تشير الدلائل كافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يريد جدياً تنفيذ عملية تطهير عرقي واسعة النطاق بحق الفلسطينيين، يتم إجراؤها بسرعة البرق وبمساعدة الولايات المتحدة، وفق ما ذكره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وحسبما ترجمه (وطن) عن الموقع فإنه مع بدء الاحتلال في القيام بعمليات توغل برية محدودة في شمال غزة، انتشرت تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ خططا لتهجير معظم أو كل سكان القطاع إلى الأراضي المصرية المجاورة في سيناء.
وباتت هذه المخاوف متزايدة مع تقرير أشار إلى مسودة قرار من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، تحدد الخطوط العريضة لخطة التطهير العرقي في غزة.
خطة التهجير إلى سيناء
وأثارت صحيفة “فايننشال تايمز” مخاوف أخرى مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارس ضغوطاً على الاتحاد الأوروبي بشأن فكرة دفع الفلسطينيين في القطاع للانتقال إلى سيناء تحت غطاء الحرب.
وزعمت الصحيفة أن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك جمهورية التشيك والنمسا، رحبوا بالفكرة وطرحوها في اجتماع للدول الأعضاء.
وقال دبلوماسي أوروبي لم يذكر اسمه لصحيفة فايننشال تايمز: “حان الوقت لممارسة ضغوط متزايدة على المصريين للموافقة (على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء)”.
وثيقة استخباراتية مسربة تكشف الخطة
ووفقاً لوثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية المسربة، فإنه بعد تهجير الفلسطينيين سيتم إسكان 2.3 مليون فلسطيني في غزة بالبداية في مدن الخيام، قبل أن يتم بناء مجتمعات دائمة في شمال شبه الجزيرة.
ومن شأن إنشاء منطقة عسكرية بعرض عدة كيلومترات أن يمنع أي عودة إلى غزة.
وعلى المدى الطويل، ستشجع إسرائيل الدول الأخرى – وخاصة كندا، والدول الأوروبية مثل اليونان وأسبانيا، ودول شمال أفريقيا – على إقناع النظام المصري باستيعاب السكان الفلسطينيين في سيناء.
ويعتقد الاحتلال الإسرائيلي أن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء سيكون “من شأنه أن يوفر نتائج استراتيجية إيجابية وطويلة الأمد”.
ويحمل ذلك أصداء مؤلمة للتهجير الإسرائيلي الجماعي للفلسطينيين من وطنهم عام 1948، وهو ما يسميه الفلسطينيون “النكبة”.
لكن تم رفض الوثيقة باعتبارها تخمينية ولكن “ميدل إيست آي” رأى أنه في واقع الأمر، كانت إسرائيل قد وضعت مثل هذه الخطة للتطهير العرقي في غزة منذ عام 2007 ووافقت عليها واشنطن منذ ذلك الوقت.
وكان ذلك بعد وقت قصير من فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية وسيطرتها على القطاع.
إجبار مصر على تنفيذ الخطة وبالقوة!
وبعد سلسلة من الجهود الدبلوماسية السرية الفاشلة على مدى الأعوام الستة عشر الماضية لدفع مصر إلى قبول ما يسمى “خطة السلام” – والمعروفة رسمياً باسم خطة غزة الكبرى – قد تميل إسرائيل إلى استغلال اللحظة الراهنة لتنفيذ خطة السلام المزعومة بشكل أكثر قسوة منه وبالقوة.
ويفسر ذلك بالتأكيد حملة القصف الإسرائيلية المدمرة الحالية في غزة، بالإضافة إلى الأمر الذي أصدرته إسرائيل لمليون فلسطيني بالانتقال إلى مناطق جنوبي القطاع وتهجيرهم من الشمال.
وقصفت إسرائيل، الأحد، المباني المحيطة بمستشفى القدس في شمال غزة، مما أدى إلى امتلاء الأقسام بسحب من الغبار السام.
وتلقى المسؤولون تحذيرات متكررة بضرورة إخلاء المستشفى على الفور. قال الموظفون إن ذلك مستحيل لأن الكثير من المرضى كانوا بحالة حرجة بحيث لا يمكن نقلهم.
ويؤكد “ميدل إيست آي” أن تمركز الفلسطينيين في جنوب غزة حيث يتعرضون أيضاً للقصف ويُحرمون من الطاقة والغذاء والمياه والاتصالات، مع عجز المستشفيات ومجمعات المساعدات عن العمل ـ قد أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتتزايد الضغوط يوما بعد يوم على رئيس النظام الانقلابي في مصر عبد الفتاح السيسي، لفتح معبر رفح لأسباب إنسانية والسماح للفلسطينيين بالتدفق إلى سيناء.
ومع مشاركة واشنطن وأوروبا، واستمرار تركيز وسائل الإعلام الغربية في المقام الأول على الصدمة التي تعاني منها إسرائيل بدلاً من الصدمة التي تعاني منها غزة، يعمل نتنياهو على استغلال ذلك عبر زيادة الوحشية في القصف والمجازر.
المصدر – وكالات