على هامش حضوره لمؤتمر مجلس الرؤساء التنفيذيين من تنظيم صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي عُقد مؤخراً في لندن، أبدى إريك شميدت، الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، قلقَه من تطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مستقبل البشرية.
الذكاء الاصطناعي يمثّل خطراً وجودياً على البشر
وقال شميدت، نقلاً عن تقرير لـ”بيزنس إنسايدر“، إنّ هناك نوعاً من الذكاء الاصطناعي يسمى بالذكاء العريض، وهو قادر على التعلم والتفكير بطرق تفوق قدرات الإنسان.
وأضاف أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يمثّل خطراً وجودياً على حياة البشر، لأنه قد يستخدم لأغراض سلبية أو عدائية، مثل شنّ هجمات إلكترونية أو نووية أو بيولوجية.
وحذّر من أن الذكاء الاصطناعي (AI) ستكون لديه القدرة على إيذاء أو قتل العديد من الأشخاص في المستقبل القريب.
وطالب شميدت بوضع ضوابط وقوانين لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق وأمن الإنسان، مُبدياً استغرابه من التطور السريع لبرامج الذكاء الاصطناعي وخاصة مجالات استعمالها.
تجدر الإشارة إلى أنّ شميدت قد شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Google لمدة عشر سنوات حتى عام 2011، ثم شغل منصب مدير مكاتب الشركة الأمريكية حتى عام 2015. كما ترأس “شميدت” لجنة الأمن القومي الأمريكية المعنية بالذكاء الاصطناعي.
إلى ذلك فقد أوضح “شميدت” أنّ الحكومات بحاجة إلى ضمان عدم “إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل الأشرار”.
هذا وتصاعد القلق بشأن الذكاء الاصطناعي في الأشهر الأخيرة حول العالم. وأصدرت العديد من الشخصيات التقنية البارزة، بما في ذلك Elon Musk وSteve Wozniak، تحذيرات بشأن مخاطره المحتملة، مشيرين إلى مخاوف بشأن انتشار المعلومات الخاطئة والأتمتة الواسعة للوظائف.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟
برمجيات الذكاء الاصطناعي هي مجموعة من البرامج والأنظمة التي تحاكي قدرات العقل البشري في مجالات مثل التعلم والاستنتاج والإبداع.
تعتمد برمجيات الذكاء الاصطناعي على خوارزميات رياضية معقدة، تتيح للحاسوب تحليل البيانات واستخراج المعلومات واتخاذ القرارات بشكل آلي.
برمجيات الذكاء الاصطناعي تستخدم في مجالات عديدة مثل الطب والتعليم والأمن والتسويق والترفيه وغيرها. كما أنها تُسهم في تحسين جودة الحياة وزيادة الإنتاجية وتوفير الوقت والموارد.
يُعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات المؤثرة في حياتنا الحالية والمستقبلية، حيث يمكنه أن يساهم في تحسين الخدمات العامة والصحية والتعليمية والأمنية والاقتصادية وغيرها. لكن مع كل هذه الفوائد، تأتي أيضاً مخاطر وتحديات كبيرة تستوجب اعتماد إجراءات عاجلة لضمان احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.
مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإنسان
من بين المخاطر التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي على الإنسان، نذكر:
– خرق الخصوصية: حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي على جمع وتخزين وتحليل كم هائل من البيانات الشخصية عن الأفراد، دون موافقتهم أو علمهم أو رقابة عليها، مما يعرضهم للاستغلال أو التلاعب أو التشهير أو التجسس.
– التمييز والظلم: حيث قد تحتوي برمجيات الذكاء الإنساني على أخطاء أو تحيزات أو سوء فهم، تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عادلة أو غير دقيقة بحق الأشخاص، خاصة في المجالات الحساسة مثل التوظيف أو التعويضات أو التعليم أو العدالة.
– التهديد للأمن والسلام: حيث قد تستخدم برمجيات الذكاء الإنساني في تطوير أسلحة ذكية أو آلية، قادرة على شنّ هجمات دون تدخل بشري، مما يزيد من خطر نشوب حروب أو صراعات أو عمليات إرهابية.
– التغير في طبيعة العمل والحياة: حيث قد يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى استبدال الإنسان في كثير من المهام والوظائف، مما يؤثر على مستوى المعيشة والإنتاجية والابتكار لدى البشر، كما قد يُغير من طرق التفاعل والتواصل بينهم.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان