قالت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية إن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الذي يسيطر على حكم المملكة منذ ما يقرب من 8 سنوات؛ لا يزال يواصل عملية التخلص من الهوية الدينية للمملكة، وجهوده تشبه ما فعله الإمبراطور ميجي في اليابان، وما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركيا.
ووفق تقرير صحيفة “washingtontimes” يعتزم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سيطر على المملكة منذ العام 2017 وبات حاكمها الفعلي، التخلص مما وصفته “بالعزلة الدينية” وتحديث الاقتصاد السعودي.
وعلى الرغم من حجمه القوي – الذي يزيد قليلا عن تريليون دولار سنويا، فإن تصنيفه على أنها الاقتصاد العشرين الأكبر في العالم – لا يزال متخلفًا نسبيًا، ومرتبطًا بشكل كبير بعائدات النفط. ويطلق ابن سلمان على خطته اسم “رؤية 2030”.
ابن سلمان ومساع تغيير الهوية الدينية للمملكة
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الاختلافات الواضحة، فإن جهود التحديث المزعوم التي يسعى لها ابن سلمان، تعادل في طموحها ما فعله الإمبراطور ميجي في اليابان في القرن التاسع عشر، وما فعله كمال أتاتورك ودنغ شياو بينج في تركيا والصين، على التوالي، في القرن العشرين.
ولفت التقرير الذي كتبه “Alvaro Vargas Llosa” إلى أن الفكرة هي فتح الاقتصاد السعودي وإنهاء اعتماده على النفط والغاز؛ وتعديل التقليد الأصولي القائم، والذي يعود تاريخه إلى التحالف بين السلطات السعودية والوهابية في القرن الثامن عشر؛ وعولمة السعودية ووضعها في مصاف القوى العالمية. التحدي الذي يواجهه ولي العهد هو تحقيق هذه الثلاثية دون إضعاف القوة الساحقة للنظام الملكي، وفق وصف الصحيفة.
ووفق التقرير هناك عدة عوامل لا تزال تعوق خطة ابن سلمان ومنها ما وصفته بالتقاليد الراسخة التي أجبرت ولي العهد على التحرك ببطء لمنع الأصوليين من إثارة الاضطرابات بين أولئك الذين يتشبثون بالعادات القديمة.
وكذلك رأسمالية الدولة، التي: على الرغم من الخصخصة الكبيرة، فإنها تمنح الحكومة نفوذًا مفرطًا على الاقتصاد من خلال صندوق الثروة السيادي وكذلك أيضاً تركيز السلطة السياسية في أيدي عدد قليل جدًا من الأشخاص، مع وجود الكثيرين بين النخبة السابقة (تم القبض على بعضهم عندما تم تعيين ولي العهد وريثًا للعرش). وأجبروا على إعادة مبالغ كبيرة من الأموال التي زُعم أنهم حصلوا عليها عن طريق الفساد، وهم يشعرون بالتهميش.
لخمور والتعري والشذوذ تحت ستار الانفتاح المزعوم
وتبدو الحكومة ذات شعبية، ويُنظر إليها على أنها المحررة للشعب الذي كان في السابق خاضعًا لنظام طبقي متميز وفاسد وغير قادر على الحركة.
وينطبق هذا بشكل خاص على النساء السعوديات، اللاتي، على الرغم من العادات القديمة والضغوط العائلية، لم يعدن ملزمات بارتداء الملابس التقليدية أو أداء فريضة الحج إلى مكة برفقة ولي أمر ذكر. والآن أصبح بإمكانهم قيادة السيارات، وحضور التجمعات العامة الحاشدة، والتعامل مع المؤسسات المالية دون وسطاء، تقول الصحيفة.
وغالباً ما تغض الشرطة الطرف عما يرتديه الشباب السعودي أو سلوكهم في المهرجانات الموسيقية والتجمعات المماثلة. في حين أن المثلية الجنسية لا تزال غير قانونية، فإن السلطات الأخلاقية بالمملكة لم تعد تطبق القانون بقوة كما فعلت في الماضي. ويشعر المرء أنه حتى الكحول، الذي لا يزال محظورا إلى حد كبير، سوف يصبح في نهاية المطاف متاحاً على نطاق واسع في مناطق معينة، كما حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما قامت الرياض بتعديل سياستها الخارجية، حيث عقدت صفقات مع عدوها في اليمن، وسعيت إلى التقارب مع إيران، والمصالحة مع قطر، وقبل هجمات حماس، ناقشت حتى صفقات محتملة مع إسرائيل.
وعلى الرغم من أنها تلقت مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، إلا أنها تبقي خياراتها مفتوحة وتتعامل مع الصين بشكل وثيق أيضاً.
المصدر – صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية – شبكة رمضان