اعتذرت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة، جيورجيا ميلوني، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد أن انتقدها أول برلماني أسود في إيطاليا ومشرعون -آخرون؛ لمخاطبتها أبو بكر سوماهورو تحت قبة البرلمان بطريقة غير رسمية، بحسب ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء.
بحسب الشبكة الأمريكية، فقد خاطبت مليوني، سوماهورو مستخدمةً ضمير “تو” غير الرسمي بدلاً من “لي” الرسمي، وكلتاهما طريقتان لقول “أنت” بالإيطالية عند التحدث إليه، بعد خطابها الأول أمام مجلس النواب.
يأتي ذلك فيما خاطبت ميلوني جميع البرلمانيين الآخرين بـ”لي” الرسمي، الذي يعتبر أكثر احتراماً في الأوساط الرسمية.
حدثت زلة اللسان بعد رد سوماهورو على خطاب ميلوني، الذي وصفت خلاله نفسها بـ”المستضعفة” بخطابها القصير المُعد عن العنصرية.
سوماهورو، المولود في ساحل العاج، أول برلماني إيطالي من أصل إفريقي، قال: “أريد أن أتحدث باسم أولئك المنسيين والمستغَلين وغير المرئيين. الذين يحملون ندوب العنصرية والتمييز مثلي. من الصعب أن نعيش بكرامة”، مضيفاً: “أنتِ، أيها الرئيسة ميلوني، لنفترض أنك أتيت من أحياء فقيرة مستضعفة، لكنني أيضاً أتيت من هناك”.
ردت ميلوني بعد ذلك على خطابه: “أشعر بالرغبة في أن أقول لزميلي سوماهورو، إننا جميعاً نشعر بأننا علماء التاريخ، أنت تعرف، وإلا فسنكون جاهلين بالحاضر، بدون مستقبل”. وقاطعها قادة المعارضة بصوت عالٍ بعد أن قالت: “أنت تعرف” باستخدام كلمة “تو” غير الرسمية.
بعد أن لفت البرلمانيون انتباهها إلى الخطأ، رفعت ميلوني يدها، وقالت: “أنت مُحق، خطأي، أعتذر، أعتذر. يحدث في الحياة أخطاء، تحتاج فقط إلى الاعتذار عندما يحدث ذلك”.
وقتها، رد سوماهورو: “بما أن الرئيسة ميلوني هي أيضاً طالبة في التاريخ، فإنها ستتذكر أنه في أثناء العبودية والاستعمار لم يكن للسود الحق في (المصطلح الرسمي لي)، الذي كان مخصصاً لما كان يسمى بالحضارة الفائقة”.
سوماهورو، عضو حزب اليسار في تحالف الخضر واليسار الإيطالي، دخل للمرة الأولى إلى قاعة البرلمان في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مرتدياً حذاء عمل موحلاً، متعهداً بتمثيل “غير المرئيين” أو المهمشين.
https://twitter.com/i/status/1585202073036996608
عودة الفاشيين للحكم
تُعتبر ميلوني وحزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أسس بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سن التاسعة عشرة أكدت في تصريح لمحطة “فرانس 3” التلفزيونية الفرنسية، أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان “سياسياً جيداً”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
في كلمتها أمام البرلمان أيضاً، لفتت ميلوني إلى أن إيطاليا تحت قيادتها ستظل “شريكاً موثوقاً لحلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا”، وقالت إن مقاربة إيطاليا ليست “كبح التكامل الأوروبي ونسفه”، لكن جعل آلة المجموعة تعمل بشكل أفضل.
قبل بدء خطابها، رسم حليف ميلوني ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة المناهض للمهاجرين، في سلسلة تغريدات، برنامجاً يتضمن إصلاح نظام التقاعد ومساعدات كبرى للأسر والشركات، وضريبة بمعدل 15%، وبناء جسر مثير للجدل بتكلفة عالية جداً بين صقلية والبر الإيطالي.
رغم أن هذه الوعود كانت جزءاً من البرنامج الانتخابي للائتلاف اليميني الذي يضم أيضاً “فورتسا إيطاليا” بزعامة سيلفيو برلسكوني، فإن ميلوني كثفت في الأسابيع الماضية التصريحات التي تدعو إلى توخي الحذر في الإنفاق.
كانت ميلوني قد تسلّمت الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مهامها كرئيسة للحكومة، لتكون أول امرأة، وأول شخصية يمينية متطرفة تتولى هذا المنصب منذ الحرب العالمية الثانية.
فازت ميلوني في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 سبتمبر/أيلول 2022، وتمكنت من تلميع صورة حزبها واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها.
المصدر – وكالات