حذَّر مركز دعم القانون الأوروبي، من أن “التعريف العملي” لمعاداة السامية الخاص بالتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، أثَّر سلباً على أشخاص ملوَّنين وداعمين يهود للقضية الفلسطينية، كما أدى إلى فقدان البعض وظائفهم أو مواجهة عقوبات أو إجراءات قانونية.
“معاداة السامية” وفقاً لتعريف التحالف: “هي تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم، التعبيرات الخطابية والمادية لمعاداة السامية تستهدف أفراداً يهوداً أو غير يهود و/أو ممتلكاتهم ومؤسساتهم المجتمعية وأماكن عبادتهم”، وفقاً للوكالة الفرنسية.
أشار المركز إلى أنه استناداً إلى 53 دراسة حالة من النمسا وألمانيا والمملكة المتحدة، فإن بعض المؤسسات في هذه البلدان الثلاثة تنفذ هذا التعريف المثير للجدل “كما لو كان قانوناً”، رغم وصفه بأنه “غير ملزم قانوناً”، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023.
المركز انتقد أيضاً المفوضية الأوروبية، بسبب تجاهلها المخاوف المتنامية من هذا التعريف، وجاء هذا الانتقاد عقب نشر المركز تقريراً أمس الثلاثاء بعنوان: “قمع المناصرة الحقوقية للفلسطينيين بالتعريف العملي لمعاداة السامية الخاص بالتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكست”.
أوضح المركز أن “جميع المتهمين استُهدفوا لدفاعهم عن حقوق الفلسطينيين، والتنديد بممارسات إسرائيل وسياساتها و/أو انتقاد الصهيونية كأيديولوجية سياسية. وعند الطعن في هذه الاتهامات قانونياً، رُفضت معظم هذه المزاعم الخاصة بمعاداة السامية باعتبارها لا أساس لها من الصحة”.
سلط التقرير الضوء على حالات أكاديميين وطلاب ونشطاء حقوقيين مؤيدين لفلسطين عوقبوا لانتقادهم إسرائيل، وأشار المركز إلى أن “مزاعم معاداة السامية التي تستند إلى التعريف العملي لها، في الحالات الموثقة، تستهدف إلى حد كبيرٍ الفلسطينيين واليهود والمنظمات الداعمة للحقوق الفلسطينية، مما يشير إلى أن هذا التعريف يُنفذ بطريقة تمييزية”.
أوضح المركز أيضاً، أنه “رغم أن معظم الطعون في تنفيذ هذا التعريف نجحت، كان لهذه الإجراءات التأديبية والدعاوى القضائية الناتجة عن هذه الادعاءات الكاذبة بمعاداة السامية تأثير مخيف على حرية التعبير والتجمع”.
ومن بين 53 شخصاً أجريت معهم مقابلات، تضمنت 42 حالة استهداف مجموعات بها “أفراد من ذوي البشرة الملونة أو استهداف أفراد من أصحاب البشرة الملونة، بينهم 19 فلسطينياً”.
أوضح المركز أيضاً أنه “في 11 حالة، استُهدفت مجموعات تُعرف بأنها يهودية أو يهود أفراد، لا سيما من لديهم آراء معادية للصهيونية أو يتعاطفون مع النضال الفلسطيني الحقوقي. وجميع الأفراد والمنظمات الذين استُهدفوا في هذه الحوادث أعربوا عن تعاطفهم مع حقوق الفلسطينيين”.
أضاف أن “هذه البيانات تُظهر تمييزاً محتملاً في طريقة تنفيذ تعريف معاداة السامية، وهذا يشير إلى أن الفلسطينيين وحلفاءهم، سواء كانوا يهوداً أو ملوَّنين أو غيرهم، أهداف أساسية لمن يستخدمون تعريف معاداة السامية لنزع الشرعية عنهم أو تشويههم أو معاقبتهم”.
كما بيَّن المركز أن بعض المشاركين فقدوا عروض عمل ووظائف، وأن بعضهم تعرض للمقاضاة من الحكومات المحلية بدعوى انتهاك تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان