موقف الكنيسة بالنمسا من السياسة ومساعدة اللاجئين

فيينا : مصطفي درويش : —

على الرغم من احتفالات أوربا بصفة عامة والنمسا بصفة خاصة بعيد الميلاد الذي هو عيد للسلام إتسمت رسالة عيد الميلاد الكنسية بصبغة سياسية حيث طالب بابا الفاتيكان فرانسيس بالتراحم ومساعدة اللاجئين من أجل البقاء . فالسياسيون والأحزاب الذين ينقذون ظاهريا الغرب المسيحي ، يشجبون بصوت عال ضد اللاجئين.

تري إلى أي مدي يمكن للكنيسة بالنمسا أن تتدخل في السياسة وما هو موقفها من مساعدة اللاجئين ؟ الإجابة على هذا السؤال وعلى أسئلة أخري في هذا الصدد جاءت في حوار جريدة كورير اليومية مع عالم اللاهوت باول تزولينر „  „ Paul Zulehnerالصادر بتاريخ الخميس 28.12.2018 .

يقول تزولينر : ” يعتمد ذلك على فهمنا لمفهوم السياسة . فإذا كانت السياسة حزبية فلا يجب أن تتدخل الكنيسة . ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسية بصفة عامة مثل كرامة الإنسان والعدالة وسلامة الحياة فيجب على الكنيسة أن تتدخل … بل يجب حرق الكتاب المقدس في حالة عدم تدخل الكنيسة ” .

وأضاف أنه وفقآ للإنجيل ” لا توجد شعوب من الدرجة الثانية ولا توجد مسيحية مرفهة ، والكنسية عليها إلتزام بوضع أصابعها على جروح الناس والبيئة . فلا يمكن الوقوف بجانب الكرامة الإنسانية ثم إلتزام الصمت عندما يقع الإنسان في مخاطر … فلا يجب على الكنيسة إلتزام الصمت عندما يدور الأمر بسلامة الحياة والكرامة الإنسانية والعدالة والحرية وحرية الأديان ” .

وفي إجابته عن حق اللجوء قال : ” يجب ألا ترهق المواطنين لأن ذلك معناه أنك لن تستطيع أن تمنح اللجوء لأحد . وفي نفس الوقت يجب مساعدة الدول الأخري من أجل استيعاب اللاجئين . وبالنسبة  إلى اللاجئين هنا في النمسا فلابد من رعايتهم حتي لو كانت هذه الرعاية تكلف قليلآ . فلابد من الترحيب باللاجئين وأن يتوفر لهم الإندماج ودورات تعلم اللغة الألمانية والمسكن والعمل ” .

وختم تزولينر كلامة عن الأحزاب قائلا ” عندما تنادي أحزاب مثل حزب البديل الألماني „AfD“ أن عليهم إنقاذ الغرب المسيحي فيجب الرد عليهم بأنه يجب إنقاذ المسيحية في الغرب من مثل هذه الاحزاب ” .

تري ما موقف الحكومة الجديدة والمستشار سيباستيان كورتس ونائيه شتراخه من هذا الحوار ؟

فيينا : 28.12.2017                                                                  مصطفي درويش