تبوأت مدينة فيينا المعروفة كواحدة من أجمل مدن العالم للمرة الخامسة على التوالى صدارة تصنيف لقب المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم ، في حين تراجعت مرتبة باريس وليون بفعل التظاهرات التي شهدتها فرنسا. وبقيت دمشق في المرتبة الأخيرة من حيث جودة العيش
وفقاً لأحدث تقرير سنوي صادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) حصلت العاصمة النمساوية على المركز الأول للسنة الخامسة على التوالي. قامت وحدة المعلومات الاقتصادية، التابعة لمجلة «الإيكونيميست»، بتقييم 173 مدينة على مستوى العالم عبر عدة عوامل رئيسية بما في ذلك الرعاية الصحية والثقافة والبيئة والاستقرار والبنية التحتية والتعليم.
لقد مر وقت طويل، لكن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من جائحة كورونا تعيد تشكيل قائمة المدن الأكثر ملاءمة للعيش في العالم. وأظهر مؤشر ملاءمة العيش العالمي لعام 2024، الذي أصدرته وحدة الاستخبارات الاقتصادية، أنه مع عودة الحياة إلى طبيعتها، تتحسن المرافق التعليمية والصحية والثقافية، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وحققت فيينا درجات مثالية في أربع من أصل خمس فئات، مع تقصير طفيف فقط يعزى إلى النقص الملحوظ في الأحداث الرياضية الكبرى.
وكانت العاصمة النمساوية استعادت العام الماضى المركز الأول أيضاّ في هذا الترتيب الذي تعدّه “ذي إيكونوميست إنتلجنس يونيت”، وهي وحدة المعلومات التابعة لمجلّة “ذي إيكونوميست” الإنكليزية. وأوضح معدّو التصنيف أن “التظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا أثّرت سلباً على ترتيب مدنها”. وتراجعت باريس من المركز التاسع عشر عام 2023 إلى الخامس والعشرين عام2024، وليون من المرتبة الخامسة والعشرين إلى الثلاثين. واحتلت لندن المركز السادس والأربعين ونيويورك المرتبة التاسعة والستين في ترتيب عام 2024.
ويستند المؤشر إلى 30 معياراً نوعياً وكمياً تتعلق بالاستقرار والنظام الصحي والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية. ويتوافر في العاصمة النمساوية فيينا مزيج شبه مثالي من هذه العوامل الخمسة، ولا تشوبها سوى قلة الأحداث الرياضية الكبرى
بعد فيينا، حافظت كوبنهاغن في الدنمارك على المركز الثاني، بينما صعدت زيوريخ في سويسرا من المركز السادس إلى المركز الثالث. وتراجعت مدينة ملبورن الأسترالية إلى المركز الرابع، لتتقاسم المركز الخامس مع كالغاري بكندا وجنيف بسويسرا.
واحتلّت فانكوفر الكندية وسيدني الأسترالية المركز السابع، واستكملت أوساكا اليابانية وأوكلاند النيوزيلندية المراكز العشرة الأولى في المركز التاسع المشترك.
وفي أميركا الشمالية، احتلت هونولولو، هاواي المركز 23، بينما حققت أتلانتا، جورجيا قفزة لتصل إلى المركز 29. وحصلت لوس أنجليس على المركز 58، وحصلت نيويورك على المركز 70.
وكانت درجات التعليم هي أعلى المميزات في أميركا الشمالية، على الرغم من انخفاض تصنيفات البنية التحتية في كندا بسبب نقص المساكن بالرغم من ارتفاع تكاليف العقارات. واحتلت لندن المرتبة 45 بين أكثر المدن ملاءمة للعيش على مستوى العالم.
وفي جميع أنحاء آسيا، انتقلت هونغ كونغ من المركز 61 إلى المركز 50، مدعومة بالتقدم في مجال الاستقرار والرعاية الصحية. وشهدت تل أبيب انخفاضاً كبيراً، حيث تراجعت 20 مركزاً إلى المرتبة 112وسلط بارسالي بهاتاشاريا، نائب مدير الصناعة في وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU)، الضوء على زيادة هامشية في قابلية العيش على مستوى العالم، لكنه حذر من مخاطر الاستقرار المستمرة وسط التحديات الاقتصادية والاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم.
عربيا، شهدت مدن الإمارات زيادات في التصنيف هذا العام، حيث تصدرت أبو ظبي ودبي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأكثر المدن قابلية للعيش.
فيما ظلت دمشق، التي مزقتها الحرب منذ عام 2011، في أسفل التصنيف كأقل مدينة صالحة للعيش فيها للعام الـ12 على التوالي، حيث سجلت العاصمة السورية، درجات منخفضة بشكل خاص في فئة الاستقرار، مما يعكس تأثير الصراع المستمر على الحياة اليومية لسكانها، وفقا لـ”الإيكونوميست”.
جاءت الجزائر و طرابلس في المركزين قبل الأخير، كأقل مدن صالحة للعيش فيها، حسب التصنيف، والذي يشير إلى أن المدن الأربع الأخيرة لم تشهد أي تحسن في نتيجتها الإجمالية منذ عام 2023.
المصدر – الصحف النمساوية