قالت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير لها إن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يدرك، أنه بدون اتفاقات مع المصريين بشأن مستقبل محور فيلادلفيا، لن يكون من الممكن منع حماس من التواجد في رفح.
التقرير الذي كتبه بالصحيفة العبرية “آفي اشكنازي” تعليقا على الأحداث الأخيرة في رفح وارتقاء شهداء من الجيش المصري برصاص الاحتلال، جاء فيه أيضا أن المسؤولين المصريين يشعرون بالقلق من تعزيز قوة حماس وتزايدها، بما لا يقل عن قلق إسرائيل من الأمر ذاته.
احتواء الحادث بين القاهرة وتل أبيب
وعن تبعات الحادث في إسرائيل قالت “معاريف” إن المسوؤلين الإسرائيليين سارعوا إلى إجراء حوار وتنسيق مع الضباط المصريين عبر السياج وحصر الحادثة في أبعاد محلية.
وتابعت:”من ناحية أخرى، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن المصريين يريدون أيضًا تطويق الحادث وعدم السماح له بالتطور إلى أزمة بين البلدين. تماماً كما حدث في عملية محمد صلاح الذي اخترق الحدود وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.”
وقالت “معاريف” مشيدة بمصر وعلاقاتها مع الاحتلال مقارنة ذلك بأيام حكم الرئيس الراحل محمد مرسي: “إنه أيام نهضة التهريب في محور فيلادلفيا كانت في عهد الرئيس مرسي. لذلك لم يكن مطلوبا من حماس نقل البضائع عبر الأنفاق، بل فعلت ذلك عبر المعابر الرئيسية بينما كان المفتشون المصريون مغمضين أعينهم. لكن بعد الانقلاب، وضع الجيش المصري حداً له، واضطرت حماس إلى العودة إلى أنفاق التهريب.”
وتأمل إسرائيل أن يكون من الممكن، وتحت رعاية الولايات المتحدة ودول الخليج، إقامة حاجز أسمنتي تحت الأرض في مشروع إسرائيلي ـ مصري مشترك يمنع التهريب.
لماذا تتفق مصلحة مصر وإسرائيل؟
ولفتت صحيفة معاريف، إلى أن الاتفاق الحالي بين مصر وإسرائيل ليس اتفاق محبة. ولكن أولا وقبل كل شيء المصالح المشتركة بين الاحتلال والحكومة المصرية .
وتابعت أن مصر تعاني من مشاكل داخلية وخارجية لا تعد ولا تحصى. إسرائيل تقع في أسفل اهتمامات الحكومة المصرية. النظام مشغول بمشاكل الإمدادات الغذائية، ومعدل المواليد، وإنشاء اقتصاد حديث، والمشاكل الخارجية مع الدول الأفريقية وعلى رأسها إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة واستخدام مياه النيل.
وأضافت:”والمصريون منزعجون أيضاً من قضية إيران ومحاولتها قيادة التغيير في الشرق الأوسط. وكما ذكرنا فإن حادثة معبر رفح هي حادثة محلية، والجانبان يدركان ذلك ويعملان على حصر الحادثة في أبعادها الحقيقية.”
وكان اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، علق على حادثة تبادل إطلاق النار بمعبر رفح، وقال إنه يرى أن التحذير المصري من اجتياح رفح، كان يمكن أن يكون له تأثير أكبر إذا وظفت مصر عناصر قوتها الوطنية وأهمها القوة العسكرية، لافتا إلى أن المطلوب توظيف تلك القوة بشكل غير مباشر، مما يمنح القائد السياسي القدرة على فرض الإملاءات على الجانب الآخر.
استخفاف نتنياهو بالجانب المصري
ويرى الدويري أن هذا العامل لم يتم توظيفه بشكل كافٍ، مما أدى إلى استخفاف جزئي من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي، حيث لم يستحضروا خلال حديثهم عن معركة رفح، الموقف المصري بصورة واضحة وجلية.
وأشار إلى أن غزة كانت أصلا تابعة لمصر، وتنازلت عنها في اتفاقية التعايش عام 1967، وهو ما يفرض على مصر أن يكون لها موقف داعم يعتمد على عناصر القوة المتاحة، مضيفا بأن “الموقف المصري الحالي لا يتناسب مع حجم مصر وقدراتها”.
المصدر – صحيفة معاريف العبرية الطبعة الإنجليزية