أثار قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكليف اللواء عباس كامل، مدير مكتبه، بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد للجهاز، خلفًا للواء خالد فوزي، تساؤلات حول أسبابه، وما إذا كان له علاقة بتسريبات صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية التي أثارت جدلاً واسعًا عند نشرها مؤخرًا.
اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، قال إن “الرئيس من حقه إقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، وتعيين قائمًا بتسيير أعمال الجهاز”، مفسرًا القرار المفاجئ بعزل مدير المخابرات العامة بأنه “من الواضح أن هناك خطأ جسيم وقع، ما دفع الرئيس إلى اتخاذ ذلك القرار سريعًا”.
وفي تصريح إلى “المصريون”، رجح رشاد، أن “يكون رئيس الجهاز المقال قد ارتكب أخطاء فادحة أو اتخذ إجراءات معينة مثلت خطرًا على الدولة، لذلك كان لزامًا على الرئيس اتخاذ ذلك القرار، غير أن ذلك في النهاية لا يعدو تكهنات، ولا يمكن القطع بصحتها”.
وأوضح أن “الرئيس السيسي، هو وحده من يعلم الحقيقة المطلقة، ولديه كافة التفاصيل حول دوافع القرار”، رافضًا ربط القرار بتسريبات “نيويورك تايمز”، قائلاً: “لا أعتقد أن ذلك السبب، لأن الأخطاء داخل الجهاز غير تراكمية، كما أنه التسريبات مضى عليها نحو أسبوع، ولو كانت السبب لُأتخذ القرار حينها، وليس بعدها بأيام”.
ومضى وكيل المخابرات العامة الأسبق قائلًا: “البعض يرى أنها بسبب قضية فساد محافظ المنوفية، وهذا أيضًا تكهنات، قد تكون صحيحة وقد تكون خطأ، وربما يعلن الرئيس قريبًا عن الأسباب”.
متفقًا معه في الرأي، قال اللواء عبد الرافع درويش, الخبير الأمني والاستراتيجي، إن “كافة المعلومات والتفاصيل المتعلقة بقرار عزل مدير المخابرات العامة لا يعلمها إلا السيسي، كما أن الجهاز لم يعلن هو الآخر حتى الآن أسباب ذلك القرار، ولذلك لا يمكن أن يتكهن أحد ويُبدي أية معلومات أو تعليق على القرار”.
وأوضح درويش لـ”المصريون”، أنه “يجب معرفة أسباب ودوافع ذلك القرار أولًا، ومن ثم يمكن التعليق بعد ذلك، أما قبلها فلا يجوز، نظرًا لحساسية الجهاز وأهميتها، ولأنها يُعد جهة سيادية، وكذلك أحد الأجهزة الخطيرة، التي لا يصح إطلاق معلومات مغلوطة أو تكهنات حوله”.
غير أنه فسر تعيين اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس لتسيير شئون الجهاز وليس أحدًا من داخل الجهاز بأنه “دليل على أن الأمر غير مخطط له، وإنما وليد اللحظة”، مضيفًا: “لابد أن ننتظر حتى يعلن الرئيس عن أسباب قراره، ولماذا اختار كامل، من الوارد أن يكون وصل إليه بعض المعلومات أو التقارير المهمة التي دفعته لاتخاذ ذلك القرار، لكن لا نريد التكهن بأي شيء”.
ورأى درويش، أن “تسريبات صحيفة “نيويورك تايمز”، ليست سببًا في اتخاذ ذلك القرار”، معللًا ذلك بأنه من السهل استخدام التكنولوجيا الحديثة في تركيب الأصوات، فضلًا عن أن جهاز المخابرات، أكد أنه لا يوجد بداخله ضابط يُدعى اشرف الخولي”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، قد نشرت عدة تسريبات “مزعومة” تتعلق بتوجيه أوامر من قبل ضابط مخابرات، لعدد من الإعلاميين، لتهيئة الرأي العام في البلاد بقبول قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بشأن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل.
المكالمات جرت بين ضابط مخابرات يُدعى أشرف الخولي، وأربع شخصيات إعلامية وفنية وهما “الممثلة يسرا، الصحافي مفيد فوزي، ومقدما البرامج الحوارية عزمي مجاهد وسعيد حساسين”.