ضابط مخابرات أمريكي سابق يكشف الأسباب التي أدت لانتصار حماس

أكد خبراء أميركيون أن حركة حماس انتصرت على إسرائيل وأن نجاحاتها غير المتوقعة ستلهم الأجيال القادمة في فلسطين والبلدان العربية كافة.

وأشار ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكي السابق “سكوت ريتر” في صريح لموقع “الجزيرة نت”، إلى أن حركة حماس أصبحت أكثر من منظمة أو جماعة في صورتها المادية التقليدية.

وأضاف “سكوت ريتر” للمصدر أن “حماس أصبحت مفهوما أوسع لمعنى المقاومة، وعلينا أن نتذكر أنها قامت بعمل لم يقم به من قبل إلا الجيش المصري الذي استطاع هزيمة الجانب الإسرائيلي في ساحة القتال، وتابع أن “حماس انتصرت بالفعل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يمكن تغيير ذلك”.

وأسفرت عملية “طوفان الأقصى” -التي بدأت بهجوم مفاجئ شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل- عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وإصابة ألفين آخرين واحتجاز أكثر من 240 شخصا لدى حماس.

ودفع ذلك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فورا إلى إعلان أن بلاده “في حالة حرب وأن الجيش الإسرائيلي سينتقم”.

ولفت سكوت ريتر إلى أنه “عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 انتصرت مصر، بعد ذلك قامت إسرائيل بهجمات مضادة وقوية، لكن ذلك لم يغير أن القاهرة انتصرت.

والشيء نفسه مع حماس اليوم، لقد انتصرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى لو قامت إسرائيل بالعمل على تدمير الحركة”.

استلهام حرب 6 أكتوبر

وكانت صحف عبرية شبهت الهجوم بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل.

واعتبر الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي “ألون بينكاس” في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” بعنوان “7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل” هجوم حماس بمثابة كارثة إسرائيلية مروعة.

إذ فشلت الدولة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره.

وحمّل الكاتب “الفشل الذريع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنها مسؤوليته، وينبغي أن يحاسب في اليوم التالي لانتهاء الحرب”.

خسرت إسرائيل وانتصرت حماس

ونقلت “الجزيرة” كذلك عن البروفيسور “أفراهام شاما” من جامعة نورث ويسترن قوله إنه بغض النظر عن الكيفية التي تتكشف بها حرب غزة وما جرى وما يجري الآن فقد خسرت إسرائيل بالفعل وانتصرت حماس.

واستشهد أفراهام شاما بمغادرة مئات آلاف الإسرائيليين منازلهم في الشمال والجنوب، وانتقالهم إلى ملاجئ أو مراكز آمنة نسبيا في وسط البلاد، وإغلاق مدارس وجامعات كثيرة أبوابها، وتدهور الوضع الاقتصادي بصفة عامة.

وقال أفراهام شاما إن “الإسرائيليين عانوا من نوع آخر من الخسارة، وهو شعور بخسارة عميقة وطويلة الأمد، وهذه الخسارة مست نفسياتهم بالأساس وإحساسهم بالذات الجماعية والرفاهية، ويمكنك سماع ذلك في أصواتهم وتدويناتهم واختيارهم للكلمات ويمكن رؤيتها على وجوههم”.

تحطيم النفسية الإسرائيلية

واعتبر الأكاديمي أنه رغم “خسارة أكثر من 13 ألف فلسطيني فإن حركة حماس تمكنت من غزو بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 9 ملايين نسمة ولديه جيش قوي، وهو ما نجح في تحطيم النفسية الإسرائيلية ودفع تجديد الكفاح الفلسطيني من أجل إقامة دولة مستقلة إلى الواجهة العالمية”.

وبدوره قال البروفيسور “ستيفن والت” من جامعة هارفارد إنه “وكما هو متوقع يلوم كل جانب الآخر، تصور إسرائيل ومؤيدوها حماس على أنها ليست سوى عصابة وحشية من الإرهابيين المدعومين من إيران الذين هاجموا المدنيين عمدا”.

حدود القوة

واعتبر ستيفن والت أن السمة الجديدة لهذه الجولة الأخيرة من القتال هي أن حماس حققت مفاجأة شبه كاملة مثلما فعلت مصر وسوريا قبل 50 عاما خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وأظهرت قدرات قتالية غير متوقعة، وقد ألحق الهجوم أضرارا بإسرائيل أكثر من أي من حروبها السابقة.

وأبان ستيفن والت أن الهجوم الذي قامت به حماس صدم المجتمع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الحرب الجارية قد تكشف أيضا عن حدود القوة “والحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى.

والدول القوية تفوز أحيانا في ساحة المعركة وما زالت تخسر سياسيا، انتصرت الولايات المتحدة في جميع المعارك الكبيرة في فيتنام وأفغانستان، لكنها خسرت في النهاية كلتا الحربين”.

المصدر – شبكة رمضان – وكالات

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …