قصة حب بين اللاجئ السوري ضياء وبين المراهقة الألمانية مالفينا. القصة ظهرت على قناة التلفزة الألمانية “كيكا” المخصصة للأطفال، وكان يمكن أن لا تثير اهتماماً خاصاً لولا جدل ثار حول عمر الشاب والفتاة، فصار الموضوع سياسياً.
محمد ضياء، لاجئ سوري أحب مراهقة ألمانية اسمها مالفينا، وتطورت القصة في أحداث فيلم وثائقي يدعى “نظرة على عالمي: مالفينا، ضياء والحب”، الذي عرضته قناة “كيكا” المخصصة للأطفال في تشرين نوفمبر من العام الماضى. وسرعان ما أثير جدل حول الفيلم سببه قيام محطة التلفزة المعنية بتصحيح عمر اللاجئ السوري استجابة للنقد الذي وجهه كثير من المشاهدين حول حقيقة عمره. فقد عرضت القناة في البداية أن العاشقين في عمر متقارب، بمعنى أنّ ضياء في حدود السابعة عشرة من عمره، فيما تبلغ مالفينا السادسة عشرة. ثم تلا ذلك تصحيح عمر اللاجئ من قبل القناة ليصبح 19 سنة. وهكذا تفجر الجدل.
موقع “كرونه” النمساوي نشر القصة وذكّر بانتشار الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، بسبب تزامنه مع نشر خبر مأساة مدينة كاندل الألماني التي وقعت عشية رأس السنة وعيد الميلاد، حيث أدت قصة حب فاشل بين لاجئ افغاني قيل إنه في الخامسة عشرة من عمره ومراهقة ألمانية في الخامسة عشرة، انتهت بقيام اللاجئ بقتل المراهقة طعناً بسكين.
مالفينا مراهقة ألمانية
مالفينا مراهقة ألمانية
واشتد الجدل لأنّ القناة المخصصة للأطفال عرضت معلومات غير صحيحة حول عمر بطل الفيلم، وهو بالغ يخوض علاقة مع فتاة مراهقة، ما يشكل انتهاكاً للقانون، لاسيما وأن قناة “كيكا” تتلقى تمويلها من دافعي الضرائب الألمان.
وعلق عضو البوندستاغ الألماني ديرك سبانيل من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي على حسابه في موقع “فيسبوك” قائلاً: “هذا الفيلم يمثل استغلالاً غير مسؤول لصغار المشاهدين!”، مذكراً بجريمة اللاجئ الافغاني في كاندل، ومنهياً تعليقه بالقول: “هذه بروباغندا خطيرة لا تطاق من طرف الإعلام العائد للدولة”، حسبما نقلت عنه صحيفة “بيلد” واسعة الانتشار.
وخلال الفيلم، تروي مالفينا بعضاً من الصعوبات الناجمة عن تباين الثقافات، والتي تمر بها علاقتها باللاجئ القادم من حلب في سوريا. فتقول على سبيل المثال إنه – أي ضياء – لا يسمح لها بارتداء تنورة قصيرة ولا يسمح لها أن تعانق صديقها باسكال، ناقلة عنه قوله: “إنها ( مالفينا) لي، وأنا لها، هكذا هي القاعدة بالنسبة لي”.
وأثناء سير وقائع الفيلم، تكرر مالفينا مقولة: “مشكلتي معه دائماً أنه يريدني أن أكون في اتجاه لا أريد أن أضع نفسي فيه، فليس بوسعي ارتداء ملابس قصيرة ، بل عليّ ارتداء ملابس طويلة دائماً، فبالنسبة له الملابس حدّها الركبة ولا يجوز أن تكون أقصر من ذلك. لكن لم يساورني أي خوف في أنه سيجبرني على ارتداء البرقع”. وهنا تتدخل أم مالفينا، التي ترى الأمر من زاوية أخرى، قائلة: “من جانبي يساورني هذا الخوف، بل يلازمني، وهو أمر غير مقبول وغير ممكن قط”.
محمد ضياء بطل الفيلم
ولأنّ محمد ضياء مسلم، فقد توقفت مالفينا عن أكل لحم الخنزير، معللة ذلك بالقول: “قال لي إنّ هذا اللحم سيء، فتوقفت عن تناوله. فعلت ذلك إكراماً له، وهو أمر لا يزعجني إطلاقاً”. ومع ذلك، فإنّ مالفينا تضع لنفسها حدوداً في علاقتها بضياء، فهي لا تريد أن تتحول الى الإسلام وترفض أن ترتدي حجاباً، موضحة: “أنا مسيحية، ولكنني متحررة في نفس الوقت”.