قررت السلطات المصرية، السبت 15 يوليو/تموز 2023 إخلاء سبيل ضابط الشرطة المتهم بقتل حفيظ حويا، الشهير بفرحات المحفوظي، في مدينة سيدي براني، التابعة لمدينة مرسى مطروح، لرفضه الامتثال لأوامره حين حاول توقيفه أمام محال يملكها الضحية، بحسب ما قاله شقيق المحفوظي، يوسف حويا لموقع “مدى مصر” الإلكتروني.
أكد حويا أن أسرته لا تزال متمسكة بالاحتكام للقانون وترفض التصالح، قائلاً: “أجهزة الدولة لسه بتكلمنا عشان نمشيها بالعرف، لكن إحنا في انتظار كلمة القضاء”.
قرار إخلاء سبيل ضابط الشرطة الذي قتل مواطناً في مطروح قبل أيام، ليس قرار النيابة بطبيعة الحال، إنما هي أوامر من جهة سيادية وصلت للنيابة وطلبت منها إعلان القرار، والسؤال هو : ما هي الرسالة التي يريد صاحب هذا القرار أن يوصلها للمصريين ؟، ماذا يريد أن يقول لهم بهذا القرار الصادم ؟!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) July 15, 2023
تفاصيل إخلاء سبيل ضابط مصري قتل شاباً في مرسى مطروح
إخلاء سبيل الضابط، الذي لم تفصح أي جهة أمنية أو قضائية عن هويته حتى اليوم، تبعه قرار القاضي الجزئي بمحكمة مطروح، بتجديد حبس خمسة من أهالي “سيدي براني”، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، في اتهامهم باقتحام قسم شرطة المدينة، والتخريب وأعمال الشغب، إضافة إلى إصابة ضابط ومجندين، وقتل أمين الشرطة محمد صادق، خلال الاحتجاجات التي تلت مقتل المحفوظي، وذلك بعد أن قررت النيابة إخلاء سبيل ثلاثة آخرين من الأهالي، بحسب محامي أحد المتهمين الذين تحدثوا لموقع “مدى مصر”.
حيث أوضح المحامي أن قرار النيابة بإخلاء سبيل الضابط، وثلاثة من أهالي المدينة، جاء بعد ساعات من تسلمها تحريات الأجهزة الأمنية عن دور المتهمين في الأحداث، محدداً أسماء الأهالي المخلى سبيلهم وهم: فيصل حمد حميد، ومداوي جراري مداوي، ومحمد سالم حامد، أما اسم الضابط فاكتفى المحامي بالتأكيد على أنه ضابط أمن مركزي منقول حديثاً إلى المحافظة، مشيراً إلى أن هناك تكتماً أمنياً شديداً على كل ما يتعلق به، ولفت إلى أن النيابة قررت إخلاء سبيل الضابط لكن أحداً لم يرَه خلال التحقيق معه.
لحظة تصفية وقتل المواطن #فرحات_المحفوظي في #سيدي_براني في مطروح على يد ظابط شرطة قام باطلاق النار عليه.
🖤 الفيديو صعب وممنوع لأصحاب القلوب الضعيفة. pic.twitter.com/XLySfFIuti
— د. أحمد عطوان DR.AHMED ATWAN (@ahmedatwan66) July 12, 2023
أما أهالي “سيدي براني” الذين جددت المحكمة حبسهم على ذمة القضية اليوم، فقال المحامي إنهم: “عبد الله سعد حسين، وخميس يونس سالم قاسم، ومحمد عبد الرحيم خطير شقلوف، خالد فرحات، وناصر جمعة حسين”.
الضابط المتهم كان ضمن قوة أمنية من قسم شرطة “سيدي براني” في حملة تفتيش على المدينة، وقام بإطلاق ست رصاصات على فرحات المحفوظي لرفضه الامتثال لأوامره حين حاول توقيفه أمام محال يملكها، بحسب ثلاثة مصادر من أهالي المدينة تحدثوا لموقع “مدى مصر”.
قررت نيابة مرسى مطروح الكلية، أمس، إخلاء سبيل ضابط الشرطة المتهم بقتل حفيظ حويا، الشهير بفرحات المحفوظي، في مدينة سيدي براني، الثلاثاء الماضي، لرفضه الامتثال لأوامره حين حاول توقيفه أمام محال يملكها الضحية، بحسب ما قاله شقيق المحفوظي، يوسف حويا لـ«مدى مصر».
لقراءة الخبر على… pic.twitter.com/L50D4rnGus
— Mada Masr مدى مصر (@MadaMasr) July 15, 2023
حيث قال أحد أهالي “سيدي براني” إنها مدينة ساحلية حدودية تخرج منها قوارب هجرة، وتشن قوات الشرطة عليها حملات تفتيش من حين لآخر، مضيفاً أن فرحات كان موجوداً أمام محال يمتلكها بالمدينة، واشتبه به ضابط الشرطة وأوقفه، فرفض الاستجابة إليه بحجة عدم وجود مبرر لتوقيفه، فأطلق الرصاص عليه.
ويجيز قانون الإجراءات الجنائية حبس المتهم احتياطياً على ذمة التحقيق، إذا كانت الجريمة في حالة تلبس، ويجب تنفيذ الحكم فيها فور صدوره، أو في حال الخشية من هروب المتهم، أو من التأثير على المجني عليه أو الشهود، أو بالعبث في الأدلة أو القرائن المادية، أو بإجراء اتفاقات مع باقى الجناة لتغيير الحقيقة أو طمس معالمها، فضلاً عن تلافي الإخلال الجسيم بالأمن والنظام العام الذي قد يترتب على جسامة الجريمة.
غضب في مرسى مطروح
في المقابل قام أهالي مدينة سيدي براني، الواقعة في محافظة مرسى مطروح بقطع الطريق الذي يربط المحافظة بمدينتي السلوم وبور سعيد، في إطار حالة من الغضب العام. بعد أن قتل ضابط شرطة بإطلاق 3 رصاصات على الشاب فرحات المحفوظي البالغ من العمر 35 عاماً.
وينتمي الشاب لقبيلة “المحافيظ” الشهيرة في مرسى مطروح، وتجمع الآلاف من الأهالي إثر قتل المحفوظي وحاصروا مقر الشرطة الذي اختبأ فيه الضابط، حتى تدخلت قوات الجيش لإجلاء الضابط والاحتفاظ به في مقر تابع لها.
يأتي هذا الحادث بعد أيام من قيام ضابط في الجيش بدهس أسرة كاملة في مدينة “مدينتي”، وهي إحدى ضواحي القاهرة الفاخرة. ووقع هذا الحادث نتيجة خدش أصاب إحدى السيارات من قبل طفل كان يلعب في الشارع، وعندما حاول والده البحث عن صاحب السيارة للاعتذار له وتعويضه، تشاجر معه جاره الضابط في الجيش، قبل أن يستقل سيارته ويقوم بدهس الأسرة، مما أدى لمقتل الأم دهساً وإصابة الأب وأحد الأطفال بجراح.
وتثير هذه الحوادث المتكررة الكثير من الجدل والتساؤلات على شبكات التواصل الاجتماعي المصرية عن طبيعة تأهيل رجال الأمن والجيش فيما يتعلق بتعاملهم وعلاقتهم بالمدنيين.
المصدر – صحف ومواقع مصرية