في الساعات القليلة الماضية، أُثير الحديث عن “الموقف الفاتر” للنظام السوري تجاه الاشتباك المسلح بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن الحزب أحد أقوى الحلفاء العسكريين للنظام السوري ولبشار الأسد منذ سنوات طويلة، حتى إن النظام لم يصدر منه أي بيان رسمي، يكشف موقفه من التصعيد الإسرائيلي تجاه الحزب في جنوب لبنان.
حتى إنه وقبل اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فقد ذكرت تقارير صحفية سورية إن رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للنظام اللواء حسام لوقا كان قد سبق أن أجرى زيارة إلى لبنان، لكنه وعلى عكس كل المرات السابقة فإن لوقا لم يلتقِ بحسن نصر الله، واكتفى بلقائه مع نائب الأمين العام نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
وقد فنّد باحثون سياسيون “فرضية” تخلي بشار الأسد عن حزب الله سواء داخل سوريا، وكذلك في لبنان من خلال “الانزواء” بعيدًا ورفض إعلان الدعم للحزب وهو يواجه الاحتلال الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى. في هذا التقرير نتتبع شكل العلاقة بين حزب الله ونظام الأسد منذ بدايتها وحتى الآن وكذلك حجم التواجد العسكري للحزب داخل الأراضي السورية ولماذا يبدو الآن للعيان إن بشار قد تخلى عن حزب الله.
الاتهامات الموجهة لبشار الأسد
وُجهت اتهامات عدة لنظام بشار الأسد في الساعات الماضية تخص الحرب الإسرائيلية على لبنان وكذلك استهداف قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وأن النظام يقف وراء ذلك.
بدأت الاتهامات للنظام، منذ استهداف الاحتلال الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في سوريا، خاصة إن القنصلية كان بها اجتماع لقادة في الحرس الثوري الإيراني، وقيل إن النظام قد أوصل بيانات للاحتلال بخصوص الاجتماع فتم القصف وقتل كل من كان في الاجتماع.
حتى حين قصفت إيران “إسرائيل” في (13 أبريل/نيسان 2024)، لم يُعلق النظام السوري على تلك الضربات، ولم يهنئ طهران على ردها، كما بدت البيانات السورية طيلة الأشهر الماضية دبلوماسية، وتخلو من أي إشارة إلى دور مرتقب إلى جانب حلفائها.
وفي ظل استهداف إسرائيل لحزب الله وقواته في سوريا، نقلت قناة “سوريا” يوم الاثنين (23 سبتمبر/أيلول 2024)، عن مصادرها، أن “حزب الله” شرع في إعادة بعض قواته العاملة في سوريا، وعلى رأسها فرق النخبة ووحدات المهام الخاصة.
كذلك فقد وجهت اتهامات لنظام بشار الأسد بالمسؤولية عن تسليم بيانات تخص وجود حسن نصر الله وقادة حزبه داخل لبنان ما سهل وصول الاحتلال الإسرائيلي إليهم.
انزعاج إيراني من موقف بشار الأسد
في المقابل، فقد بدا أنَّ هناك انزعاج إيراني من الموقف السوري إذ إنه في السابع من سبتمبر/أيلول 2024، نشر موقع “الدبلوماسية الإيرانية” تقريراً تضمن هجوماً على نظام الأسد، على خلفية موقفه من الحرب الحالية في غزة ولبنان، وتطرقت إلى أنه لا يجب الاعتماد عليه في موضوع “وحدة الساحات”.
الصحيفة أشارت إلى أن ما يبقي الأسد مع طهران هو إمدادات الوقود والطاقة، مضيفةً: “لا ينبغي الاعتماد على سوريا في النقاش الدائر حول وحدة الساحات؛ لأن دمشق ترى في ذلك فرصة لتظهر أن سوريا ليست عضواً في محور المقاومة، كما يُظن، وأنها مستقلة عن إيران”.
وأشارت إلى أن حلفاء النظام السوري لا يمكنهم تمويل عمليات إعادة الإعمار، وأن النظام عزز فكرة الصبر الاستراتيجي، بهدف عدم الرد على الاستهدافات الإسرائيلية لمقار وعناصر إيران ومجموعاتها.
الصحيفة قالت إن الحكومة السورية أعطت الضوء الأخضر لاستهداف القواعد الأمريكية شرقي الفرات، “لكن كل هذا كان في شرقي سوريا فقط، في حين حذّرت المقاومة في شمال ووسط وجنوبي سوريا بشدة، من القيام بأي نشاط”.
وقالت إنَّ وضع النظام السوري حالياً أصعب وأكثر تعقيداً من السابق، مؤكدةً أن “التمرد الكبير القادم سيكون أكثر قوة وصعوبة” بالنسبة للنظام السوري.
ويبدو أن لدى النظام السوري حسابات كثيرة تجعله يتردد ألف مرة قبل الانخراط في أي مواجهة مع “إسرائيل”، خصوصاً في هذه المرحلة، كما أن تاريخه في التعاطي مع الاحتلال يكشف جانباً من هذا الموقف.
موقف بشار الأسد من طوفان الأقصى ومشاركة حزب الله في الحرب
تشنّ إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر/ تشرين 2023، حرباً مستمرة على قطاع غزة؛ حيث أطلقت عملية عسكرية باسم “السيوف الحديدية”، عقب هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته حماس والفصائل الفلسطينية في 7 من الشهر ذاته.
في الأثناء كان النظام السوري قد تجنب تسجيل مواقف واضحة من الحرب، والتزم الصمت السياسي، بينما لم تكفَّ إسرائيل عن توسيع ضرباتها على الأراضي السورية، وزادت من وتيرتها بعد اندلاع حرب غزة؛ حيث ارتفعت من 6 إلى 11 ضربة مقارنةً بالفترة الزمنية ذاتها بين عامَيْ 2022 و2023.
موقف بشار من الحرب على غزة:
تفاعل النظام السوري بفتور مع الحرب في غزة؛ حيث اكتفى بعد عملية “طوفان الأقصى” بإصدار بيان إنشائي، ربط فيه بين عملية “طوفان الأقصى” وحرب تشرين، في محاولة للتذكير بإنجازاته في مواجهة إسرائيل، دون أن يخرج عن اللغة الدبلوماسية ونطاقها المتمثل بالإدانة والاستنكار.
بعد بَدْء الحرب على غزة، انتهج النظام سياسة التجاهل على المستوى السياسي؛ حيث لم يقم بشار الأسد منذ ذلك الحين بأي ظهور إعلامي، وينطبق الأمر ذاته على وزير الخارجية، الذي لم يُجرِ سوى عدّة تصريحات ولقاءات خجولة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
على المستوى الإعلامي، اكتفى النظام بتغطية الحرب، والتركيز على ما تقوم به إسرائيل من فظائع هناك، مع تجاهل تامّ لحركة حماس، التي تتصدر المشهد السياسي الفلسطيني خلال الحرب بشكل مطلق.
على المستوى الداخلي عمل النظام منذ بداية الحرب على فرض رقابة أمنية شديدة على المخيمات الفلسطينية لمنع خروج المظاهرات الرافضة للحرب، كما لم تشهد المدن السورية أي مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، والتي اعتاد النظام على تنظيمها في مثل هذه المناسبات.
الموقف العسكري من الحرب على غزة
رفض النظام استعادة حماس لنشاطها العسكري في سوريا، والذي توقَّف منذ نهاية عام 2011. وبقي تصعيد الميليشيات الإيرانية ضد إسرائيل انطلاقاً من الجبهة السورية محدوداً للغاية ولم يخرج عن قواعد الاشتباك رغم تصاعُد وتيرة الحرب في غزة.
بل مع دخول الحرب شهرها الرابع تراجعت هذه العمليات في عموم الجبهة الشمالية، ويُمكن إرجاع ذلك إلى دور روسيا التي أعادت تسيير دوريات قرب الحدود مع الجولان منذ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ثم نشرها نقطتين جديدتين في الجولان، لمراقبة وقف إطلاق النار بين النظام وإسرائيل.
موقف بشار من إسرائيل
في حرب غزة 2023 لم يُبدِ النظام موقفاً سياسياً أو عسكرياً تجاه إسرائيل، وهو فعلياً بخلاف عام 2006 غير قادر على توجيه أي تهديد عسكري لها؛ فقواته تعاني بعد مرور 12 عاماً على النزاع من نقص كبير في العتاد والقوى البشرية وتحوّلت العديد من وحداته العسكرية لأماكن تجميع العتاد المدمَّر، أو مقرات ومستودعات للميليشيات الإيرانية.
فعلياً خسر النظام لصالح إيران إحدى أبرز أدوات القوّة التي كان يُسوّق لها إقليمياً ودولياً وهي التأثير في القرار العسكري والأمني للفصائل الفلسطينية انطلاقاً من الجبهة السورية، على غرار ما حصل معه بعد خروج قواته من لبنان عام 2005 الذي أضعف قدرته على التأثير في حزب الله على حساب إيران.
موقف بشار من حزب الله
لم يظهر للنظام السوري أي موقف حتى حيال العمليات الأكثر إثارة في استهداف قوات حزب الله (عملية تفجير أجهزة “الميجر” أو مقتل القيادي إبراهيم عقيل، وقبله مقتل العديد من الشخصيات القيادية في حزب الله). ووفق ما نشرت فرانس برس، فإن صمت بشار الأسد يعود لضغط روسي في هذه النقطة.
إذ يتخوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحوّل الجغرافيا السورية إلى ساحة حرب، ما يؤدي – إن حصل ذلك – إلى اختلاط الأوراق، التي من الممكن أن تطيح بالمصالح الروسية في سوريا.
حتى إن الحديث عن إمكانية اشتعال جبهة الجولان، فإن ذلك لن يكون عن طريق حزب الله أو قوات نظام بشار الأسد بل عبر الميليشيات العراقية والإيرانية.
في المقابل لم يعلن بشار الأسد عن دعمه لحزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واكتفى بإصدار بيان عزاء بعد اغتيال الأمين العام للحزب اللبناني حسن نصر الله
إعادة تموضع
المحلل السياسي السوري محمود عثمان، تناول في نقاشه مع “عربي بوست” إعادة التموضع الإيراني في سوريا والذي يتضمن بطبيعة الحال العلاقة مع بشار الأسد وكذلك حزب الله. وقال إن اللاعبين الدوليين قد أوعزوا إلى إيران أنهم لن يستسلموا للواقع داخل سوريا بهذا الشكل وأنهم سوف يغيرون من توازن القوى في سوريا وهذا ما يفسر الموقف “الباهت” لبشار الأسد من الحرب الإسرائيلية على لبنان، وفق ما قال المحلل السوري.
قال كذلك إن بشار الأسد يلعب على التوازن في علاقاته بكل من روسيا وإيران، فهو لا يريد أن يخسر روسيا وكذلك إيران لكن في الوقت نفسه ليس أمامه إلا أن يخضع للضغط الروسي الذي يتضمن ضرورة الابتعاد عن دعم حزب الله وإيران حتى لا يواجه أزمة حقيقية مع الاحتلال، خاصة وأن روسيا تلعب دور الوساطة في هذه المساحة، إذ تسعى إلى أن تضمن بقاء الأسد بعيداً عن الحرب الدائرة في مقابل ضمان ألا يذهب الاحتلال الإسرائيلي إلى الضغط على بشار الأسد أو استهداف العمق السوري بقوة ما يؤثر على المستقبل السياسي لبشار في سوريا في الفترة المقبلة.
يقول عثمان كذلك إنه بطبيعة الحال هناك تنسيق بين الحزب داخل سوريا وإيران وكذلك تفاهم مع إيران من أجل عدم الانغماس في دعم الحزب خلال حربه ضد الكيان، وإيران تدرك ذلك وتتفهمه ولا تمارس ضغوطاً على بشار الأسد لأنها تدرك حجم الضغط الروسي في هذه المساحة.
كذلك قال في تصريحاته لـ”عربي بوست”، إن الطرف الدولي ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية ومن وراءها إسرائيل تريد أن تفرغ الداخل السوري من حزب الله في سوريا بكل الطرق، ولكن في الوقت نفسه، مع بقاء وجود معين داخل سوريا للحزب لكن في إطار مسار معين خاضع للتحكم فيه والرقابة عليه بشكل كبير.
لكن عثمان يذهب في حديثه لـ”عربي بوست” إن النظام السوري في حاجة قوية لحزب الله في سوريا، إذ إن الحزب هو الذي دعمه وحافظ على وجوده ومنع سقوطه من الثورة السورية لكن بطبيعة الحال روسيا وأطراف كثيرة تريد أن يكون وجود الحزب في سوريا مختلف عما كان عليه من قبل.
الباحث في مركز “عمران” معن طلاع يرصد مسار آخر في تحليله لشكل العلاقة بين حزب الله وبشار الأسد في حديثه مع “عربي بوست”، إذ قال إن العلاقة تطورت من مجرد إسناد ـ ثم مرحلة تدريب لقوات بشار الأسد، لتنتهي بمرحلة انتشار عسكري للحزب وقواته في سوريا منذ سنوات طويلة.
أشار في الوقت نفسه إلى أن قوات حزب الله باتت جزءًا رئيسياً من غرفة العمليات البرية لقوات بشار الأسد في سوريا والتي كانت مسؤولة عن قمع الثورة السورية واستهداف الشعب السوري.
أشار كذلك إلى أن حزب الله في البداية دفع بعناصره إلى داخل سوريا ثم قام بإنشاء مراكز لتجنيد السوريين والمقاتلين الأجانب القادمين من الغرب وكذلك من باكستان وأفغانستان وبنغلاديش وغيرها من الدول ليصل عدد عناصر قوات حزب الله في سوريا إلى أكثر من خمسين ألف عنصر وفق تقديرات الباحث السوري معن طلاع.
يقول كذلك أن مقتل قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية في العراق في يناير / كانون الثاني 2020 تسبب في زيادة نشاط حزب الله داخل الأراضي السورية وذلك بضوء أخضر من الجانب الإيراني الذي كان يرسم كل المسارات التي يتحرك بناءً عليها حزب الله داخل سوريا.
أما ما أثير حول تهديدات إسرائيلية لبشار الأسد بألا ينخرط في الحرب الدائرة مع حزب الله حتى لا يواجه بتهديدات واضحة من الاحتلال الإسرائيلي، قال معن طلاع أن هذه الرسائل ليست تهديدًا بالمعنى الجلي لبشار الأسد إنما تأتي في سياق توجيه رسائل إلى حزب الله وإلى إيران عن طريق بشار الأسد أنه لم يعد هناك أيّ مساحة لأيّ دور لإيران وللحزب في سوريا في الفترة المقبلة.
قال كذلك أن بشار الأسد يحاول أن يناور في علاقاته بين روسيا وإيران، وشدد في الوقت نفسه على أن حزب الله بات له ما لا يقل عن 150 قاعدة عسكرية وارتكازات عسكرية داخل الأراضي السورية.
لكن في المقابل، ما هي المقدمات التي صنعت من وجود حزب الله في سوريا أمرًا “واقعيًا”؟.
في الواقع، فقد بدأت عمليات حزب الله العسكرية داخل الأراضي السورية في مايو / أيار من عام 2013 حينما شن الحزب هجومًا بجانب قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية، وكانت النتيجة لذلك هو إعلان الأمين العام لحزب الله في ذلك الوقت حسن نصر الله المشاركة رسميًا في النزاع في سوريا بعد فرض السيطرة على القصير في مايو 2013
بعدها وفي يونيو / حزيران 2013 بدأ حزب الله في نقل مقاتليه إلى مدينة حلب للمشاركة في العمليات القتالية إلى جانب النظام السوري وكانت النتيجة انتشار قوات حزب الله في عدة مواقع شمال وجنوب حلب
كذلك وفي فبراير/ شباط 2014 شارك حزب الله في معركة السيطرة على مدينة يبرود وكانت النتيجة هي سيطرة النظام السوري على مدينة يبرود في مارس 2014.
بالإضافة إلى ذلك، ففي يناير / كانون الثاني 2015 استهدفت طائرة إسرائيلية سيارة تقل مجموعة تابعة لحزب الله في مزرعة الأمل بالقنيطرة، وكانت النتيجة قتل سبعة عناصر من حزب الله بينهم القيادي جهاد عماد مغنية.
أما في ديسمبر/ كانون الأول 2015 شارك الحزب في معركة خان طومان الأولى وفي فبراير/ شباط 2016 شارك حزب الله في معركة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب وقد فكت قوات النظام السوري وقوات حزب الله الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعدها بسنوات.
أما في مايو / أيار 2016 استهدفت طائرة يعتقد أنها إسرائيلية موقعًا عسكريًا تابعًا لحزب الله قرب مطار دمشق الدولي ونتج عن ذلك مقتل القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين وهو أحد المتهمين في اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري
كذلك وفي مارس/ آذار 2017 استهدفت طائرة إسرائيلية موقعًا عسكريًا مشتركًا للنظام السوري وحزب الله قرب مدينة تدمر، ونتج عن ذلك تدمير شحنات أسلحة كانت متجهة إلى مواقع حزب الله في لبنان
كما أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 شارك حزب الله في معركة السيطرة على مدينة البوكمال وكانت النتيجة سيطرة النظام السوري على مدينة البوكمال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
أما في يناير / كانون الثاني 2020 فقد شارك حزب الله في معركة السيطرة على منطقة خان طومان، وكانت النتيجة سيطرة النظام السوري على خان طومان في يناير/ كانون الثاني من نفس العام.
عدد قواعد حزب الله العسكرية في سوريا
بالنظر إلى تصريحات معن طلاع حول التواجد العسكري لحزب الله في سوريا، فما هي المناطق التي يتمركز فيها الحزب؟
وجدنا وفق بعض المصادر المفتوحة، أن التواجد العسكري لحزب الله في الأراضي السورية يتوزع كالتالي:
محافظة حلب:
يوجد في محافظة حلب 38 قاعدة عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة إدلب:
يوجد في إدلب 13 قاعدة عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة حمص:
يوجد في حمص 15 قاعدة عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
دمشق وريفها:
يوجد في دمشق وريفها 14 قاعدة عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية.
محافظة درعا:
يوجد في محافظة درعا 22 قاعدة عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة دير الزور:
يوجد في محافظة دير الزور 7 قواعد عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة القنيطرة:
يوجد في محافظة القنيطرة 6 قواعد عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة السويداء:
يوجد في محافظة السويداء 3 قواعد عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
محافظة حماة:
يوجد في محافظة حماة 4 قواعد عسكرية لحزب الله، ما بين قواعد مستقلة أو مشتركة مع القوات الإيرانية
بداية الأزمة
في السادس والعشرين من أبريل/نيسان 2024 نقلت وكالة فرانس برس، عما قالت إنهم خبراء قولهم إن النظام السوري تجنب التورط في حرب غزة، على الرغم من الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي أُلقي باللوم فيه على إسرائيل، وهدد بإشعال حريق إقليمي.
وذكرت وكالة “فرانس برس”، أن حكومة بشار الأسد تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين روسيا وإيران، اللتين دعمتاها خلال الحرب المستمرة منذ 13 عاماً وساعدتاها على استعادة الأراضي المفقودة.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: “لقد حذر الإسرائيليون الأسد بوضوح من أنه إذا تم استخدام سوريا ضدهم فسوف يدمرون نظامه”.
وقال مصدر مقرب من “حزب الله” اللبناني إن الهجمات على مواقع إيران في سوريا دفعت طهران إلى تقليص وجودها العسكري في جميع أرجاء جنوبي سوريا، خاصة في المناطق المتاخمة للجولان.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قد كشفت في 17 من أبريل/نيسان 2024 أن “الحرس الثوري” الإيراني بدأ بإخلاء قواعده وإجلاء قادته من سوريا، تحسباً لرد على هجوم شنته إيران على إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين سوريين وإيرانيين، لم تسمهم، أن “الحرس الثوري” و”حزب الله اللبناني” قلصا وجود كبار ضباطهما في سوريا، ونقلا الضباط ذوي الرتب المتوسطة من مواقعهم الأصلية في سوريا.
تباعد في وجهات النظر
وفق ما كشف تقرير نشره موقع “تليفزيون سوريا”، فقد شهدت الأيام القليلة الماضية تباينًا سياسيًا وميدانيًا بين حزب الله والإيرانيين من جهة والنظام السوري ومن خلفه روسيا من جهة أخرى.
