أدان “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” الحقوقي اعتقال السلطات السعودية لمعتمرين داخل الحرم المكي، بسبب تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفع علم فلسطين كتعبير عن هذا التضامن.
ويأتي ذلك بعد تكرار هذه الحوادث وآخرها قبل أيام، عندما اعتقل أمن الحرم معتمرة لرفعها علم فلسطين أمام الكعبة، وتم توثيق ذلك بالفيديو من قبل معتمرين آخرين
المرصد شدد في بيان له على أنه يجب على السلطات السعودية الامتناع عن استخدام شعائر الحج والعمرة كدعاية سياسية لحكامها، أو للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان.
من المفارقات التي تكشف سياسة #السعودية في تسييس شعائر الحج والعمرة، السماح لأعداد كبيرة من المعتمرين برفع أعلام بلدانهم، بينما يتم اعتقال أي شخص يرفع علم #فلسطين أو أي رمز يرتبط بها، حتى لو كان مجرد شال. pic.twitter.com/aefzn2A1xJ
— مرصد انتهاكات الحج والعمرة (@HajjIsNotSafe) February 27, 2024
لماذا علم فلسطين فقط هو الممنوع؟
وتابع أنه من المفارقات التي تكشف سياسة نظام ابن سلمان في تسييس شعائر الحج والعمرة، السماح لأعداد كبيرة من المعتمرين برفع أعلام بلدانهم، بينما يتم اعتقال أي شخص يرفع علم فلسطين أو أي رمز يرتبط بها، حتى لو كان مجرد شال.
كما لفت المرصد بشكل عام إلى أن جميع الأشخاص، بما في ذلك المخالفين للحكومة السعودية، يجب أن يكون لهم الحق في زيارة بيت الله الحرام بأمان وسلامة، دون التعرض للتهديد أو الاعتقال أو التسليم لخصومهم.
اعتقال معتمرة بسبب رفعها لعلم فلسطين !
لماذا هذه الحساسية من إظهار التعاطف مع فلسطين ؟
لا يوجد مبرر عقلي أو شرعي أو نظامي ، المبرر الوحيد هو الخيانة وكره أي نوع من الممارسات التي تظهر التعاطف مع #غزة ! pic.twitter.com/zyPjppLsPX— ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) February 23, 2024
وانتقد الكثير من النشطاء عبر مواقع التواصل ذهاب السلطات السعودية في نهجها الخبيث وغير المسبوق حد السماح برفع أعلام غالبية الدول في الحرمين الشريفين، فيما يبقي علم فلسطين وكل ما يرمز إليها أمرا محظورا بل وعقابه الاعتقال التعسفي.
وذكر “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” أنه “في تناقض واضح للعيان؛ السلطات السعودية تعتقل معتمرة لرفعها علم فلسطين داخل الحرم المكي، مدعية أن الحرم ليس مكانًا للشعارات السياسية، وفي المقابل سمحت لمعتمر هندي قبل أيام برفع شعارات سياسية مؤيدة لرئيس وزراء الهند مودي”.
من حق المعتمرين التعبير عن آرائهم بحرية، ولا ينبغي اعتقالهم لمجرد تضامنهم مع القضايا الإنسانية مثل قضية فلسطين. pic.twitter.com/ozTxCLUQDL
— مرصد انتهاكات الحج والعمرة (@HajjIsNotSafe) February 28, 2024
وبحسب المرصد الحقوقي أقدمت السلطات السعودية على اعتقال مُعتمرة قبل أيام بعد أن قامت برفع علم فلسطين في الحرم المكي.
وأدان بشدة اعتقال السلطات السعودية للمعتمرة التي قامت برفع العلم الفلسطيني خلال أدائها مناسك العمرة، إذ يُعتبر هذا التصرف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، فرفع علم فلسطين لا يُعتبر جُرم يُعاقب عليه.
وقال “لا تُعدّ هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، فقد سبقتها اعتقالات طالت معتمرين ارتدوا الشال الفلسطيني أو عبّروا عن دعمهم للقضية الفلسطينية”.
وأكد المرصد أن هذا التصرف يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، فرفع علم فلسطين لا يُعتبر جُرم يُعاقب عليه.
وشدد على أن من حق المعتمرين التعبير عن آرائهم بحرية، ولا ينبغي اعتقالهم لمجرد تضامنهم مع القضايا الإنسانية مثل قضية فلسطين.
انتهاكات السلطات السعودية بحق المعتمرين
وأضاف المرصد الحقوقي “تتزايد مخاوف المسلمين القاصدين الحج والعمرة مع تزايد انتهاكات السلطات السعودية بحق المعتمرين الذين يناصرون القضية الفلسطينية”.
وتابع “لم يعد الحاج والمعتمر يشعر بالأمن والأمان أثناء ذهابه للحج والعمرة، فهو يترقب أن تنزل عليه يد البطش السعودية كما نزلت على كثيرين من قبله، بلا أي مسوغات قانونية”.
سيبقى النظام السعودي الحالي والذي يقوده صبي الدرعية الوسخ.. هو أسوأ نظام يحكم بلاد الحرمين… لما رفع علم الهند.. كان الامر طبيعي.. لكن لما رفع علم فلسطين كانت ذلك جريمة ويجب ان يعاقب صاحبها. #اللعنة pic.twitter.com/VhLI12XQhZ
— عبدالغني علي الزبيدي (@Abdlgni_AZubidi) February 27, 2024
وقد كثرت الدعوات الموجهة للسلطات السعودية بجعل الحرمين الشريفين مكاناً آمناً، لا يُعتدى على من قصده لا بالاعتقال ولا بالمنع من الوصول إليه.
لكن المرصد قال إن السلطات السعودية لا تلقي لهذه الدعوات بالاً، وتستمر في منع واعتقال المخالفين لها سواء في المواقف السياسية أو الآراء الفكرية.
وحث “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” في بيانه جميع المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والمجامع العلمائية ومؤسسات تفويج المعتمرين، على التدخل العاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المعتمرون، بسبب تعبيرهم عن آرائهم أو تضامنهم مع القضايا الإنسانية.
المصدر – وكالات