وفاة الملياردير سيلفيو برلسكوني صديق القذافي وبوتين الذي أمضى حياته بين الجنس والأضواء

توفي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، اليوم الإثنين، في مستشفى سان رفائيل (ميلانو) عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد صراع مع المرض. وتوالت التعازي في وفاة قطب الإعلام الإيطالي والمالك السابق لنادي ميلان من عشرات الدول والشخصيات العامة حول العالم.

سبب وفاة سيلفيو برلسكوني

أصيب برلسكوني باللوكيميا المزمنة منذ عام 2020، وخضع لعدة علاجات كيماوية وجراحية، لكن حالته تدهورت في الأشهر الأخيرة.

وقال مكتبه الصحفي في بيان، إنه توفي بسلام وبحضور أفراد أسرته وأصدقائه المقربين.

وخرج برلسكوني من المستشفى في مدينة ميلانو يوم 19 أيار/مايو الماضي، بعدما جرى نقله للمستشفى في نيسان/أبريل الماضي، بسبب التهاب رئوي.

وقال الأطباء إنه تمّ علاجه أيضاً من سرطان الدم المزمن. وظلّ الزعيم السياسي وقطب الإعلام الإيطالي في قسم الرعاية الفائقة لما يقرب من أسبوعين.

سيلفيو برلسكوني

من برلسكوني؟

برلسكوني هو أحد أبرز الشخصيات السياسية في إيطاليا وأوروبا. وعلى مدار عقدين، تولى رئاسة الوزراء أربع مرات بين عامي 1994 و2011، وأسس حزب “الشعب من أجل الحرية”، وامتلك امبراطورية إعلامية ضخمة تشمل قنوات تلفزيونية وصحفاً ومجلات. كما كان مالكاً لنادي ميلان لكرة القدم، وأحد أغنى رجال الأعمال في إيطاليا.

برلسكوني اشتهر بأسلوبه الشعبوي والمثير للجدل في الحكم، وتورط في عدة قضايا فساد وتهرب ضريبي وفضائح جنسية، مما أثار انتقادات حادة من خصومه السياسيين والإعلام.

في يونيو/حزيران 2013، أصدرت محكمة إيطالية حكماً بالسجن 7 سنوات على برلسكوني، ومنعته من تولي أي منصب رسمي مدى الحياة بعد اتهامه بممارسة الدعارة مع قاصر وإساءة استغلال السلطة، كما خضع للتحقيق أمام نيابة نابولي بتهمة شراء أو رشوة سيناتور عام 2006 لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي.

كما أيّدت محكمة استئناف إيطالية عام 2013 حكماً يقضي بحبسه 4 سنوات في قضية حقوق البث التلفزيوني المتهم فيها بالتهرب الضريبي، وحرمانه من تولي أي منصب عام لمدة عامين، فيما وافق مجلس الشيوخ على طرده من المجلس في العام نفسه.

لكن برلسكوني، استطاع الحفاظ على شعبية كبيرة بين جماهيره، التي اعتبرته رمزاً للديمقراطية والحرية. وقد نعاه العديد من الزعماء والشخصيات العالمية، مؤكدين على دوره في تعزيز التعاون الأوروبي والغربي على العموم.

ميلوني وبوتين ينعيان برلسكوني
نعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، سلفها الأسبق سيلفيو برلسكوني. ونشرت مقطع فيديو على حسابها بموقع “تويتر“، تنعى فيه برلسكوني، متذكرة إياه بأنه “أحد أكثر الرجال تأثيرًا ونفوذًا في تاريخ إيطاليا“.

وأشادت ميلوني التي بدا عليها التأثر بشجاعة برلسكوني وتصميمه، مضيفة: “معه علمت أن إيطاليا لا ينبغي أن يفرض عليها قيود أبدًا”.

بدوره، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، برئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني، واصفاً إياه بـ”إنسان عزيز” و”صديق حقيقي”، ومعتبراً وفاته “خسارة لا تُعوّض”.

وقال بوتين في برقية تعزية للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وفق بيان للكرملين: “بالنسبة لي، كان سيلفيو إنساناً عزيزاً وصديقاً حقيقياً”، مؤكداً أنه لطالما كان معجباً بـ”حكمته”، كما أشاد بـ”طاقته المذهلة” و”تفاؤله” و”روح الدعابة” لديه.

ويذكر أن صداقة برلوسكوني بالرئيس الروسي أدت إلى خلاف بينه وبين ميلوني، المؤيدة لأوكرانيا.

وفي عيد ميلاده السادس والثمانين، بينما كانت الحرب مستعرة، أرسل بوتين تمنياته الطيبة وزجاجة فودكا إلى برلسكوني، وتفاخر الأخير برد الهدية بإرسال زجاجة نبيذ إيطالي فاخر.

علاقة مثيرة للجدل مع “القذافي”
علاقة مثيرة للجدل جمعت رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برسلكوني مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. تاريخ هذه العلاقة يعود إلى عام 2004، عندما زار برسلكوني ليبيا لأول مرة وأبرم اتفاقية صداقة وتعاون مع القذافي.

شملت تلك الاتفاقية تعويضات مالية من إيطاليا للضحايا الليبيين جراء الاستعمار الإيطالي، وتعهد من ليبيا بالحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا. كما شهدت العلاقة بين الزعيمين تبادل للزيارات والهدايا والأحاديث الودية.

ومع ذلك، كانت هناك أيضاً جوانب سلبية ومثيرة للانتقاد في هذه العلاقة. فبرسلكوني كان يتهم بأنه يغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، وأنه يستغل نفوذه لتحقيق مصالحه الشخصية والمالية. فقد كان يمتلك حصصاً في شركات إعلامية وتأمينية وتوزيعية تعمل في ليبيا، وكان يستفيد من صفقات تجارية وطاقوية مع الحكومة الليبية.

كما كان يثير جدلاً بسبب سلوكه الجنسي المشبوه مع نساء شابات، بعضهن قيل إنهن من المغرب أو تونس. أما القذافي، فكان يستخدم علاقته مع برسلكوني لتحسين صورته في أوروبا، وللضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات سياسية أو اقتصادية. كما كان يثير استغراب وسخرية الرأي العام بسبب طرزه في اللباس والخطابة، وبسبب مطالبته بإقامة خيمة بدلاً من فندق في زياراته إلى روما.

وفى عام 2009، أثار القذافي غضب المجتمع المدني فى إیطالیا عندما دعى 200 فتاة إیطالیة جمیلة إلى حفل استقبال في خیمته، وألزمھن بارتداء دبابیس، وألقى علیھن خطاباً عن فوائد الإسلام.

https://twitter.com/de_cretins/status/1668192798959362049?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1668192798959362049%7Ctwgr%5E0609919178cd6747816fc2fbb13c0c9b61100d66%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.watanserb.com%2F2023%2F06%2F12%2FD8B3D8A8D8A8-D988D981D8A7D8A9-D8B3D98AD984D981D98AD988-D8A8D8B1D984D8B3D983D988D986D98A-D8B5D8AFD98AD982-D8A7D984D982D8B0D8A7D981%2F

وفى عام 2010، أثار برلسكوني موجة عارمة من الغضب في صحف بلاده بعد استقباله الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي أجّج غضب وسائل الإعلام الإيطالية بدعوته مئات السيدات الإيطاليات لاعتناق الإسلام.

واتهمت مئات المقالات الصحفية برلسكوني بالتضحية بكرامة ومبادئ إيطاليا، مقابل الحصول على منافع تجارية واستثمارية من الزعيم الليبي.

وتساءلت تلك الصحف (في تلك الفترة) ماذا كان سيحدث لو أنّ زعيماً أوروبياً زار ليبيا أو أي دولة مسلمة ودعا الناس هناك لاعتناق المسيحية.

وكان الزعيم الليبي قد التقى في المركز الثقافي الليبي في روما مئات الشابات الإيطاليات ودعاهن لاعتناق الإسلام والزواج من رجال ليبيين، وترددت أنباء عن قيام ثلاث من النساء اللاتي حضرن اللقاء باعتناق الإسلام فعلاً.

لكن في عام 2011، انقلبت العلاقة بين الزعيمين بسبب الثورة الليبية التي اندلعت ضد حكم القذافي. وقرر برسلكوني التخلي عن صديقه والانضمام إلى التحالف الدولي الذي شنّ حملة عسكرية ضد قوات القذافي. وفي أكتوبر من نفس العام، قُتل القذافي على يد المتمردين، واستقال برسلكوني من منصبه بعد خسارته ثقة البرلمان.

وبموت القذافي وخسارة برسلكوني الرهان الانتخابي، انتهت علاقة مثيرة للجدل بين الزعيمين، كانت تمثل مزيجاً من الصداقة والمصالح والفضائح والخيانة.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …