كشف موقع “tacticalreport” الاستخباري المعروف في تقرير له تفاصيل اجتماعات داخلية عقدها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، لتقديم وجهة نظر أبوظبي في السياسة الإقليمية للدولة بعد مقتل ضباط وجنود بالقوات المسلحة الإماراتية في هجوم إرهابي بالصومال مؤخرا.
ويشار إلى أنه في أوائل فبراير الجاري، أعلنت الإمارات “مقتل ثلاثة عناصر من قواتها المسلحة وضابطا بحرينياً في عمل إرهابي”، في هجوم على قاعدة عسكرية بالعاصمة الصومالية مقديشو.
تقرير الموقع الاستخباري كشف عن موقف اتخذه حكام الإمارات بشأن تصعيد رئيس الدولة تهميشهم من دائرة صنع القرار، لا سيما ما يتعلق بالسياسات الخارجية.
وتابع أن محمد بن زايد عقد عدة لقاءات مع نائبه محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكبار المستشارين للشؤون الدولية والاستراتيجية.
وبحسب الموقع ركزت هذه اللقاءات على الدور الإنساني الإماراتي في غزة، والتواجد العسكري الإماراتي في عدة دول، ومقتل ثلاثة جنود من القوات المسلحة الإماراتية في العاشر من فبراير، في العاصمة الصومالية مقديشو.
تقرير “tacticalreport” أشار إلى أن الرئيس الإماراتي قدم موقفه لحكام الإمارات حول سياسات أبوظبي الإقليمية والدولية، وموقفه من استمرار وجود عسكري إماراتي في عدة دول.
معارضة لسياسات محمد بن زايد الخارجية
ويبدو أن أصوات عديدة داخل الدولة بدأت ترفض استمرار إرسال الجنود إلى خارج الحدود. وتؤكد على ضرورة مشاركة حكام الإمارات في صياغة السياسة الخارجية للبلاد دون انفراد ابن زايد بالقرار، يقول التقرير.
وبحسب تقارير سابقة فإنه على مدار سنوات حكمه، كرس محمد بن زايد تحويل المجلس الأعلى للاتحاد إلى مجرد هيئة شكلية في الإمارات تستدعى وقت الحاجة فقط دون صلاحيات حقيقية.
كما اكتفى الرئيس الإماراتي الذي ينفرد بالسلطات وتتجمع في يده، بعقد اجتماعات ثنائية مع حاكم دبي بشكل متباعد من أجل حصر سلطات الدولة والتحكم بسياساتها الخارجية، فيما يتم تجاهل حكام الإمارات الأخرى تماما.
ووفق معارضين إماراتيين، يسيطر الشلل التام على المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات الذي يمثل أعلى سلطة دستورية في الدولة. إذ يعود أخر اجتماع علني للمجلس الأعلى في الثالث من ديسمبر عام 2018.
ويتألف المجلس من حكام جميع الإمارات المكونة للاتحاد وهو ما يظهر حقيقة التهميش الحاصل لحكام الإمارات.
ويتم ذلك بأوامر عليا من محمد بن زايد الذي يتفرد بحكم الإمارات ويتولى رسم سياساتها الخارجية، فيما يتولى محمد بن راشد أمر الشئون الداخلية الإدارية والحكومية.
ولم ينعقد أي اجتماع علني لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد طوال ما يزيد عن عامين باستثناء اجتماعات متقطعة بين محمد بن زايد ومحمد بن راشد.
ويتم ذلك رغم مرور الإمارات بمحطات يمكن وصفها بالمفصلية مثل إشهار التطبيع مع إسرائيل وتكثيف حروب وتدخلات الدولة الخارجية.
خلافات داخلية وصمت بين حكام الإمارات
ويعكس ذلك حدة الخلافات الداخلية بين حكام الإمارات وعدم توحدهم على السياسات المتخذة مع التزامهم الصمت.
ومحمد بن زايد هو صاحب القرار الوحيد في الدولة ويرسم السياسات الخارجية لها، وذلك من دون أي اعتبار لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد الذي يشكل أعلى سلطة تنفيذية في الدولة.
وبحسب تقارير سابقة لمواقع إماراتية معارضة، تتصاعد أزمة شكاوى دائمة من حكام الإمارات الأخرى من تفرد محمد بن زايد في إدارة البلاد وتهميشه إياهم خصوصا في خططه الخارجية وتدخله لنشر الفوضى والتخريب في عدد من الدول.
ويتكون المجلس الأعلى للاتحاد من حكام الإمارات السبعة لكن هؤلاء الأعضاء باستثناء عضوية أبوظبي ودبي، لا يؤدون أدوارا في رسم سياسة الإمارات، وفق صلاحيات هذا المجلس.
وبحسب التقارير فإن أكثر شيء يسمح به الرئيس محمد بن زايد لهؤلاء الأعضاء أن يؤدوه هو استقبال السفراء والقناصل أو وزراء الوزارات الروتينية.
ويلاحظ الإماراتيون أن وزراء مثل الداخلية والخارجية والدفاع والتعليم لا يطلعون حكام الدولة الآخرين على مشاريعهم وأدائهم ويعملون فقط بأوامر من بن زايد.
وهو ما يثير تساؤلات الإماراتيين حول دور المجلس الأعلى للاتحاد بكامل هيئته وعضويته وصلاحياته، من حين لآخر.
ويخالف محمد بن زايد بسياسات التفرد في حكم الإمارات دستور الدولة. ويعد تفرده بالحكم هو الخطر الأكبر على الدولة في ظل أزمة الشرعية السياسية التي تعانيها منذ قيامها.
المصدر – موقع tacticalreport – شبكة رمضان