تطرق موقع “Middle East Eye” البريطاني، إلى الدور النشط الذي تلعبه الإمارات في إذكاء الحروب بالشرق الأوسط، عبر دعم جماعات انفصالية مسلحة مثل حفتر في ليبيا قبل سنوات، أو دعمها الحالي لمحمد حمدان دقلو (حميدتي) في السودان، في إطار الصراع المسلح الدائر بينه وعبد الفتاح البرهان.
أي دور للإمارات في الصراع المسلح بالسودان؟
يقول موقع Middle East Eye، إن دعم دولة الإمارات لأمراء الحروب والميليشيات المسلحة في المنطقة العربية، قد أدى لخدمة مؤامراتها في المنطقة.
وكشف الموقع البريطاني، عن الدور الإماراتي في الاقتتال الدائر حالياً بالسودان بين قوات الجيش، بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”.
مشيراً إلى “شبكة غامضة” لأبوظبي في البلد الذي يعاني أهله من الفوضى الأمنية وانهيار الخدمات.
ونبه الموقع إلى أن البرهان وحميدتي، أصبحا بندقيتين في صراع أوسع لممارسة النفوذ بمنطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية، مؤكدا أنه “لا توجد دولة تلعب هذه اللعبة بشكل أكثر حزمًا من الإمارات”.
ورغم أن أبوظبي ليس لها مصلحة على الأرجح في زعزعة الاستقرار بالسودان بحسب الموقع، إلا أن دعمها لشبكة معقدة ومتنافسة خلق صراعا خرج عن السيطرة، يقول الموقع البريطاني.
الإمارات تُنفذ أجندات تتجاوز حجمها الجغرافي والاستراتيجي
إلى ذلك فقد نوه “ميدل إيست آي” إلى أن قصة الإمارات في السودان قائمة على أساس قبلي، حيث تحاول أبوظبي ممارسة تأثير يتجاوز بكثير وزنها الجغرافي والاستراتيجي.
وتعود تلك القصة إلى “شبكات نفوذ” ترعاها أبوظبي لتحقيق أهداف استراتيجية، مع استكمال القدرات الداخلية المحدودة لمؤسسات السودان المثقلة بالأعباء.
ومع أن المشاركة الرسمية للإمارات في السودان تُدار من خلال وزاراتها للشؤون الخارجية، إلا أن “الشبكات الغامضة، المتصلة جميعها على ما يبدو تزود أبوظبي بمقابض السلطة الحقيقية على الأرض”.
وتسمح هذه الشبكات لأبوظبي بربط الشركاء والمنافسين والجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية والقوى الصغيرة والكبيرة بالإمارات؛ ما يرفع الدولة الخليجية إلى مركز لا غنى عنه يربط بين لاعبين إقليميين وعالميين.
أبو ظبي تدعم أمراء الحرب في السودان
تُعتبر علاقة الإمارات و حميدتي، مثالا على شبكة الروابط والأنشطة المعقدة التي تجمع أبو ظبي مع عدد من أمراء الحرب في المنطقة العربية والسودان تحديدا.
وبالنظر إلى الشبكات الشخصية المباشرة، التي تجعل من أمراء الحرب يتبعون قواعد اللعبة المضادة للثورات العربية، كما تريد أبوظبي، فإن البنوك التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وشركات الواجهة تحتل مكان الصدارة عندما يتعلق الأمر بتأمين التدفق النقدي لقوات الدعم السريع.
منذ أن قدم “حميدتي” آلاف الجنود على الأرض للحرب التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن، أصبح أمير الحرب عقدة مهمة، لا سيما في الشبكات الإماراتية، بجميع أنحاء المنطقة.
ويشير اكتشاف القنابل الحرارية، التي اشترتها الإمارات، في أيدي قوات الدعم السريع، إلى أن أبوظبي عززت بشكل مباشر قوة حميدتي القتالية على الأرض، حسبما يرى كريج، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة تم تسليمها إلى “الدعم السريع” مباشرة من الدولة الخليجية، أو على الأرجح من خلال شبكة وكلائها في ليبيا.
ويطلق الموقع البريطاني على شبكة الإمارات اسم “أبوظبي إكبريس”، واصفا إياها بأنها ذات الشبكة التي غذت الحرب الأهلية في ليبيا منذ عام 2019 عبر الرجل القوي، خليفة حفتر، ومجموعة المرتزقة الروسية “فاغنر”، وتوسع الآن انتشارها إلى السودان.
ولفت إلى أن الربط بين حفتر ومرتزقة فاغنر جرى عبر الإمارات، الحليف الاستراتيجي الأهم لروسيا في المنطقة.
الإمارات تُسهل تحركات فاغنر في ليبيا
وفقًا للمخابرات الأمريكية، فقد ساعد التمويل الإماراتي في تسهيل تحرك فاغنر في شمال أفريقيا، وبمجرد أن بدأت فاغنر في التوسع جنوبا، تشعبت مجموعة المرتزقة في الصناعات الاستخراجية، وأثرت نفسها بامتيازات الذهب المربحة في السودان.
وهنا برز حميدتي كمستفيد رئيسي من تجارة الذهب الغامضة، التي تطلبت مركزًا لجلب الذهب إلى السوق والسماح لمجموعة “فاغنر” بالدفع مقابل عملياتها في القارة الأفريقية.
وقدمت دبي، باعتبارها واحدة من مراكز تداول الذهب الرائدة في العالم، السبل اللازمة لتبادل المعدن الثمين مقابل النقود.
وبرز دور الإمارات، مرة أخرى، كمركز رئيسي يربط الجهات الفاعلة المحلية بالقوى العالمية، ويضمن حصول الحرب في أوكرانيا على الضخ النقدي اللازم.
وإضافة لذلك، تم السماح للشركات التابعة لشبكة “فاغنر” بإنشاء متجر في الإمارات، بينما تختبئ أبوظبي وراء عباءة من إنكار أي دعم للمجموعة الروسية.
والشبكات التي قامت الإمارات برعايتها عبر مسارح المنطقة تعمل الآن بشكل عضوي إلى حد ما، حيث يتعين على أبوظبي فقط تسهيل تدفقات المال إليها، ودعم بنيتها التحتية.
وبينما أرسل حميدتي ألف مقاتل من قوات الدعم السريع إلى ليبيا في عام 2019، يرسل حفتر الآن مساعدة رمزية لرفيقه المعارض للثورة في السودان.
ويبدو أن التسلسل الهيكلي للشبكة، الذي ظهر فوضويا إلى حد ما، لا يتحكم فيه لاعب واحد، ويتمثل دور الإمارات فيه بـ “فتح وإغلاق بعض الصمامات الرئيسية؛ ما يجعلها جهة فاعلة لا غنى عنها، يمكنها من ممارسة النفوذ”.
وبينما يوجه الدبلوماسيون الغربيون أصابع الاتهام الآن إلى الإمارات بشأن دعم أمراء الحرب وروسيا، والترويج للارتزاق العسكري، بعد التسامح معها ضمنيًا لسنوات، ومع ذلك، فأي طرف يريد إنهاء القتال في السودان، بما في ذلك الولايات المتحدة، “يجب عليه الاتصال بالرقم 971 (مفتاح الإمارات)؛ لأن أي طريق إلى حميدتي يمر حتماً عبر أبوظبي”.
المصدر – وكالات