هكذا قادت الإمارات حملات طويلة المدى لنشر الإسلاموفوبيا وكراهية المسلمين

سلطت دراسة حديثة لجامعة جورج ميسون الأمريكية الضوء على الدور المشبوه الذي تلعبه أبو ظبي في استهداف المنظمات غير الحكومية الإسلامية والمجتمع المدني من خلال التخريب على عملها وتشجيع الكراهية ضد المسلمين.

ووفق الدراسة فإنه على مدى سنوات عديدة، تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية طويلة المدى لنشر الإسلاموفوبيا، وخاصة في أوروبا، لتأجيج التعصب والكراهية والخوف تجاه الإسلام والمسلمين.

وذكرت الجامعة أن الدراسة أظهرت دوراً بارزاً لكل من “الإمارات” و”إسرائيل” المطبعة معها في الحملات التي تقودها مراكز فكر في واشنطن لحظر بعض الأنشطة الإسلامية.

وأنجز الدراسة الطويلة لجامعة “جورج ميسون” الباحث “جيرالدتي فيتزجيرالد” تحت عنوان: التمييز ضد المسلمين والتلاعب بالمعلومات وأثره على المساعدات الإنسانية والتنمية.

تلاعب بالمعلومات

ووفق موقع “الإمارات 71 ” الإماراتي المعارض أشارت الدراسة إلى أنه منذ عام 2017، كانت هناك زيادة ملحوظة في تواتر وشدة هجمات التلاعب بالمعلومات على المنظمات غير الحكومية الدولية الإنسانية والإنمائية التي يقودها المسلمون.

وبدأت هذه الهجمات مع مجموعة مختارة من مؤسسات الفكر والرأي المناهضة للمسلمين ومقرها الولايات المتحدة، وتم نشرها من خلال مواقعها الإلكترونية الخاصة، ومواقع المنظمات ذات التفكير المماثل، وقامت بنشرها مختلف وسائل الإعلام المتعاطفة في الولايات المتحدة وخارجها.

وقد تم تصميم الحملات الناتجة في جزء كبير منها لإقناع السياسيين في الكابيتول هيل باتخاذ إجراءات تشريعية لتعطيل عمليات المنظمات غير الحكومية الدولية الإنسانية التي يقودها المسلمون ومقرها الولايات المتحدة.

تفكير تآمري

ودرس المؤلف حالة “منتدى الشرق الأوسط” MEF الذي يركز على الجمعيات الخيرية كون المنظمات الإسلامية الأمريكية الأكثر ثراءً هي في الغالب جمعيات خيرية، لذلك يقوم هذا المنتدى بتكريس نفسه لمهاجمة الشخصيات الأمريكية الاسلامية التي تدير الجمعيات الخيرية.

ولدى ويستروب تاريخ موثق في تقديم ادعاءات كاذبة وتشهيرية ضد مسلمين بريطانيين بارزين، والتي استخدمها الرجل لإثبات نفسه كخبير.

وعرجت الدراسة إلى تصنيف أبوظبي للمنظمات الإسلامية الغربية بالإرهاب عام 2014 والتي فاجأت المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء والتي أدى إلى رفضها من قِبل وكالات مكافحة الإرهاب في البلاد.

وفي كانون الأول 2014 صنفت دولة الإمارات العربية المتحدة 83 تنظيما وحركة على أنها “جماعات إرهابية”, وشملت القائمة التي غلب على أسمائها الطابع الإسلامي روابط دعوية ومؤسسات حقوقية وفكرية .

وأشارت الدراسة إلى خمسة مولدات للمعلومات التي تم التلاعب بها مسؤولون بشكل أساسي عن إنتاج المحتوى المعني، وهي (منتدى الشرق الأوسط، والمشروع الاستقصائي حول الإرهاب، ومركز السياسة الأمنية، ومعهد غاتستون، ومنظمة أمريكيون من أجل السلام والتسامح).

وقالت إن الادعاءات المقدمة في سياق هذه الحملات مليئة بالتفكير التآمري والمنطق المغالط، وتلعب على فهم ضيق بشكل خاص للمنظمات الإنسانية غير الحكومية الدولية التي يقودها المسلمون والتي تدمر الأبعاد الاجتماعية لثقافات المساعدة الإسلامية في بعد سياسي واحد.

التحريض على كراهية الإسلام

وقال موقع “الإمارات ليكس” المعارض إن أبو ظبي انتهجت المواجهة السياسية والأيديولوجية مع الإسلام السياسي عبر المنصات الإعلامية والمراكز الثقافية، والتحريض على الكراهية بمختلف أشكالها.

وشرعت الإمارات العربية المتحدة في تتبع الشبكات الاجتماعية والثقافية والتنموية لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب، حيث تجذرت منذ السبعينيات.

وفي الوقت نفسه، روجت الإمارات العربية المتحدة لنسخة بديلة من الإسلام تقوم على العلمانية وتتوافق مع شخصيات فكرية من “اليسار الإسلامي”.

وتماشياً مع سياسات التطبيع مع إسرائيل وتوقيع اتفاقيات إبراهيم برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنشأت الإمارات “بيت العائلة الإبراهيمية” في جزيرة السعديات في أبو ظبي، وهو مجمع يضم مسجداً وكنيسة ومسجداً. كنيس أو مجمع يهودي.

نموذج ليبرالي

وصاغت الإمارات تصريحاتها السياسية والدبلوماسية على أنها تجسد “الإسلام المعتدل”. على سبيل المثال، وزعمت سفارة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن أن الإمارات تحض على “قيم الاحترام المتبادل والحرية الدينية الراسخة في هيكل بنائها منذ ما قبل تأسيس الدولة في عام 1971”.

ومنذ عام 2011، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة إنتاج النموذج الإسلامي “الليبرالي” بشكل نشط، والذي يتوافق مع سياساتها الداخلية والخارجية. وهو يتناقض مع محاولات التغيير في أعقاب الربيع العربي ورفضه للقيم الديمقراطية، واعتماد الجوانب الإجرائية فقط (مثل الانتخابات) لتحقيق التمكين السياسي. وهذا يحتاج إلى مبررات أيديولوجية للتكيف مع الفشل وتأطيره ضمن رؤية وأهداف كل طرف بشكل مفتعل.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …