خرج الكاتب السعودي المتصهين والمقرب من الديوان الملكي عبد الرحمن الراشد، بمقال جديد في صحيفة “الشرق الأوسط” يتبنى فيه رواية الاحتلال الإسرائيلي حيال الحرب الوحشية على قطاع غزة، مبرراً جرائم الاحتلال بدعوى محاربة التطرف حيث وصم حركة المقاومة الفلسطينية حماس بـ”الإرهاب” وبأن العالم كله يشن حرب بقاء ضد المتطرفين.
وقال عبد الرحمن الراشد في مقاله إن “حماس ليست وحدها في معركة بقاء ولا إسرائيل فقط التي تقاتل لمسح المهانة واسترداد مكانتها” مبرراً لها جرائمه في القطاع الفلسطيني المحاصر بدعوى أن: “المنطقة كلها على فوهة بركان وغزة هي زر التفجير” حسب وصفه.
ووصف الإعلامي السعودي المحسوب على محمد بن سلمان: “الحروبُ (مثل الحرب على غزة) بأنها موسمُ الصيدِ للجماعات المتطرفة” في محاولة يائسة لإقناع العالم المتعاطف مع الفلسطينيين بأن القضاء على المقاومة يعني بلسان إسرائيلي “نهاية الإرهاب والتطرف”.
خلط الأوراق بين حماس والقاعدة
ولخلط الأوراق شبه الكاتب الحرب الوحشية على غزة كتلك التي في أفغانستان وبأن طالبان مثل حماس، نجحت في اجتذاب من وصفهم الشباب المتطرف للمساجد والبيوت والمدارس عام 2001 وهو ما كان في العراق عام 2003 حسب مزاعم الراشد.
وادعى عبدالرحمن الراشد الذي يوصف بالمتصهين بأن من وصفها الجماعات المتطرفة “واصلت زحفَها واستهدفت هجماتُها أكثرَ من نصفِ الدولِ العربية ما بين 2003 و2010 وعندمَا فشلتْ في إحداثِ التغيير بالسّلاح، انفجر ما سمي الربيع العربي” ليشيطن الحراك الشعبي الذي أسقط أعتى الأنظمة الوحشية والاستبدادية في العالم.
وفي سياق شيطنته للشعوب لصالح الأنظمة المستبدة وبكلمات لا تختلف عن تلك التي ينطقها الرؤوساء والمسؤولون الذين يديرون أفرع المخابرات العربية “سيئة الصيت” ذكر الإعلامي السعودي أن “الربيع العربي جلب الجماعات الجهادية للمنطقة من تونس ومصر إلى العراق واليمن وغيرها”.
ودمج الكاتب السعودي ذلك بالحديث عن قضية القطاع الفلسطيني المحاصر: “أزمةُ غزة معركةٌ واحدةٌ في حربٍ مستمرة (في تبرير لإسرائيل هجماتها وجرائمها) وتلعبُ اليومَ دورَ الشاحن، كما فعلت أزماتُ أفغانستان والعراق ودول الربيع”.
وليظهر بمظهر إنساني متباكي على ما يجري تحدث عبد الرحمن الراشد عن أن “المعاركُ في شمال غزة ومآسيها تكاد تحجبُ دخانها عن رؤية ما يتشكّل في المجتمعات العربية”.
تلميع النظام السعودي والتطبيل له
وراح الإعلامي المتصهين بالتبرير للنظام السعودي موقفه المتخاذل عن غزة بأن الرياض “أخذت خطاً رسمياً واضحاً، مع غزة، وضد الهجومِ الإسرائيلي” حسب زعمه.
وتناسى عبدالرحمن الراشد كل ما قامت به السعودية في التقرب من إسرائيل ومحاولة التطبيع معها ـ وهو المشروع المستمر حتى الآن ـ وتحدي المتعاطفين مع غزة عبر اعتقالهم والتضييق عليهم مطبلاً لما يسمى “القمة العربية الإسلامية” في الرياض والتبرعات الظاهرية التي أعلنت عنها سلطات بلاده للفلسطينيين.
كما شبه الكاتب المتصهين “أبو عبيدة” المتحدث باسم القسام، بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، زاعماً أن إسرائيل تستفيد منهم ومن خصومتها مع حماس وبأن تغذي خطاب التطرف في المجتمع من خلال جرائمها الأخيرة.
وتوجه الأنظمة العربية الاستبدادية مثل الإمارات والسعودية كل أجهزتها الإعلامية وجيوشها الإلكترونية وأقلامها من نماذج عبد الرحمن الراشد، في سبيل شيطنة المقاومة الفلسطينية واستغلال التعقيدات السياسية على الأرض لتلميع الحكومات المطبعة وتلك التي تعمل على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ44، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد أكثر من 200 فلسطيني في القصف الذي استهدف مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.
ويتزامن هذا مع انبطاح عربي غير مسبوق على مستوى الحكام، بل وصل الأمر ببعض أنظمة الدول العربية لتبني روايات الاحتلال ودعمه، ومهاجمة المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب، كما فعلت الإمارات والبحرين على سبيل المثال.
المصدر – صحيفة الشرق الأوسط