إذ كشف التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصح بشار الأسد بترك مسافة واضحة بينه وبين إيران، بسبب أن روسيا، بحسب ما يتوفر لديها من معلومات ومعطيات، تعتقد بأن أميركا وإسرائيل وبريطانيا لديها توجه حقيقي لتوجيه ضربات مؤلمة لنفوذ إيران في مختلف الساحات، ولذا يجب على الأسد أن يُقدم مصالح سوريا على رغبات إيران.
كذلك فقد نقل التقرير عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للنظام اللواء حسام لوقا كان قد سبق أن أجرى زيارة إلى لبنان، قبيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لكنه وعلى عكس كل المرات السابقة فإن لوقا لم يلتق بحسن نصر الله، واكتفى بلقائه مع نائب الأمين العام نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
وأوضح لوقا لقيادة حزب الله أنه زار منذ أسبوعين العاصمة الرومانية بوخارست والتقى نظيره إدوارد هلفيغ وناقشا تطورات الوضع الإقليمي والدولي، وأن الأخير وعده بالتعاون مع قبرص وأن يشتركا بجهد لفتح ثغرة في العلاقة السورية مع الإدارة الأميركية، وفقًا للمصدر.
من هذا المنطلق يعتبر المصدر أنه وفي العمق تكمن إشكالية كبيرة بين النظام السوري من جهة والإيرانيين وحزب الله من جهة أخرى بسبب تطورات سياسية وميدانية مهمة، وأنه بات يعُبر مسؤولو حزب الله عن ذلك من خلال لقاءات مع كثيرين وتحديداً المحيط النخبوي القريب منهم، على اعتبار أن النظام تنصل من وعود متعلقة بالمشاركة بأي معركة بين “المحور” وإسرائيل.
ويشير المصدر إلى أنه ومن هنا يمكن قراءة الاندفاعة الروسية من خلال استدعاء الأسد إلى موسكو، وزيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو إلى إيران، وخاصة أن موسكو تريد الاعتراف بنفوذها الكبير في سوريا، وهو ما دفع كثير من الأطراف للحديث عن تباعد في العلاقة الإيرانية ـ الروسية في سوريا
ويرى المصدر أن الأجواء السياسية بين حزب الله والمسؤولين في النظام تعكس انحياز الأسد بالمدى المنظور لخيارات روسية أكثر من إيرانية، ويعتقد المصدر الدبلوماسي أن موسكو تدرك جيدًا مستوى التأثير الإيراني داخل النظام السوري لذلك فهي تحاول إعادة تأهيل الأسد بثوب جديد وعلى المستويين الإقليمي والدولي في ظل تطبيع العلاقات السعودية – الإماراتية معه في السنتين الأخيرتين.
لقاءات أمنية سابقة بين روسيا وحزب الله
في سياق موازٍ فقد أجرى وفد أمني روسي في أغسطس/آب 2024 عقد لقاءات مع حزب الله اللبناني والهدف من اللقاء جس نبض الحزب، ومعرفة خطواته المستقبلة، وذلك وفق تقرير نشره موقع “تليفزيون سوريا” في الوقت نفسه ذكر التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلّف عضو مجلس الأمن القومي سيرجي شويغو بإجراء اتصالات مع الجانب الإيراني والنظام السوري، بهدف التأكيد على تحييد الأراضي السورية عن التصعيد، وهذا هو سبب زيارة شويغو إلى طهران قبل عدة أيام.
الموفد الروسي إلى طهران، أعرب للأخيرة عن مخاوفه من أن الانزلاق إلى حرب مفتوحة تصل شررها إلى سوريا، قد يستجلب نقمة واشنطن وإسرائيل على النظام السوري، مما يزيد من احتمالية تعرض الأخير للاستهداف، وعدم الاكتفاء بالرد على نشاط إيران في سوريا.
كذلك وفي إطار المساعي الروسية لتحييد سوريا عن اتساع الصراع بين إيران وإسرائيل، حرص بوتين على توجيه نصائح لبشار الأسد، بعد أن استقدمه إلى موسكو أواخر يوليو/تموز 2024.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان ال‘خبارية