“شبيغل”: ألمانيا تدرس الترحيل إلى أفغانستان عبر أوزبكستان

قال تقرير لمجلة “دير شبيغل” الألمانية أن حكومة المستشار أولاف شولتس تجري محادثات مع أوزبكستان بشأن اتفاق هجرة لترحيل الأشخاص الخطرين من الأفغان ممن رفضت طلبات لجوئهم، وذلك لتجنب أي صفقات مباشرة مع حركة طالبان.

كشف تقرير إعلامي لمجلة “دير شبيغل” الألمانية اليوم الأحد (16 يونيو/ حزيران 2024) أن الحكومة الاتحادية تجري محادثات مع أوزبكستان بشأن اتفاق للهجرة، يتيح للحكومة الألمانية ترحيل طالبي اللجوء الأفغان حتى لا تضطر برلين إلى عقد أي صفقات مباشرة مع حركة طالبان.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد توعد باتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الهجرة، بما في ذلك ترحيل طالبي اللجوء المجرمين إلى أفغانستان وسوريا. ويأتي هذا الزخم في أعقاب سلسلة من الهجمات العنيفة الأخيرة وصعود اليمين المتطرف الشعبوي في ألمانيا.

ونقلت المجلة الألمانية عن مصادر مطلعة على هذه الخطة، في تقريرها أن وفداً من وزارة الداخلية الألمانية زار العاصمة طشقند في الأسبوع الأخير من مايو/ أيار الماضي، دون تقديم أي معلومات عن مصادرها التي كشفت عن أن الحكومة الأوزبكية ستستقبل، بموجب الخطة المقترحة، عددا محدوداً من طالبي اللجوء الأفغان الذين تم رفض طلباتهم للجوء وتقرر ترحيلهم من ألمانيا.

ومن ثم ترسلهم مباشرة إلى أفغانستان المجاورة بمساعدة شركة طيران خاصة توفر رحلات جوية إلى كابول عن طريق شركة “KamAir” الخاصة. ولم ترغب وزارة الداخلية التعليق على تقرير” دير شبيغل”.

وذكرت “دير شبيغل” أن الحكومة الأوزبكية تلوح باحتمال المساعدة في عمليات الترحيل. ومع ذلك، فهي تريد التوقيع على اتفاقية هجرة رسمية مع ألمانيا قبل التوصل إلى اتفاق بشأن عمليات الترحيل. وينبغي أن ينظم هذا دخول العمال الأوزبكيين المهرة إلى ألمانيا.

وفي هذا السياق ذكر تقرير المجلة أن الممثل الخاص للحكومة الألمانية لاتفاقيات الهجرة يواخيم شتامب سيسافر إلى أوزبكستان الأسبوع المقبل.

كان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أيد إتاحة سبل لترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا مرة أخرى

شولتس يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أيد إتاحة سبل لترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا مرة أخرى. وقال في بيان حكومي ألقاه أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ): “يجب ترحيل هؤلاء المجرمين – حتى لو جاءوا من سوريا وأفغانستان… لا يوجد هنا مكان للخطيرين من المجرمين العتاة والإرهابيين”.

ولم يذكر المستشار بالضبط كيف يريد أن يجعل ذلك ممكنا، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية الألمانية تعمل على التنفيذ العملي، مضيفا أنها تجري بالفعل مناقشات مع البلدان المجاورة لأفغانستان.

وقال شولتس أنه لن يتم التسامح بعد الآن مع تمجيد الجرائم الإرهابية أو الاحتفاء بها، وأضاف: “لهذا السبب سنشدد لوائح الطرد لدينا بحيث يؤدي تشكيل جرائم إرهابية إلى اهتمام جدي بالترحيل… أي شخص يمجد الإرهاب يتعارض مع كل قيمنا ويجب ترحيله أيضا”.

يذكر أن أفغانيا نفذ هجوم طعن في مسيرة لحركة “باكس أوروبا” المعادية للإسلام في مانهايم، ما أسفر عن إصابة خمسة مشاركين في المسيرة وإصابة شرطي بجروح بالغة أودت بحياته فيما بعد. وأثار الهجوم جدلا حول تخفيف الحظر المفروض على عمليات الترحيل إلى أفغانستان.

ومنذ وصول حركة طالبان الإسلامية إلى السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021، لم تعد ألمانيا تعيد أي شخص إلى أفغانستان. وقبل ذلك التوقيت كانت ألمانيا ترحل الرجال الأفغان فقط ممن تصنفهم السلطات على أنهم مجرمين أو يشكلون تهديدا إرهابيا.

ومن بين العديد من السوريين والأفغان الذين قدموا إلى ألمانيا كطالبي لجوء في السنوات العشر الماضية أفراد ارتكبوا جرائم خطيرة في ألمانيا أو تعتقد الشرطة أنهم قادرون على تنفيذ هجوم إرهابي.

وعلى الرغم من أن العقبات القانونية، التي تحول دون ترحيل أولئك الذين يشكلون تهديدا محتملا، أقل من تلك التي يواجهها الأشخاص الآخرون المطلوب منهم مغادرة البلاد، فإن هناك صعوبات قانونية وعملية في التنفيذ.

المصدر – شبكة رمضان – ع.غ – أ.ح – د ب أ – رويترز

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …