في محاكمة تتعلق بعملية تهريب بشر من النمسا إلى ألمانيا توفي خلالها سبعة مهاجرين في ولاية بافاريا الألمانية، قضت محكمة مدينة تراونشتاين الألمانية بسجن سوري لمدة 15 عاما بتهمة قيادة بسرعة متهورة تهريب بشر أدى إلى وفيات سبعة مهاجرين
شعر ركاب الحافلة الصغيرة أنها اللحظات الأخيرة من حياتهم “وأنهم باتوا على وشك الموت”. بعد ذلك بلحظات اصطدم الحافلة التي كانت محملة فوق طاقتها، بالحاجز بسرعة قاتلة. وجراء ذلك قُذف طفل يبلغ من العمر ست سنوات من السيارة وسقط على حافة الطريق، وتوفي بعد أن دهسته السيارة على الطريق السريع 94 في ولاية بافاريا الألمانية.
مشاهد مثيرة للرعب والألم وصفها القاضي فولكر زيغلر في محكمة ترونشتاين، وأصدر اليوم الثلاثاء “الخامس من نوفمبر2024 حكما بالسجن لمدة 15 عاما على المتهم السوري المسؤول عن هذه الحادثة المميتة.
فرضت المحكمة العقوبة على الرجل السوري بتهم تشمل التهريب الذي أدى إلى الوفاة، والمشاركة في سباق سيارات غير قانوني نتج عنه وفاة، والقتل غير العمد، مع مراعاة رحلات التهريب السابقة للمتهم.
وتوجه القاضي زيغلر للمتهم البالغ من العمر 25 عاما، قائلاً: “كان قرارك وحدك، أنت من نفذ هذه المناورة”، وأضاف أن الأشخاص الذين تم تهريبهم – الأحياء منهم والأموات – طلبوا منه التوقف “أنت وحدك من نعتبره المسؤول” عن هذه المأساة.
وقد لد المتهم في العاصمة السورية دمشق وكان يقيم في النمسا، واعترف بأنه في أكتوبرمن العام الماضي كان يقود حافلة صغيرة تقل 22 مهاجرا من تركيا وسوريا على الطريق السريع 94 من النمسا إلى ولاية بافاريا الألمانية، وكانت الحافلة مصممة لتسعة ركاب فقط ومحمّلة بوزن زائد قدره نحو نصف طن.
اضطر بعض الركاب إلى الركوع في صندوق الحافلة حيث تكدس ستة أشخاص في مساحة متر ونصف. أوضح القاضي أن المتهم أراد تحميل أكبر عدد ممكن من الأشخاص ليحقق أرباحا كبيرة من هذه الرحلة. وأضاف أن المتهم “قام بمجازفة بحياة الركاب بلا رحمة.” واصفاً ذلك بـ “الاستخفاف بحياة البشر.”
وخلال محاولة للهروب من الشرطة التي أرادت إيقاف الحافلة لتفتيشها، اصطدمت السيارة بالحواجز بسرعة عالية، مما أدى إلى انقلابها واستقرارها على السقف، حيث قُتل سبعة مهاجرين، بينهم الطفل البالغ من العمر ست سنوات.
وأدى الحادث إلى آثار مأساوية على الجرحى وذوي الضحايا. حيث أفادت المحكمة أن أحد المصابين ما زال فاقداً للوعي وسيبقى بحاجة إلى رعاية طبية طوال حياته، بينما يعاني آخر من إعاقة شديدة ستمنعه من العمل مرة أخرى.
بدورها طالبت النيابة العامة بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل العمد لسبعة أشخاص ومحاولة القتل لـ15 آخرين، بالإضافة إلى اعتبار الجريمة ذات “خطورة خاصة”، مما يجعل الإفراج المشروط بعد 15 عاما مستبعدا.
واعترف المتهم إلى حد كبير بهذه الاتهامات في بداية المحاكمة. وأوضح الشاب البالغ من العمر 25 عاما عبر محاميه أنه لم يكن يريد أن يتعرض أي شخص للأذى أو القتل. وقال محاميه في مرافعته إن ما إذا كان ينبغي إدانة موكله بارتكاب جريمة القتل العمد هو “السؤال الحاسم”، وأضاف: “بالنسبة لي يتعلق الأمر هنا بسلوك إهمالي… لدينا حادث مروري، حادث مروري مأساوي للغاية”، مطالبا في مرافعته بالسجن لمدة 12 عاما لموكله.
ولم تعتبر المحكمة الحادث جريمة قتل، بل رأت أن المتهم قد يكون قد اعتقد أنه سيتمكن من اجتياز المناورة بنجاح، وأنه تصرف بإهمال جسيم بدافع “الثقة الزائدة بالنفس.” بعد الحكم، أعرب المتهم عن نيته الطعن في الحكم.
وفقًا للائحة الاتهام، حصل الرجل على حوالي 14 ألف يورو مقابل ثلاث عمليات تهريب سابقة. لم يكن واضحا كم كان سيحصل مقابل الرحلة الأخيرة.
المصدر – الصحف النمساوية