تضم مكة المكرمة بن جنباتها وضمن المساجد التاريخية “مسجد الجن” الذي استمد أهميته من وقوع عددٍ من الأحداث فيه ، حيث تلقى النبي –صلى الله عليه وسلم- بيعة الجن فيه، وبترابه موضع الخط الذي اختطه الرسول -عليه الصلاة والسلام- لابن مسعود ، وفي إحدى لياليه التي استمع نفر من الجن إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو يتلو القرآن ، ونزلت سورة الجن.
ويقع المسجد أمام مقبرة المعلاة في مكة المكرمة ويسميه بعض أهل مكة مسجد الحرس وجدد أكثر من مرة عبر العصور الإسلامية.
وأضحى اليوم ملتقى لعدد كبير من زوار مكةَ يجتمعونَ على مائدة الإفطار الخيرية التي توزع في داخله يستأنسونَ بأنسه ويستذكرون تاريخه مع الرسول الكريم.
قال الله سبحانه وتعالى”قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا، وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا” . فلما وصلوا إلى هذا قالوا: ” وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا “.
وقيل إن الرسول “صلى الله عليه وسلم” عندما كان قادما من الطائف إلى مكة ذات ليلة ، فنزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين ، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله سبحانه وتعالى توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره. وجاء إلى الوادي جن نصيبين من اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بكلام الله عز وجل:”ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا “. وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: ” أنصتوا ” فكانوا ينصتون .
فلما أن انتهى صلى الله عليه وسلم من الصلاة والتلاوة ،تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: لا إله إلا الله .
وقال الله سبحانه وتعالى ” وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ، قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ، ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ،وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين “، أتوا في ليلة واحدة، ورجعوا يدعون إلى التوحيد: توحيد الله عز وجل.
المصدر – الصحف السعودية