لمنافسة قناة “الجزيرة” السعودية تستعد لإطلاق قناة دولية بميزانية ضخمة

تسعى السعودية لإطلاق قناة إخبارية دولية بميزانية ضخمة، تنافس بها قناة “الجزيرة” القطرية وتزيد نفوذها في العالم، حسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

السعودية تُطلق قناة إنجليزية لمنافسة الجزيرة

وأوضح تقرير الصحيفة، أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، المدعومة من الدولة، تعمل منذ فترة للبحث في إمكانية إطلاق قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية، يمكن أن تنافس قناة “الجزيرة“، حيث تهدف المملكة إلى توسيع نفوذها الإعلامي العالمي.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن العديد من الأشخاص المطلعين على المشروع تأكيدهم، أنّ المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قد تواصلت مع شركات استشارات إعلامية لدراسة جدوى ونطاق المشروع.

الاستعدادات حالياً في مرحلة مبكرة، يقول التقرير، لكن الأشخاص المطلعين أوضحوا أن القناة السعودية المُزمع إطلاقها ستكون ثاني أكبر مؤسسة تبث باللغة الإنجليزية في العالم العربي، بعد قناة “الجزيرة” الإنجليزية.

ويشار هنا إلى أن الجزيرة الإنجليزية، قناة إخبارية مملوكة لشبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، مقرها في الدوحة، عاصمة قطر، التي استخدمت قناتها الإخبارية باللغة الإنجليزية في العقود الماضية، لمساعدتها في رفع مكانتها خارج المنطقة.

ما أهداف القناة السعودية الجديدة؟

إلى ذلك، فقد نقلت “فايننشال تايمز” عن أحد المطلعين على المشروع السعودي الإعلامي الجديد قوله، إن تمويل هذه المبادرة من المرجح أن يكون “خارج النطاق”، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة من شأنها أن تساعد في “نشر كلمة السعودية في جميع أنحاء العالم”.

لكنّ شخصاً آخر مطّلعاً عن قرب على المشروع أكد لذات الصحيفة، أن “القناة الجديدة” لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريًا (أي أنها لن تعتمد كلياً على الدعم الحكومي السعودي).

مع تدفق عائدات النفط، نمت ثقة السعودية (على المستوى الاقتصادي) بشكل متزايد في الوقت الذي تسعى فيه إلى التنافس مع دبي في الإمارات باعتبارها المركز المالي لمنطقة الخليج، وهي تخطط لإنفاق مئات المليارات من الدولارات على مشاريع ضخمة تهدف إلى تحفيز وتنويع اقتصادها بعيدًا عن دولارات النفط.

بدأت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام المرتبطة بالعاهل السعودي الملك سلمان وترأّسها أبناؤه حتى عام 2014، بالتوسّع في السنوات الأخيرة.

تدير الشركة المدرجة في البورصة، 36 عنوانًا، بما في ذلك صحيفة الشرق الأوسط العربية وقناة الشرق الإخبارية، التي دخلت في شراكة مع بلومبرج، كما أنّ لديها شراكات مع صحيفة الإندبندنت البريطانية على الإنترنت وتدير إصدارات الأخيرة في الشرق الأوسط.

وتمتلك السعودية بالفعل قناة “العربية”، وهي شبكة عربية تنافس قناة الجزيرة باللغة العربية إلى جانب “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، لكن جميع هذه القنوات تمارس الرقابة الذاتية وتعتنق آراء حكومتها.

الرياض تسير على خُطى الدوحة منذ سنوات

تقول المحللة الإعلامية كلير إندرز، إن القنوات الإخبارية نادراً ما تحقّق ربحاً لكن هذا لم يكن هدف مالكيها مثل السعودية.

وأضافت أن السعودية كانت تراقب الإستراتيجية الإعلامية لقطر -بما في ذلك حصولها على الحقوق الرياضية- وكانت في الواقع تستخدم نفس قواعد اللعبة”.

وتُواصل “إندرز” قائلة: “لقد ساعدت الجزيرة في التعريف بقطر، وتمتلك السعودية موارد غير محدودة للاستثمار في إستراتيجية إعلامية مماثلة لإضفاء الشرعية على موقعها في العالم ومساعدتها على الوصول إلى الناس”.

وأكدت في ذات السياق، أنّ “القناة الإخبارية (المُنافسة للجزيرة) جزء من إستراتيجية إعلامية أوسع بمليارات الدولارات”.

مخاوف حقوقية

تقول “فايننشال تايمز”، إن شراكة السعودية مع الإندبندنت، قد أثارت مخاوف بشأن حرية التحرير، وكذلك بيع 30٪؜ من نفس المؤسسة الإخبارية لرجل الأعمال السعودي سلطان محمد أبو الجدايل في عام 2017.

وأوضحت في هذا الصدد، أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاكم المملكة الفعلي، يحظى اليوم بشعبية بين شباب البلاد بسبب إصلاحاته الاجتماعية، لكن تغيراته ترافقت مع قمع المعارضة، وشمل ذلك مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 على يد عملاء الدولة في قنصلية المملكة في إسطنبول.

وأعادت الصحيفة البريطانية التذكير بما خلُصت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، التي أكدت في تقرير سابق لها “أن الأمير محمد (بن سلمان) كان مسؤولاً عن العملية (اغتيال خاشقجي)”، وهو ما نفاه.

ويشار هنا إلى أن السعودية، ليست الدولة الخليجية الوحيدة التي تفكر في الاستثمار في وسائل الإعلام، ففي 13 كانون الأول (ديسمبر) 2022، أنشأت شركة الاستثمارات الإعلامية الدولية في الإمارات مشروعًا مشتركًا بقيمة مليار دولار مع شركة “رد بيرد كابيتال بارتنرز” التابعة لشركة “جيف زاكر للاستثمارات الإعلامية والرياضية”.

و”رد بيرد”، هي أحد المستثمرين في مجموعة “فينواي سبورتس” الرياضية التي تملك نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، ونادي بوسطن رد سوكس المنافس في دوري البيسبول الأميركي، وتملك “رد بيرد” أيضاً حصة أغلبية في أسهم نادي “تولوز” الفرنسي لكرة القدم.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …