“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

مقاتلة الجيل السادس الصينية “الإمبراطور الأبيض” التي تم الكشف عنها مؤخراً

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق في امتلاك أحدث القدرات العسكرية، مثل تصنيع وامتلاك الطائرات المقاتلة من الجيل السادس.

وتسعى كل من بكين وواشنطن لتحقيق التفوق في هذا المجال الحيوي الذي يرمز إلى التفوق العسكري والهيمنة الجيوسياسية، حيث يُعتبر امتلاك الجيل السادس من الطائرات المقاتلة تطوراً مهماً وحصرياً لكلا القوتين النوويتين، إذ تُصمم هذه الطائرات بقدرات مخيفة وغير مسبوقة تجعلها قادرة على الهيمنة في المجال الجوي والفضائي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة الموجهة مثل الليزر وغيره.

وكشفت الصين مؤخراً عن طائرتها الجديدة التي تلقب بـ”الإمبراطور الأبيض” من الجيل السادس، والتي تمثل قفزة نوعية في سباق التسلح الجوي مع الولايات المتحدة. وفي معرض الصين الدولي الخامس عشر للطيران والفضاء، الذي عقد بمنتصف نوفمبر 2024 كشفت بكين عن نموذج لمقاتلة من الجيل السادس “قادرة على التحليق في الفضاء”، حيث تم تقديم مقاتلة الجيل السادس كجزء من مشروع نانتيانمن -وهي مبادرة بحثية وتعليمية مخصصة للتكنولوجيا المستقبلية- بتصميم طموح يهدف إلى ربط القدرات الجوية والفضائية.

الصين تنافس أمريكا.. ماذا نعرف عن المقاتلة الفضائية الصينية من الجيل السادس؟

  • بحسب صحيفة إذاعة “صوت الصين” scmp، “بايدي” Baidi (باللفظ الصيني)، أو “الإمبراطور الأبيض” White Emperor، هو مشروع طائرة من الجيل السادس لشركة AVIC المملوكة للدولة لتصنيع الطائرات والدفاع، وتشير التقارير إلى أن تطوير مقاتلة “الإمبراطور الأبيض” يتم كجزء من “مشروع نانتيانمن” الصيني، وهي مبادرة بحثية وتعليمية مخصصة للتكنولوجيا المستقبلية.
  • تقول الصحيفة إن يتم تطوير “مقاتلة فضائية جوية متكاملة”، يضمن تصميمها قدرتها على الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت واختراق الغلاف الجوي للأرض للعمل في الفضاء”.
  • بحسب ما كشف حتى الآن، تتضمنالطائرة الصينية الجديدة “الإمبراطور الأبيض”، حجرات صواريخ داخلية للتخفي، ومعدات هبوط قوية للمدرجات الوعرة، وتصميم هيكلي يهدف إلى حمل حمولات أثقل.
  • ورغم أن التفاصيل لا تزال نادرة، فإن الطائرة تتميز بقواعد صواريخ داخلية كبيرة تسمح لها بحمل ذخائر ثقيلة مع الحفاظ على قدرات التخفي. وكان الرقم “6” موجودًا على ذيلها – وهي إشارة للتأكيد على أن هذه المقاتلة من “الجيل السادس”.
  • يشكك الأمريكيون بقدرة الصين على تطوير ونشر تكنولوجيا الجيل السادس من المقاتلات الفضائية بهذه السرعة. وذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية أن الطائرة التي عرضت في المعرض هي الحجم الطبيعي للطائرة المقاتلة من الجيل السادس التي أطلق عليها اسم “الإمبراطور الأبيض”.
  • قدمت الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بعض التفاصيل، وبناءً على ما يمكننا رؤيته – بما في ذلك هيكل هبوط متقدم وعريض يبدو قويًا مقارنة بالتكوينات القياسية، مما يشير إلى القدرة على الإقلاع والهبوط على مجموعة متنوعة من الأسطح، حتى المدرجات غير المثالية. هذه الميزة نادرة بالنسبة للطائرات الشبحية، والتي تعمل عمومًا من مهابط طائرات محددة كما يقول خبراء.
  • وبحسب تقرير لموقع الجيش البلغاري رصد الطائرة الصينية، فإن “معدات الهبوط الثقيلة تعني أن طائرة “الإمبراطور الأبيض” قد تكون قادرة على التعامل مع حمولات أثقل والبقاء على قيد الحياة في أخطر مناورات الهبوط وأكثرها كثافة”.
  • من جهتها، تقول مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية إن هذه مجرد نسخة طبق الأصل فقط وربما لا يمكنها الطيران، ونادرًا ما تكشف الصين علنًا عن طائراتها المستقبلية – ولهذا السبب لا ينبغي لنا أن نتوقع رؤية قاذفتها الاستراتيجية الشبحية Xi’an H-20 في معرض الطيران هذا العام.
  • وتضيف المجلة “أن ظهور طائرة الجيل السادس “الإمبراطور الأبيض بي” لا يشير إلى إنجاز تقني في تصميم الطائرات الشبحية والمقاتلة فحسب، بل إنه فصل جديد جريء في طموحات الصين في مجال الفضاء الجوي، وهو الفصل الذي يتضمن طموحاً واضحاً للسيطرة ليس فقط على السماء ولكن على الفضاء الخارجي أيضاً”.

بماذا تختلف مقاتلات الجيل السادس عن الجيل الخامس؟

بينما تمثل طائرات الجيل الخامس طفرة كبيرة بفضل تقنيات التخفي والمناورة والأسلحة ذات الكثافة النارية العالية، فإن الجيل السادس من المقاتلات يعكس مستقبلًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي، والشبكات، والسرعات الفائقة، كالتالي:

1– الذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي: طائرات الجيل السادس تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لها بالعمل دون تدخل بشري مباشر أو بقدرة طيار افتراضي. مما يعني المزيد من الأتمتة والاستقلالية والأنظمة الآلية، بما في ذلك إمكانية التشغيل بدون طيار أو بالتحكم عن بعد.

2– التحكم الشبكي: تتميز طائرات الجيل السادس بقدرتها على التكامل مع أنظمة القتال المتقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الصاروخي، ويمكنها زيادة الاتصال والحرب الشبكية، والتكامل المتقدم مع شبكات القتال، بما في ذلك الاتصال بالطائرات الأخرى والأقمار الصناعية والوحدات الأرضية للعمليات الشبكية.

3– التخفي المطور: تصميم طائرات الجيل السادس يزيد من كفاءتها في التخفي باستخدام مواد وتقنيات متقدمة لتجنب الكشف بالرادار.

4– السرعات الفائقة: تركز هذه الطائرات على التحليق بسرعات فرط صوتية لتحقيق أفضلية استراتيجية، بما في ذلك الهيمنة في المجال الجوي والفضائي.

5– أسلحة متقدمةتتضمن طائرات الجيل السادس أسلحة جديدة مثل الليزر والأسلحة الكهرومغناطيسية.

6– التصميم الديناميكي: تصميم الطائرات يتسم بخطوط أكثر انسيابية وقدرة أكبر على المناورة بالمقارنة مع طائرات الجيل الخامس.

7– متعددة الأدوار: تعدد الاستخدامات في مجالات وظروف مختلفة، والقدرة على العمل في مجالات قتالية متعددة (الجو، والفضاء، والفضاء الإلكتروني)، ونتيجة لذلك، تمتاز الطائرات بدرجة أعلى من “الوعي بالموقف” واتخاذ القرار عن الأجيال الأسبق.

ماذا عن مشروع مقاتلة الجيل السادس الأمريكية؟

مشروع طائرة الجيل السادس الأمريكية NGAD
  • تعمل الولايات المتحدة على مشروع طائرة الجيل التالي للهيمنة الجوية Next Generation Air Dominance والتي تعرف اختصاراً بـ “نجاد NGAD”، الذي يهدف لتطوير مقاتلة شبحية متعددة المهام بغية استمرار الهيمنة الجوية للقوات الأمريكية على السماء وحتى الفضاء لعقود قادمة، ويحتل هذا المشروع الأولوية القصوى للقوات الجوية رغم كلفته العالية.
  • في مناسبات عديدة، أكدت القوات الجوية الأمريكية أن مشروع “نجاد”، المتوقع أن تبلغ تكلفته 16 مليار دولار، يجري تطويره بسرعة غير مسبوقة. كما تم الكشف، عام 2020، أن نموذجاً تجريبياً واحداً على الأقل من “نجاد NGAD” قد بدأ اختبار الطيران، وأن هذا المشروع لا يزال يحتل الأولوية القصوى للقوات الجوية.
  • ظهر هذا البرنامج للعلن في عام 2020 عندما أعلن رئيس عمليات الاستحواذ بالقوات الجوية الأمريكية ويل روبر، عن الاختبار التجريبي لنموذج أولي لمقاتلة من الجيل السادس من دون إفصاحه حينها عن مزيد من التفاصيل. لتعود وتكشف بعض المواقع العسكرية الأميركية بعدها عن أنه من المتوقع أن يبصر هذا المشروع النور في 2030، إذ يسعى الجيش الأميركي إلى بناء 200 مقاتلة من الجيل السادس لتحل محل مقاتلات F-22 Raptor إلى جانب طائرات متعددة مأهولة، ومركبات جوية من دون طيار، وأنظمة قيادة وتحكم واتصالات متقدمة.
  • يتميز هذا البرنامج بدمج التقنيات المتقدمة التي تشمل الذكاء الاصطناعي، الأنظمة شبه المستقلة، والحرب الإلكترونية. ومن بين أبرز مميزاته:

1– الشبحية المتقدمة: تقنيات تقلل بشكل كبير من اكتشاف المقاتلة عبر الرادارات المتقدمة.

2- استخدام الذكاء الاصطناعي: يتم تطوير طائرات بدون طيار مرافقة تعمل بتناغم مع المقاتلة وتنفذ مهام قتالية تحت إشراف الطيار البشري.

3– السرعة الفائقة والقدرة على المناورة: مصممة لتكون أسرع من الصوت وقادرة على أداء مناورات دقيقة دون التضحية بالشبحية.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية

شاهد أيضاً

فساد مالي يلاحق اليمين المتطرف الفرنسي.. كيف تهدد المحاكمات رموزه ومن يستفيد من هذه المتابعة؟

تتوالى الضربات على أبرز أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا على إثر اتهام شخصيات بارزة من …