شهد التعاون العسكري بين روسيا وإيران تصاعداً كبيراً خلال السنوات الأخيرة شمل توقيع اتفاقيات دفاعية مشتركة وإجراء مناورات عسكرية ثنائية أو مع الصين. وفي ظل الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا، أصبحت القوتين الحليفتين تتبادلان العديد من القدرات العسكرية مما يدعم مصالح كلٍ منهما سواء في الحرب الروسية الأوكرانية، أو المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المتصاعدة.
ومنذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تضخم التعاون العسكري الروسي الإيراني، فقد زودت طهران موسكو بآلاف الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه من طراز شاهد وغيرها من المساعدات العسكرية، بما في ذلك مساعدة روسيا في إنشاء مصنع للطائرات المسيرة على أراضيها.
وفي المقابل، عرضت روسيا على الجمهورية الإسلامية “تعاوناً دفاعياً غير مسبوق”، كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي العام الماضي 2023. ويشمل هذا بيعاً محتملًا لطائرات مقاتلة روسية من طراز سوخوي-35 لإيران وقد يعني بيع طهران منظومة إس-400 الدفاعية القادرة على تهديد الطائرات الإسرائيلية.
ماذا يعني ارتفاع مستوى التبادل العسكري بين روسيا وإيران؟
لا شك أن المزيد من الدعم الروسي لإيران فيما تحتاجه من أسلحة أو منظومات دفاعية قد يزيد من التهديد الذي تشكله طهران لإسرائيل أو للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويعرب المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون عن قلقهم إزاء تكثيف موسكو “لتعاونها النووي” مع طهران في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يجعل الإيرانيين أقرب إلى امتلاك سلاح نووي. وهذا من شأنه أن يشكل تراجعاً دراماتيكياً عن تعاون روسيا السابق مع الغرب في كبح جماح البرنامج النووي الإيراني .
وفي الوقت نفسه قد تزيد روسيا من دعمها لبرنامج الفضاء الإيراني. فقد أطلقت موسكو بالفعل عدة أقمار صناعية إيرانية إلى مداراتها باستخدام صواريخ روسية. ومن الممكن أن تساعد روسيا طهران في تسريع تطوير مركبات الإطلاق الفضائية الخاصة بها أيضاً. ومن الممكن أن تساعد هذه التكنولوجيا بدورها إيران في تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على تهديد القارة الأوروبية وحتى أمريكا، وليس إسرائيل أو القواعد الأمريكية في المنطقة.
تستفيد روسيا من الدعم الإيراني العسكري في حربها بأوكرانيا التي تدخل عامها الثالث وتستنزف موارد عسكرية كبيرة لموسكو، ويمثل تزويد طهران لموسكو بصواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز “فتح 360 ” على سبيل المثال، أول انتشار للصواريخ من جانب الجمهورية الإسلامية إلى القارة الأوروبية. ورغم أن صاروخ “فتح 360” لا يمنح روسيا الكثير من القدرات الجديدة، فإنه يعزز مخزونات الصواريخ لدى موسكو ويقوي القدرات الصاروخية الروسية الحالية. كما أن صفقة الصواريخ تنبئ بتوثيق العلاقات الروسية الإيرانية، وهو ما قد تمتد تداعياته إلى ما هو أبعد من أوروبا.
ما الأسلحة التي قدمتها إيران لروسيا؟
في الأشهر الأخيرة، لعبت إيران دورًا حيويًا في دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وكانت الأسلحة الإيرانية، وخاصة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، أساسية في الهجمات الروسية ضد البنية التحتية الأوكرانية كما تقول تقارير غربية:
– المسيّرات (الطائرات بدون طيار): أمدّت إيران روسيا بعدد كبير من المسيّرات من طرازات “شاهد” قد يقدر بالآلاف، والتي تستخدم في الهجمات ضد البنية التحتية الأوكرانية. تُطلق القوات الروسية أسرابًا من هذه الطائرات في محاولات لتعطيل الدفاعات الجوية الأوكرانية، وتُستخدم بكثافة في ضربات دقيقة ومكثفة ضد أهداف محددة.
– الصواريخ الباليستية: تقارير استخباراتية أمريكية وأوروبية أكدت أن إيران زوّدت روسيا بمئات الصواريخ باليستية قصيرة المدى. وهذه الصواريخ قادرة على تعزيز القوة الهجومية الروسية بشكل ملحوظ ضد أوكرانيا، حيث يتم استخدامها لاستهداف منشآت حيوية بدقة كبيرة. وتحدثت مصادر غربية لوكالة رويترز إن عشرات من العسكريين الروس تدربوا منذ أشهر في إيران على استخدام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى “فتح-360”.
وإلى جانب الإمدادات المباشرة، قامت إيران بمشاركة خبراتها التقنية مع روسيا في تطوير وتعديل الطائرات بدون طيار، مما يعزز القدرات الهجومية الروسية على المدى البعيد. حيث تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” أن إيران تساعد روسيا في بناء مصنع لانتاج الآلاف من طائرات “شاهد-136” الهجومية.
ما الأسلحة التي قدمتها روسيا لإيران في المقابل؟
قدّمت روسيا لإيران مجموعة من الأنظمة المتطورة التي قد تساهم في تعزيز قدرتها على مواجهة أي تهديدات إسرائيلية محتملة، وخاصة فيما يتعلق بالمنشآت النووية الإيرانية.
– أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة: خلال الأعوام الأخيرة زودت روسيا إيران بأنظمة دفاع جوي متطورة من طراز “إس-300” والتي تُعتبر جزءًا من الحماية الاستراتيجية الإيرانية ضد أي هجوم جوي محتمل من قبل إسرائيل.
– أعلنت إيران أنها نشرت هذه المنظومة قرب مفاعلات نووية مثل مفاعل فوردو قرب مدينة قم. يمكن للصاروخ من إس-300 إصابة الأهداف التي تتحرك بسرعة تصل ما بين 4300 كلم/الساعة إلى 10 آلاف كلم/الساعة حسب طراز الصاروخ.
– نظام إس-400: في الوقت نفسه تشير بعض التقارير إلى أن روسيا زودت مؤخراً طهران بنظام “إس-400” الدفاعي المتقدم، الذي يصل فيه مدى الكشف إلى 600 كم، وهو قادر على إسقاط الطائرات المتقدمة والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز.
– في ظل التوترات المتصاعدة مع إسرائيل، تحتاج إيران إلى دعم عسكري من روسيا في عدة مجالات حيوية مثل توفير أنظمة الدفاع الجوي القادرة على صد أي هجوم إسرائيلي محتمل. أنظمة “إس-400” تُعتبر من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في العالم، وتُعد أساسية لحماية المنشآت النووية الإيرانية.
– تقنيات صاروخية: يُعتقد أن روسيا زوّدت إيران بتكنولوجيا صاروخية متقدمة، قد تفيد طهران في “برنامجها النووي” بحسب مسؤولين أمريكيين وبريطانيين في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يجعل الإيرانيين أقرب إلى امتلاك سلاح نووي.
– طائرات سوخوي-35: تقول إيران إنها أتمت صفقة شراء طائرات روسية من طراز سو-35 المتقدمة، شملت أيضاً طائرات هليكوبتر مي-28 وطائرات تدريب عسكرية من طراز ياك-130.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية