يتمتع النجم السنغالي ساديو ماني، بروح خيرية ويعمل جاهدًا على دعم المجتمعات الفقيرة في جميع أنحاء العالم، ويستخدم ثروته ونجاحه في كرة القدم لدعم المشاريع الإنسانية والخيرية.
وتثير بساطة حياة ماني انتباه الجميع لأنه لا يعيش حياة الترف والبذخ، ويفضل أن يصرف ثروته في تحسين ظروف الحياة في مسقط رأسه.
ولا ينجرف النجم السنغالي وراء النجاح أو الشهرة أو المال، كما يحدث للنجوم الآخرين الذين يكرسون جزءًا كبيرًا من ثروتهم لتبديدها بلا معنى.
وفي الحلقة الثامنة من السلسلة، سيكون الحديث عن ماني الذي لا يناسب الصورة النمطية للنجم المليونير، لأنه غير مقتنع بحياة الترف والبذخ.
وقال في مقابلة مع صحيفة “تيلي دكار” السنغالية: “لماذا أريد 10 سيارات فيراري و20 ساعة ماسية وطائرتين؟ كيف سيساعد ذلك العالم”.
وأضاف: “كنت أتضور جوعًا، وعملت في الحقول ولعبت حافي القدمين. أريد مساعدة السكان المحليين”.. وهذا ما فعله في مسقط رأسه “قرية بامبالي التابعة لمدينة سيديو السنغالية”.
وتقع قرية بامبالي على ضفاف نهر كازامانس على بعد أكثر من 7 ساعات من العاصمة داكار، ولم يكن فيها مستشفى، ما تسبب بوفاة كثيرين بسبب عدم حصولهم عن الرعاية الطبية المناسبة، ومنهم والد ماني نفسه! وحل ساديو المشكلة ببناء مستشفى في القرية.
وبنى ماني مدرسة أيضًا وقدم لكل طالب فيها جهاز حاسوب محمول، كما قام بتمويل بناء محطة وقود ومكتب بريد وملعب، وتبرع أيضًا بمعدات رياضية لجميع أطفال القرية.
وقام ماني بتأمين تركيب شبكة اتصال من الجيل الرابع (G4) للقرية بأكملها. وبالإضافة إلى ذلك، يمنح 70 يورو شهريًا لكل شخص في المنطقة الفقيرة جدًا بالسنغال، ما يساهم في تحسين حياة العوائل.
وأكد ماني أن المهم بالنسبة له هو ألا يتغير المرء عندما يصبح نجمًا وقال: “لا أعتقد أنني فعلت ذلك (تغيرت). وبالنسبة لفتى قادم من قرية صغيرة، فإن هذا نصر كبير”.
وعندما سُئل عما إذا كان يرغب في العيش مثل نيمار أو رونالدو، أجاب ماني: “لا! أتابعهما على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يكفي بالنسبة لي. أحب الحياة الرائعة التي يعيشانها، لكنني لا أعتقد أنها تناسبني”.
طفولة قاسية
ولد ماني في بلدة بامبالي في عمق السنغال، وتبعد 400 كيلومتر عن داكار عاصمة البلاد. وفي طفولته كانت أولوية عائلته هي الدراسة ومساعدتها في جني المحصول.
وكان عمه يشكك في إمكانية احترافه لكرة القدم ولا يؤمن بإمكانية أن يحقق حلمه، وكان يقول له “كيف ستنجح في كرة القدم؟ لست غنيا ولا أملك أي مال لإرسالك إلى التدريبات”، غير أن ساديو حقق نجاحا باهرا.
وتبرع ماني بنحو 350 ألف دولار لبناء مدرسة، و693 ألف دولار في 2021 لبناء مستشفى في قريته، كما تبرع بـ 45 ألف يورو لمساعدة مصابي فيروس كورونا في السنغال.
وشوهد الدولي السنغالي ينظف حمامات مسجد في مدينة ليفربول، ويحتضن جامعي الكرات ويساعد في حمل زجاجات المياه الخاصة باللاعبين، كما ظهر ممسكاً بھاتف شاشته مكسورة.
الفعاليات الاجتماعية والإنسانية
يشارك ساديو في العديد من الفعاليات الاجتماعية والإنسانية، ويعتبر واحدًا من اللاعبين الأكثر نشاطًا في هذا المجال. ومن بين الفعاليات التي شارك فيها:
1- تأسيس مؤسسة “Sadio Mane Foundation” والتي تعمل على توفير الدعم للمشاريع الاجتماعية في السنغال ودول أفريقيا الأخرى.
2- تبرع ماني بمبلغ كبير من المال لبناء مدرسة في قريته الأصلية في السنغال.
3- شارك في حملات التوعية حول العنف والتمييز العنصري والتحرش الجنسي في كرة القدم والمجتمع.
4- شارك في حملات التوعية حول الأمراض المتنقلة في أفريقيا، مثل مرض الإيدز والملاريا.
5- قدم الدعم للمشاريع الاجتماعية في ليفربول والمناطق المجاورة للنادي، مثل توفير الدعم للمأكولات والمشروبات للمحتاجين.
6- تبرع بمبالغ كبيرة من المال للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في بلده الأصلي السنغال، وكذلك في عدة دول أفريقية أخرى.
7- شارك في حملات جمع التبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وقدم الدعم المالي للمشاريع الإنسانية في الشرق الأوسط.
8- شارك في حملات جمع التبرعات لمساعدة الناجين من الزلزال في نيبال عام 2015.
9- دعم مشاريع البنية التحتية في السنغال، مثل بناء الطرق والجسور والمدارس.
وهذه بعض الأمثلة فقط من الفعاليات الإنسانية التي شارك فيها ساديو ماني، حيث يسعى دائمًا لتقديم مساهمات إيجابية لدعم الأفراد والمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
ولا يتمتع ساديو بسيارات فارهة أو فاخرة، بل يمتلك سيارات بسيطة وعملية تستخدمها للتنقل اليومي والتدريبات. ومن بين السيارات التي يمتلكها: “مرسيدس بنز AMG GT، فولكس فاجن جولف GTI، أودي Q7، سيارات من تويوتا وهيونداي”.
المصدر – شبكة رمضان – وكالات