قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، إن وفاة الطيار الذي أضرم النار في نفسه أمام سفارة إسرائيل بواشنطن في مطلع الأسبوع “حادث مأساوي”، فيما تعمدت أكبر الصحف الأمريكية عدم ذكر السبب الذي جعله يقدم على هذه الخطوة.
المتحدث باسم البنتاغون، الميجر جنرال باتريك رايدر، قال إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتابع الوضع.
وأصبح مشهد العسكري الأمريكي الذي أضرم النار في نفسه أمام مقر سفارة تل أبيب في واشنطن “للتنديد بالإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، موضوعاً ساخناً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ذلك، فضَّلت الصحافة الأمريكية في عناوين أخبارها المتعلقة بالعسكري في القوات الجوية آرون بوشنل (25 عاما)، عدم ذكر السبب الذي دفعه إلى إحراق نفسه.
في وقت سابقٍ الاثنين، توجَّه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزيناً على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ: “الحرية لفلسطين”، مراراً وتكراراً حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقاً مفارقته الحياة.
قبيل إضرامه النار في نفسه، قال بوشنل أمام السفارة: “سأنظم احتجاجاً عنيفاً للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيراً بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”.
وأظهرت المشاهد أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنل: “هل يمكنني مساعدتك؟” و”استلقِ على الأرض”، فيما يقول الشرطي الآخر: “نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدساً”.
ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي
ومع انتشار مشاهد بوشنل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صدرت تصريحات من شخصيات عديدة عبر مختلف المنصات بشأن الحادثة.
من جانبه، نشر رئيس مجلس إدارة منظمة “الرؤية الوطنية” (PVA) وممثلها في الأمم المتحدة، محمد صفا، صورة بوشنل بين ألسنة اللهب، وقال: “هذه الصورة يجب أن تأخذ مكانها في الصفحة الأولى من جميع صحف العالم”.
بدورها، لفتت الكاتبة والباحثة بالمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، آسال راد، إلى عناوين الأخبار التي نشرتها “نيويورك تايمز” و”رويترز” و”سي إن إن” و”واشنطن بوست” بشأن إضرام بوشنل النار في نفسه.
وأشارت راد إلى أن عناوين الوسائل الإعلامية المذكورة لم تتطرق إلى سبب قيام العسكري الأمريكي بحرق نفسه.
https://twitter.com/jakeshieldsajj/status/1762213896126173578?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1762213896126173578%7Ctwgr%5E0822086c68433779949f574c8498f5a6ac6c4167%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2Fd8a3d8aed8a8d8a7d8b1%2F2024%2F02%2F27%2Fd8a5d8b6d8b1d8a7d985-d8b9d8b3d983d8b1d98a-d8a3d985d8b1d98ad983d98ad98dd991-d8a7d984d986d8a7d8b1-d981d98a-d8acd8b3d8afd987-d8a3d985d8a7%2F
كما شاركت فيوريلا إيزابيل، الصحفية والخبيرة في الشؤون الجيوسياسية بصحيفة روسيا اليوم، مشهد بوشنل، لافتة إلى “وقوف الشرطة على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على العسكري الذي كانت تأكل جسده النيران”.
وقال مراسل الجزيرة رامي عياري: “عندما أنظر إلى صورته، أبكي عندما أفكر في الألم الذي عاناه من أجل الوقوف ضد الإبادة الجماعية في فلسطين”.
وشدد عياري على ضرورة “ألا تذهب تضحية بوشنل سدى، وأن يسمعها العالم أجمع”.
وأفاد الموسيقي البريطاني لوكي بأنه “من المحتمل أن تقوم قريباً صحيفة وول ستريت أو نيويورك تايمز بتعيين عميل مخابرات إسرائيلي سابق، لكتابة مقال يشوه سمعة بوشنل”.
بدورها قالت الكاتبة الأسترالية كايتلين جونستون إن بوشنل “كان على حق في احتجاجه”.
وأضافت: “الناس في غزة يُحرقون أحياء، ويختنقون حتى الموت تحت المباني المنهارة، ويخضعون لإجراءات طبية دون تخدير، ويتضورون جوعاً، ويموت أحباؤهم أمام أعينهم”.
RIP Aaron Bushnell. The Zionists will play the mental health card, but it won’t work. Self-immolation has a strong historical precedent in acts of protest.
Now everyone form up and push. The enemy wants the anti-genocide bloc divided… pic.twitter.com/MWWtqxyUTr
— Greg J Stoker (@gregjstoker) February 26, 2024
وذكرت جونستون أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يحرق فيها شخصٌ نفسه في الولايات المتحدة، حيث قام متظاهر مجهول بإضرام النار في نفسه بالعلم الفلسطيني أمام القنصلية الإسرائيلية بأتلانتا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
من جانبه، قال الناشط البحريني في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب، إن بوشنل أظهر رفضه موقف الحكومة الأمريكية “التي تدعم الإبادة الجماعية” في غزة.
الصحافة الأمريكية لم تُضمّن رسالة بوشنل في عناوينها
رغم انتشار مشاهد العسكري الأمريكي وهو يضرم النار في نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “الاحتجاج من أجل غزة”، فإن المؤسسات الإعلامية الأمريكية الرائدة تجنبت استخدام رسائل بوشنل حول غزة وفلسطين والإبادة الجماعية في عناوينها الرئيسية أثناء تغطيتها للحدث.
فيما لم تدرج صحف نيويورك تايمز و”واشنطن بوست” و”سي إن إن” و”فوكس” و”فوربس” و”أسوشيتيد برس” و”هافينغتون بوست” في عناوينها الرئيسية، ما قاله بوشنل بشأن “الإبادة الجماعية” ودعوته إلى حرية فلسطين .
بينما اكتفت “رويترز” و”ذي ميرور” وتليغراف” و”الغارديان” و”بي بي سي” البريطانية بالعناوين الرئيسية حول حادثة بوشنل بعبارة “طيار أمريكي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية”.
فيما ذكرت صحيفة ذي إندبندنت، في العنوان أن إضرام بوشنل النار في نفسه جاء “احتجاجاً على الإبادة الجماعية”.
ونشرت “لو فيغارو” و”فرانس 24″ و”لو باريزيان” و”فرانس تي في إنفو الفرنسية، خبر حرق بوشنل نفسه تحت عنوان “الحرب بين إسرائيل وحماس وغزة”.
من هو بوشنل؟
بحسب وكالة الأناضول، فإن بوشنل البالغ 25 عاماً، حاصل على درجة البكالوريوس في هندسة البرمجيات من جامعة “ويسترن جوفرنرز” بولاية يوتا الأمريكية.
درس بوشنل أيضاً علوم الحاسوب ثم حصل على شهادة CompTIA Security+ للأمن السيبراني في سبتمبر/أيلول 2020 من جامعة ميريلاند.
ويذكر الحساب الشخصي لبوشنل على موقع LinkedIn مشاركته في تلقي تدريب أساسي وفني بالقوات الجوية الأمريكية لمدة سبعة أشهر، ومراقبة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لمدة عامين.
وكان بوشنل يعمل مهندس “ديف أوبس” في البرمجيات ضمن القوات الجوية الأمريكية، كما عمل أخصائياً في تكنولوجيا المعلومات وتطوير الشبكات بشركة Paraclete Press بين عامي 2015-2017.
https://twitter.com/GrassfedSarah/status/1761986143854498053?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1761986143854498053%7Ctwgr%5E0822086c68433779949f574c8498f5a6ac6c4167%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2Fd8a3d8aed8a8d8a7d8b1%2F2024%2F02%2F27%2Fd8a5d8b6d8b1d8a7d985-d8b9d8b3d983d8b1d98a-d8a3d985d8b1d98ad983d98ad98dd991-d8a7d984d986d8a7d8b1-d981d98a-d8acd8b3d8afd987-d8a3d985d8a7%2F
ووفق حسابه على فيسبوك، فإن بوشنل يتابع صفحة مجتمع “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” التي تأسست بجامعة ولاية كينت.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن متحدثة القوات الجوية الأمريكية روز رايلي، أكدت أن بوشنل كان عسكرياً في قيادة القوات الجوية.
وقالت رايلي في هذا الخصوص: “أستطيع أن أؤكد أن هذا الشخص (آرون بوشنل) هو طيار في الخدمة الفعلية حالياً”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلَّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بدمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان