسه الجبالي خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، وهي قائمة “التحالف الجمهوري” والتي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات حينها رفض أوراق هذه القائمة لأسباب متعددة، وهو ما جعل الجبالي في حيرة من أمرها ووجهت اتهامات إلى بعض رؤساء القوائم الأخرى، وأكدت أن لديهم صلة وثيقة في مسألة رفض أوراق القائمة التي ترأسها.
نوارة نجم
ناشطة مصرية شاركت في ثورة 25 يناير، استمدت شهرتها من والدها الشاعر أحمد فؤاد نجم، الذي دخل السجن أكثر من مرة لأنظمة الحكم المتعاقبة على مصر، وأمها الكاتبة والصحفية الشهيرة صافيناز كاظم التي اعتقلت بدورها أكثر من مرة، وفصلت من العمل في دار الهلال؛ بسبب معارضتها لاتفاقية “كامب ديفيد”.
خلال ثورة 25 يناير كانت نوارة من أبرز الناشطين في ميدان التحرير؛ حيث خرجت عبر القنوات الفضائية تنتقد الرئيس وتطالبه بالرحيل، وحرّضت على الاستمرار في الثورة، فكانت من أشد الأصوات الشبابية المعارضة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي والمطالبة بإسقاطه، كما أنها قررت السكوت طويلاً عن التعبير عن رأيها في سياسات النظام الحالي، قبل أن تبدأ مؤخرًا في الهجوم عليه، لكن بحدة أقل كثيرًا مما كانت عليه في عهد مرسي.
اكتفت نجم في الفترة الأخيرة بالكتابة عبر مواقع التواصل والسوشيال ميديا، عن مختلف القضايا السياسية التي تثار بين الحين والآخر، كانت آخرها عن القضية الفلسطينية وكانت آخر ما كتبته عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “مفيش حاجة اسمها إسرائيل تاريخية، ومفيش ورقة تثبت إن كان فيه من 30 قرن دولة في فلسطين اسمها إسرائيل”.
كما أنها اتجهت للكتابة في أركان المقالات بين الحين والآخر عبر موقع “الميادين”، فكانت آخر الموضوعات التي كتبت بشأنها كانت عن نهر النيل والأزمة الخاصة بسد النهضة، بالإضافة إلى الأحكام القضائية التي يواجهها الشباب الثوري المعتقل على رأسهم علاء عبدالفتاح، وغيرها من الموضوعات الشائكة، ولكن من دون الظهور الإعلامي القوي التي كانت عليه مسبقًا.
وائل غنيم
ناشط سياسي بارز، يعتقد كثيرون أنه أبرز مفجري ثورة 25 يناير المطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد حسني مبارك، وأطلق عليه البعض لقب “قائد ثورة الشباب”، نظرًا لكونه أحد مؤسسي صفحة “كلنا خالد سعيد”، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية لإشعال الثورة، ولكنه وبعد ثورة يونيو اختفى عن الساحة الإعلامية والسياسية بشكل مؤقت؛ حيث سافر غنيم إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل في مؤسسة جوجل، وابتعد بشكل مؤقت عن الحديث في الشئون السياسية المصرية، إلا في بعض الأحيان للتعليق على قرارات أو أزمات حادة دخلت فيها مصر، وتخص الشئون الداخلية.
فكانت آخر تعليقات غنيم من نصيب الذكرى السادسة لثورة الـ25 من يناير، حيث قال: “سَتُهزم يناير حين يصمت الجميع.. لا تيأسوا.. ولا تصمتوا.. فكلامكم ثورة..”، وقال في رسالة إلى الشباب داعيًا إياهم إلى عدم اليأس والصمت، مقرًّا في الوقت نفسه بوجود الكثير من الأخطاء وبـ”السذاجة” بالاعتقاد أن الطريق إلى تحقيق الأحلام سيكون سهلاً، منددًا في الوقت نفسه بالحملات التشويهية التي تطال المعارضين.
وقال غنيم، في تدوينة عبر حسابه بموقع فيس بوك: “سيطلقون سهام الغضب على إيمانك بأن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وإقامة دولة العدل والقانون هي أساس التقدم والاستقرار.. سيسخرون منك ويلقبونك بشمام الُكلّة، وناشط السبوبة، والنكسجي.. ويتهمونك بالعمالة للغرب، وخيانة الوطن، وكراهية الجيش”.
زكريا عزمي
أحد أهم الشخصيات المقربة من رئاسة الجمهورية، والرئيس الأسبق حسني مبارك، أحاله جهاز الكسب غير المشروع وشقيق زوجته جمال عبدالمنعم حلاوة لمحكمة الجنايات لارتكابهما تهمة الكسب غير المشروع، ثم قررت المحكمة إدخال زوجة عزمي في القضية بعدما تبين وجود اتهامات تتعلق بمشاركتها في إخفاء ثروة زوجها، وذلك بعد شهور قليلة من انتهاء ثورة الـ2 من يناير، وجاء بأمر الإحالة أنه ثبت بتحقيقات الجهاز أن عزمي حقق كسبًا غير مشروع بلغت قيمته 42 مليونًا و598 ألف جنيه من جراء استغلاله نفوذ وظائفه كرئيس لديوان رئيس الجمهورية وعضوية مجلس الشعب، وتقلده مناصب قيادية في الحزب الوطني المنحل فيما قام زوج شقيقته بإخفاء بعض الثروات العقارية المملوكة له.
كان الظهور الأخير لعزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق، في عزاء الدكتور ثروت باسيلي، رجل الأعمال، ووكيل المجلس الملى للأقباط الأرثوذكس، وكان هذا الظهور لم يكن على استحياء، خاصة بعد أن قررت محكمة جنايات شمال القاهرة ببراءته من تهمة الكسب غير المشروع، بعد إلغاء محكمة النقض الحكم الذي صدر ضده في القضية بالعقوبة 7سنوات، وغرامة 36 مليون جنيه.
صفوت الشريف
أحد أبرز رجال الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والرجل الثاني في نظامه الذي أطاحت به ثورة شعبية في 11 فبراير 2011، وكان رئيس مجلس الشورى السابق، آخر أمين عام للحزب الوطني الديمقراطي؛ حيث حار المراقبون السياسيون داخل مصر وخارجها في فهم ما اعتبروه لغزًا كامنًا وراء احتفاظ الشريف لسنوات طويلة بموقعه المتقدم في الدائرة اللصيقة بمبارك منذ مجيئه إلى السلطة عام 1981 وحتى رحيله عنها.
ظل الشريف وزيرًا للإعلام 22 عامًا بلا انقطاع, وكان من أبرز المتحكمين في الحياة السياسية من خلال رئاسته لجنة الأحزاب والمجلس الأعلى للصحافة في مجلس الشورى، وفي 2002 أسند إليه مبارك منصب أمين عام الحزب الوطني، وبعد هذا التاريخ بعامين, بات من أكثر المتحكمين في الحياة السياسية من خلال رئاسته لجنة الأحزاب والمجلس الأعلى للصحافة التابعين لمجلس الشورى.
وبعد نجاح ثورة يناير والإطاحة بمبارك، قرر رئيس جهاز الكسب غير المشروع في 11 أبريل 2011 حبس الشريف بتهم استغلال النفوذ, والتربح غير المشروع، بالإضافة إلى تهمة قتل المتظاهرين بميدان التحرير, والشروع في قتل آخرين بموقعة الجمل.
وبعد عامين من المحاكمات، خرج الشريف من السجن بعد تبرئته في قضية قتل المتظاهرين التي عرفت إعلاميًا بـ”موقعة الجمل” ونفاد مدة الحبس الاحتياطي في قضايا أخرى، لكنه لا يزال يحاكم مع أولاده في قضايا التربح غير المشروع وتضخم الثروة، التي قضت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار سري الجمل، بإعادة محاكمته هو وأبناؤه بعد إلغاء الحكم الذي صدر بالسجن 5 سنوات والغرامة 209 ملايين جنيه.
مفيد شهاب
أثار مفيد شهاب، الأمين العام المساعد للحزب الوطني المنحل، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، جدلاً واسعًا عقب تصريحاته في قضية “تيران وصنافير”، التي أعلن فيها عن ملكية المملكة العربية السعودية لهما، والذي تتناقض مع إشرافه على رسالة دكتوراه تؤكد مصرية جزيرة تيران في وقت سابق.
وفي 21 يونيو 2016 أمر النائب العام المستشار نبيل صادق، بفتح تحقيق عاجل مع مفيد شهاب في البلاغ المقدم ضده والذي حمل رقم 6769 لسنة 2016 عرائض النائب العام، يتضمن اتهامه بنشر أخبار كاذبة حول تبعية حزيرتي تيران وصنافير والترويج “كذبًا” لسعوديتهما, ولم ينتهِ التحقيق في القضية حتى الآن.
وعقب ما حدث من جدل خلال هذه القضية، ابتعد شهاب نهائيًا عن الحديث للإعلام بشأن ما يدور في قضية تيران وصنافير، وبدأ في الظهور مؤخرًا خلال عدة ندوات واجتماعات واتجه للحديث والاهتمام نحو قضايا الإرهاب والتطرف الدولي، وكان آخر لقاءاته خلال مؤتمر “من أجل مصر الحركة التعاونية والأهلية تنمية واستقرار”، وتحدث خلالها قائلاً: “التطرف يؤدي إلى الإرهاب، وعلينا أن نتعلم احترام الآخر وقبول التعددية ورفض هيمنة التطرف على الفكر؛ لأن التطرف يتخذ من الدين ذريعة لبذر التعصب الذي يؤدي إلى الإرهاب”.