أعلن العقيد دكتور مهندس أحمد عبد الغفار حسن قنصوة، الضباط بالجيش المصرى، مساء الأربعاء، اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى 2018.
واتخذ العقيد أحمد قنصوة، مدرس الهندسة المعمارية بالكلية الفنية العسكرية، شعارا لحملته الانتخابية بعنوان “هناك أمل”.
وأوضح “قنصوة”، فى بيان بثه عبر قناته على موقع اليوتيوب، تفاصيل بياناته الشخصية التى قد تخفى على الكثيرين.
وإلى نص البيان:
لو كان لدينا البديل لم يكن أحدٌ ليتجرَّأ على الدستور وقواعد العدل وتداول السلطة والفصل بين السلطات
فـمَـن البـديـــــل؟! …… أنـا البـديـــــــل
أحمد قنصوه (السن: 42 سنة) عقيد دكتور مهندس معماري استشاري، مدرس الهندسة المعمارية،
الضابطُ العاملُ بالخدمةِ بالجيشِ المصري العظيم،
أُعـلنُ اعتزاميَ الترشحَ لمنصِبِ “رئيس الجمهورية” في الانتخابات الرئاسية المفترضُ بدءُ إجراءاتِها خلالَ أقل من ثلاثة أشهرٍ بحد أقصى أوائل فبراير 2018، وفق ما حدده الدستور والقوانين ذات الصلة من إجراءات وضوابط، وعلى ضوء أهداف ومطالب ثورة 25 يناير و30 يونيو.
ولكي لا يقول قائلٌ أني أسلكُ بإعلاني هذا مسلكًا غيرَ شرعي، ستجدون بالمنشور السابق بصفحتي على موقع “فيسبوك” جميع بياناتي الشخصية والاجتماعية والمهنية، كما ستجدون بالمنشور الذي يسبقه ملخصًا بجميع الإجراءات القانونية التي اتخذتـُـها بغرض التمكن من مباشرة حقوقي السياسية والترشح بالانتخابات ووجهت بالتعنت، وذلك ببدء مشوار الاستقالة من الخدمة في مارس 2014، بعد يومين من (وكنتيجة لـ) إعلان رئيس الجمهورية الحالي نيتـَـه الترشحَ للرئاسة ، وحتى يومنا هذا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف لم يُحسم هذا المسعى ولم يتم قـَـبول الاستقالة!! فأقمت إحدى عشرة دعوى قضائية، اختصمت فيهم رئيسَ الجمهوريةِ ورئيسَ الوزراءِ ووزيرَ الدفاعِ ورئيس مجلس النواب وغيرَهم بصفاتهم ، بواقع 3 دعاوى أمام اللجان القضائية للقوات المسلحة، و7 دعاوى أمام محاكم مجلس الدولة منهم واحدة مستمرة، ودعوى قضائية واحدة أمام المحكمة الدستورية العليا ما زالت منظورة. … مع العلم بأني التزمتُ طيلةَ خدمتي بالقوات المسلحة بجميع متطلبات العمل على أكمل وجه دون ذرة تقصير، ولم يوقَّع عليَّ أي عقوبة انضباطية أو تأديبية على الإطلاق، بل ثناءً وتقديرًا من أعلى أعلى المستويات حتى هذه اللحظة
ولما كانت أحكام القضاءِ تصدرُ “باسمِ الشعبِ” الذي هو وحدُهُ مصدرُ كلِّ السلْطات، فقد قررتُ هذهِ المرة أن أضعَ الأمرَ كلَّهُ أمام الشعب من خلال هذا الإعلان … وإن عابوا عليّ إعلاني الأمر وأنا مازلتُ بالزي الرسمي – زي الشرف والكرامة والتضحية الذي ما ارتديته إلا لأحمي الوطن والحق- فأولاً: أنا لست الوحيد الذي فعلها، فعليكم بمسائلة السابقين!… ثانيًا: أنا لا أملُـك أمر خلعِه لأترشحَ رغم محاولاتي العديدة … وثالثًا: أنا لست متمردًا ولا منشقًا ولا عاصيًا للأوامر العسكرية، بل فخورٌ بعملي ومستمرٌ فيه كأحسن ما يمكنِّي حتى يتمَ تقويمُ هذا الوضع القانوني الجائر وأنتزعَ حقي في الترشح، الذي هو حق لصيق بشخص كل مواطن بنص الدستور لا يحرمني منه انتمائي للجيش، شاء من شاء وأبى من أبى
وأتبرأ من كل من يفهمْ إعلاني هذا على أنه تمردٌ أو دعوةٌ لاتخاذ أي موقف فردي أو جماعي داخل صفوف الجيش .. أربأ بالزملاء وبنفسي أن نكون معاول هدم في البنيان الذي ندين له جميعا، أو أن نخالف يمين الولاء بأن نكون أداة باطل في يد أي عابث بوحدة وسلامة الوطن وشعبه وأرضه وجيشه، جيش مصر، وليس جيشَ كائنٍ من كان … إنما هو مجردُ إعلان فردي عن اعتزام الترشح اضطررت لإشهاره بهذا الشكلِ عندما سُـدَّت أمامي السُـبُلُ بعد ما خضت معركة قانونية طويلة ومحبطة ومستمرة حتى الآن!
وأنا في ذلك لا أدّعي أني أكثرُكم فضلاً أو شجاعة، ولا أنا نبيًّا ولا طبيبًا ولا فيلسوفًا!! إنما أنا فردٌ منكم لي أخطائي وسوءاتي، وأشهدُ مثلُـكم ما آل إليه حالُ الوطنِ وأهلِه والإقليمِ بأسرِه، وعز علي أن يشيِّع الخبثاء ثورةَ ينايرِ وأبطالَها ومطالبَها إلى النسيان! ….. لا وألف لا … لن ينجحوا في وأد حلمِنا بالحق والحرية .. وسنصل إلى مكاسب تليق بالثمن المدفوع من دم وأعمار خيرةِ أفراد الشعب المصري.
كما عز علي أن أتخاذلَ عن نصرة وطني بما أراه واجبًا على كل من يرى في نفسه الصلاحيةَ لذلك رغم ما يحيط بهذا الإقدام من مخاطر محتملة ومنغصات محتومة …… فلن ننتظرَ حتى قيامِ الساعةِ كي يتوقفَ الفرقاءُ عن التنابذ والمزايدات ويقرُّوا تقديمَ المصلحة العامة على الرؤى الضيقة، أو نستهلكَ أعمارَنا القصيرةَ في انتظار قيام تحالفٍ سياسي كفءٍ جامعِ واسع الانتشار ذي خطة شاملة ليقودَ المسيرة، عازفين عن مصارحة أنفسنا! .. فمتى سيولدُ ذلك التحالفُ الخيالي؟ وكيف سينشأُ في ظل الظروف الحالية؟! .. أو نتوقعَ من خصومنا منحَـنـا ظروفًـا مثالية للعملية الانتخابية، علمًا بأننا لم نستطع اقتناصَها حتى وقت أن كانت الغلبة لصوت الحرية! وعلى الرغم من أنّنا نستطيع ان نفرضها واقعًا ملموسًا بالتواجد والتوحد والضغط والمراقبة، لنقللَ فرصَ التدليسِ ونزيدَ من فرص العمل الجماعي ومن ثم النزاهة،…… وإلا فليدلني أحدُكم على الطريق البديل! … حيث أن المقاطعة لم تعطكم شيئًا من قبل، ولم يمنعُ غيابكم عن الصورة العالمَ من التعامل مع متصدريها وإغراقِـنا بالديون!
أَكُـلُّ هذا الجدل بينما يصارعُ الشعبُ قسوةَ واقعه الذي يزداد ألمًا بمعدل متسارع مفجع في أوضحِ دليل على اختلالِ الأحوال؟! ويطحنُه السعيُ نحوَ أبسطِ متطلبات المعيشة في ظل ازدياد قياسي للتضخم والدين العام وسفه الإنفاق، وتراجع قياسي لعملته المحلية، بينما يتقيّأ البعض في وجهه تصريحات من نوعية أن حتى “التعليم سلعة” و”الرعاية الصحية سلعة”!! حتى استفحل الداءُ وعز الدواء، وتحول المجتمع إلى جزر آنفة هشة تكاد تغرِقُ في بحر متلاطم من الفقر والعوز لا عاصم منه إلا بالعدل وحسن الإدارة، ولا يفوت الإرهاب الأسود الفرصة بالطبع، فيخيم على واقعنا ويطلُّ بوجهه الكريهِ ليحصدَ أرواح الأبرياء من المدنيين ومن أغلى الأحبة رفاق السلاح، جيشًا وشرطة!
والله لا يحدث لكم هذا في حياتي وأقف عاجزًا مكتوف الأيدي مشلول اللسان … أبداً … مهما كانت العقبات والعواقب .. يظل #هــنـــــاك_أمــــــل
واجبُ الوقت ألّا نتركَ الساحةَ للمشبوهين من جاهل أو فاسد أو خائن، فما عَقَمَت مصرُ عن إنجاب من يقودُها برشاد، وآن لها أن تحظى بقيادة نجبائها، وآن لثقاتها أن ينفضوا العجز عنهم ليواجهوا جَـلـَـدَ الفاجرين … وحتى لو استمر خرقُ رداءِ العدل والحرية في الاتساع، فلطالما دأبَ شرفاء الوطن على رتـقه بأرواحهم، وشرف لي أن أتبعهم. لذا … ألزمتُ نفسي أن يكونَ فرضُ كفايتِكم فرضَ عينٍ عليَّ فيما بَـقِى لي من عمر وحرية … فإن عانت مصر على جميع الأصعدة وصارت إلى هذه الحالة من الوهن الذي لا يخفى على قريب أو بعيد، لتقفزُ عقولُها من سفينتها وتصبح غايةُ شبابها مفارقةَ أرضِها ويقتل القلق أهلها …… فـأنـا لها … وإن توانى القادرون ذوو التأثير والمكانة عن حَمل حَملِها ورفع لواءها ونأى كل منهم بجانب أو أوى إلى بلد يعصمه المخاطرة … فأنا لها … أنا لها
وإلى من يدَّعون أنهم طيعون جدًا في نزع الملك …
نحن نخشى على أوطاننا من عواقب انتزاع ما تدعونه ملكًا قبل أوانه، ومن تبعات إطالة أمده بعد أوانه أيضًا سواءً بسواء، فإن كنتم مثلَـنا وتشاركونا الخشيةَ على الوطن (وذلك ما نرجوه) فلا ترهبونا بما لاقت هذه الدولةُ وتلك، بينما تدفعوننا في عجلةٍ إلى مصائرهم!! ولا تقامروا بسلامة الوطن وتختبروا صبرنا أكثر من ذلك … بل أعلوا مصلحة الوطن، وبرُّوا اليمين الدستوري ولندعَ الكلمةَ للشعب في انتخابات حرة عادلة شفافة يعرف فيها كلُّ مرشحٍ وزنَه … وقتها فقط يكن صنيعُكم مشكورًا
نعم هــنـــــاك_أمــــــل
رغم أنني بالطبع أشفقُ على أهلي وأحبتي من جزع سيصيبهم حتماً وهم يسمعون هذا الكلام معكم الآن لأول مرة، وأعتذر لهم إن تسبب إعلاني هذا في تكدير صفو حياتهم لاحقًا، وعذري أن دافعي هو الأخذُ بأيدي أبنائنا جميعًا نحو مستقبل أفضل.
أشفق عليهم .. بل أخاف عليهم! … وبونٌ شاسعٌ بين الخوف والجُـبـْـن يدركه جيدًا أولئك المتمترسون خلف القوة والبطش دون ضمير وازع أو قانون رادع، ويدركه أيضًا هؤلاء الساكتون عن الحق المبتلعون ألسنتهم خوفًا أو طمعًا أو غفلةً … فلو كنت جبانًا ما كان هذا دربي، في زمن أصبحت فيه “التصفية الجسدية” خبرًا اعتياديًا يحتل عناوين الصحف الرسمية وتطالعه الأعينُ وهي في طريقها إلى صفحات الرياضة فلا تحفل ولا تجفل! … وأضحى الاختفاء القسري هو غولُ هذا الزمان الذي نخيف به الأطفال … وأمسى الحبس الاحتياطي مستقرًا للكثيرين يعمرون فيه شهورًا وسنين عددا … وكادت إذاعةُ المكالماتِ الشخصيةِ على الهواء أن تكون فقرةً ثابتةً في برامج المساء والسهرة….. وبتنا نعرف أدق أمورنا من منصات “الأغيار”! … أشفق عليهم وعلى كل من يتصدى لقسوة المرحلة، أولئك الذين اعتادوا تقدمَ الصفوفِ مدفوعين بإرادة التغيير والإصلاح مسلحين بالإخلاص للوطن، فإذا بهم فجأة يواجهون الشدةَ وحدَهم بعد انفضاض الأكثريةِ عنهُم وتركهم للمجهول، وكم ذا بتاريخنا من بطولات تم “دهس” أصحابها .. ولكنه سمتُ النفوسِ الأبية التي لا ترضى الضيم ما انفك يوردها المهالكَ راضيةً مرضية فداءً للكافة، في بلادي التي اعتادت طيلةَ تاريخها أن تقرير مصيرها وأرواح أبنائها وأوجه إنفاق مواردها يتم فقط بقرارات فردية فوقية، بينما من ينتزعْ سدةَ حكمِها يأبَ إلا أن “ياخد السلم معاه فووووق”!
عذراً على الإطالة… فأنا أعرف للأسف ما ستحمله لي اللحظاتُ التاليةُ على النشر ، وأردت استثمار الفرصةِ بإعطائكم صورة شاملة عمن يخاطبْكم ويخطبْ تأييدكم، على أن أتبعها حسب الأحوال بإعلان فريق عمل من أنبغ أكفاء الوطن المخلصين، وبرؤيتي لخارطة طريق الفترة الرئاسية القادمة نحو مصر العدل والعلم والحكم الرشيد .. مصر التي تتجاوزُ صورتـَها النمطيةَ كرأسٍ متضخم مركزي يتبعه جسد عليل، ليتعاظم فيها دور الأقاليم وصلاحياتُ المحافظات…. مصر التي يخط شعبُها خطة مستقبلهم العادل المستنير دون تدخل أو وصاية أو تسول أو تنصل من الالتزامات الدولية .. وآن لنا أن نرى فيها ما نغبطُ عليه العالم المتقدم من شفافية ومواطنة وتداول سلطة وحكم القانون، لنتشارك الرأيَ والمشورةَ بشأن ذلك كلِه… إن كان لنا عـُـمْرٌ وحرية
دائمًا هــنـــــاك_أمــــــل
أودُّ أن أؤكدَ على الآتي:
لا أحسَب نفسي على أحدٍ ولا أنتمي لأي تيار على الساحة من أقصاها إلى أدناها، إلا الوطن و”جميع” أهله على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم طالما اتخذوا السِـلم طريقًا وحقوق المواطنة منهاجا،
وأقسم بالله العظيم أني لا أمثل هذا ولست مدفوعًا من ذاك ، ولست أرعنًا أو حالمًا أو تابعًا أو “طرطورًا” !! ولا باغي سلطة ولا طالب شهرة ولا داعي فتنة،
ولا أنا مغامرٌ مستجَـدٌّ يختبر حظـَّـه فيكم، ولا مناورٌ أريبٌ يخفي ما لا يبدي … وأقول ما تسمعون وأنا أعـي وأعـنـي كل حرف فيه، وأعرف ثِـقل الحمْل واستفحالَ مشكلاتِ الحاضرِ المتزايدَ يومًا بعد يوم …. وأعرف أن بإعلاني هذا فإن ما بقِى من حياتي لن يصبح أبدًا مثل ما سبق منها، وأني بهذه الخطوةِ أضم إلى قائمة خصومي –القصيرة للغاية- قطعانًا ذوي أنفسٍ منحرفةٍ ليس لهم حظ من دين ولا ذمة ولا ضمير، وأضع نفسي وأهلي في مرمى سهام البطش والتنكيل والغدر، وأطرح سيرتي وعرضي على موائد سوقة الشتامين والمنافقين والمرتزقة وسفهاء العقول لتصبحَ عرضة للتشويه والإساءة بكل نقيصة .. لكِـن
لكني مؤمنٌ بكم …
وأصبح لا يهدأ لي حالٌ ولا يهنأ لي بال بالوقوف سالمًا على البر بينما الأنواء تلوح في الأفق لكل ذي بصيرة، ولم تــُـرجعني كثرةُ خُذلان من صدعوا بالحق في أوطاننا، فآثرت أن نتحدى معًـا تاريخنا……
مؤمنٌ أيضًا بأني لا أبالغ حين أزعمُ قدرتي على تغيير الواقع وتبعاته إلى الأحسن بعون بني مصر المخلصين في الداخل والخارج، وبمساندة الأكْفاء الشرفاء في كل أجهزة الدولة (وهم كثيرون “جدًا” لو كنتم تعلمون) وفقط .. فقط بنصف أمل وعزم صباح 12 فبراير 2011 …
بل أنتم من تبالغون في الحط من قدراتكم إن رضيتم بالهم الماثل أو سلمتم باستحالة التغيير السلمي الديموقراطي رغم أنكم لا تدرون لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، قبل أن ننزلقَ إلى أتون صراع لا يبقي ولا يذر، وقانا الله شره …
فهل أقنعونا أن التضحية بالحريةِ والعدلِ والتعليمِ والصحةِ والاقتصادِ ستجلبُ الأمن؟! هل صرنا أسرى لا دية لهم يتم التلاعبُ بأرزاقهم ومعيشتهم ومواردهم ؟! .. هل رضينا بالعيش أمواتًا؟! .. هل استكنا للهزيمة؟! … حاشانا أن نكون، وإلا فلينتظرَ كل منا دوره تحت رحايا الظلم التي لا تتوقف ولا تشبع ولا عزيز لديها … أفيقوا … استمسكوا بالأمل … اتحدوا مرة بحق دون أن تغنموهم تنازعكم، وستكونُ هي المرة …. نعم أنا فرد وحيد دون فئة تنصرني أو جهة تقويني، لكن الاستقواء الحق يكون بكم أنتم، عموم الشعب، الفئة الوحيدة التي ما اختارت كفة إلا رجحتها … ومع ذلك أنا لا أطلب منكم الدفاعَ عني، بل الدفاعَ عن أنفسكم وعن مستقبل بلدكم وعن حقكم في الاختيار … دعوا عنكم خوف البطش، فوالله إني لشاهد عيان على أن أرباب التسلُّطِ والإفساد يرتعدون منكم أضعاف أضعاف ما تخشونهم، واتركوا الاعتقاد الخاطئ بأن العالم سيحول بيننا وبين التقدمِ والرفعة… العالم لا يستطيعُ دفعًـا لمن يأخذون كتابهم بقوة ويملُكون زمام أمورهم، ولسنا قطعان ماشية ننتظر من غيرنا تقرير مصيرنا، ولنا في الشعوب التي سلكت طريق الحكم الرشيد أسوة، ولنا في الشعوب التي حادت إلى حكم الفرد والطائفة والأجهزة عبرة …..
ودعوا عنكم تلك النظرة البائسة كلما نظرتم إلى أنفسكم أو أحبائكم وتفكرتم في الواقع والمستقبل …. أنتم والله تستحقون واقعًا أفضل ومستقبلاً أفضل … زرت أكثر من 30 مدينة في أربعة قارات، وفي كل زيارة كانت الحسرة على ما نحن فيه تفسد عليَّ الوقت مرددًا في نفسي أننا أيضًا نستحق واقعًا أفضل ومستقبلاً أفضل في بلدنا لتستمرَ لنا سكنًا ووطنًا عزيزًا قويًا ذا منعةٍ معتزًا بمحيطه بين الأشقاء والأصدقاء كبلد عريق أبي … مصر .. أحب وأجمل الأشياء، التي علمتنا أن الجسارةَ هي شرطُ المحبة.. وها أنذا أتقدم لها … حاملاً روحي على كفي، مخاطبًا إياكم من مصر المحروسة –وليس من خارجها- واضعًا استقرار وسلامة أسرتي على الحافة … مواجهًا من لا يقنعون بذبح الشاة إلا بعد سلخها، عالمًا بأن ضريبةَ ما أفعل لا سقف لها، واعدًا إياكم أن أقفَ ثابتًا على قدمي ما استطعت فماذا أنتم فاعلون؟!
ماذا أنتم فاعلون؟!
والله هــنـــــاك_أمــــــل
أخيرًا …
إذا لم يلق خطابي هذا صدىً لديكم، ولاقى من البعضِ عنَـتـًـا وجدَلاً، وخلافًا على اختلافٍ على اختلاف! وربما من البعض هزْلاً في مواضع الجد كما جرت العادةُ…. واستفرد بي الزبانية .. فسيجدونني والله هانئ البال مرتاح الضمير، مسامحًا الجميع، وراضيًا كل الرضا أن أكون مجرد خطوة منسية على طريق الشعب نحو العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مستأنسًا بقول الشاعر:
لم يَـضُـرَّنـا أنـَّـا شـقيــنا ومُـتْـنا ……… قـد نَـجَـونا بـعِـرضنا، وكَـفانـا
ولألق مصيري مطمئنًا أني أبدًا لم أستكن للخنوع، وواجهت بشجاعة واستقامة ما أُنكر واضعًا نصب عيني شرفَ وبطولاتِ العسكرية المصرية، ولأترك لأبنائي ميراثًا من العزة يفتخرون به وبه يقتدون، فلا عشنا ولا كنا لو أورثناهم الجُبـن والمهانة والخمولَ …. وليقضي الله أمرًا كان مفعولا.
اللهم هذه كلمة الحق كما أراها، أرفع بها صوتي غير متهيـّـبًا إلاك في وجه من أنت بهم أعلم،… فتجلّى بعدلك
ربنا فاجعلني -أو اجعل من هو خير مني- وسيلتك لترزقَ هذا البلد الأمينَ الطيبَ أهلـُـه بعد الفقر غني، وبعد الذل كرامة، وبعد الظلم عدل، وبعد الفرقة وحدة، وبعد اليأس أمل، وبعد الحزن فرحة، وبعد الخوف أمنًا وسكينةً وسلاما
أقبل رأس أمي وزوجتي وأولادي، وأعتذر لهم وأستودعهم من لا تضيع ودائعه .. بعد أن كتبتُ وصيتي وتوكلت على الله.