تشهد المنطقة العربية تطورات جيوسياسية حادة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حيث تلعب الإمارات دوراً رئيسياً في محاولة تشكيل المشهد الجديد. ركزت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً على تحريض الإمارات ضد قوى المعارضة السورية، حيث دعت أبوظبي الولايات المتحدة إلى تجنب التعاون مع الفصائل السورية التي تقود الحكومة الجديدة في دمشق.
الإمارات وسوريا: علاقات متغيرة
ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالاً كتبه الخبيرة في الشؤون الجيوسياسية عنات هوشبيرغ مروم، أشارت فيه إلى أن سوريا تمثل “منجم ذهب” للإمارات رغم الأضرار الهائلة التي خلفها النظام السابق. وأكد المقال أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة استراتيجية لإعادة صياغة النفوذ الإقليمي، لكنه يثير أيضاً قلق الإمارات من “الفوضى والتطرف” في سوريا، خاصة مع صعود الإسلام السياسي المدعوم من تركيا وقطر.
دوافع التحريض الإماراتي
وتخشى الإمارات من تأثير الفصائل الإسلامية المعارضة التي ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين، على استقرار المنطقة. وأوضحت الكاتبة أن أبوظبي ترى في صعود هذه الفصائل تهديداً مباشراً لمصالحها، ما دفعها إلى دعوة إدارة بايدن إلى تجنب دعم هذه الفصائل والعمل على تعزيز الاستقرار بطرق أخرى.
سياسات الإمارات تجاه سوريا بعد الأسد
وعلى الرغم من التوترات، لعبت الإمارات دوراً مهماً في إعادة سوريا إلى المحيط العربي، بدءاً من استضافة الرئيس الأسد في 2018، وحتى قيادة الجهود لإعادتها إلى جامعة الدول العربية في 2023. هذا الدور لا يقتصر على السياسة فقط، بل يمتد إلى الاستثمارات الاقتصادية.
أهداف الإمارات في سوريا:
تعزيز النفوذ الإقليمي: تسعى الإمارات إلى توسيع دورها القيادي في المنطقة على حساب منافسيها مثل السعودية وقطر.
التقارب مع روسيا وإيران: بناء علاقات مع قوى عالمية مثل روسيا، التي دعمت الأسد، لضمان مصالحها في سوريا.
استغلال الفرص الاقتصادية: تعتبر الإمارات إعادة إعمار سوريا فرصة اقتصادية ضخمة، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية، التي قد تصل تكلفتها إلى 400 مليار دولار وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
تأثير سقوط الأسد على الإمارات
وأدى انهيار النظام السوري إلى خلق حالة من عدم اليقين السياسي والأمني في المنطقة. تجد الإمارات نفسها مضطرة إلى التكيف مع حكومة جديدة في سوريا، مع استمرار الضغوط الدولية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق.
الضغط على الولايات المتحدة
وتحاول الإمارات بالتعاون مع السعودية الضغط على إدارة بايدن لتجنب إعادة فرض العقوبات على سوريا، وهو ما قد يسمح لها باستثمار موارد هائلة في إعادة بناء الدولة السورية واستغلال هذه الفرصة لتعزيز اقتصادها الإقليمي.
مستقبل النفوذ الإماراتي في سوريا
وعلى الرغم من التحديات، فإن الإمارات ترى في سوريا فرصة لتعزيز اقتصادها وتوسيع تأثيرها الجيوسياسي. وتعتقد أن الاستثمار في البنية التحتية وحل قضية اللاجئين يمكن أن يحقق فوائد استراتيجية طويلة الأجل، ليس فقط للإمارات، ولكن لدول الخليج بشكل عام.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية