في أحد ليالي شهر مارس عام 1922 تعرضت عائلة مزارع نمساوي للقتل الوحشي داخل حظيرة في منزلهم، في حادثة اعتبرت واحدة من أكثر الألغاز شهرة في تاريخ النمسا لكونها لم تحل حتى يومنا هذا.
ورغم مرور أكثر من قرن من الزمان على الجريمة، إلا أن السلطات النمساوية لم تستطع الوصول إلى القاتل، لتصبح القضية اللغز الأكثر حيرة في النمسا، بحسب ما نقلته صحيفة كورونا تسايتنج النمساوية اليومية، يوم أمس السبت.
ومضت عقود طويلة قبل أن يظهر ما بدا أنه طرف خيط قد يقود إلى كشف الحقيقة، لكن سرعان ما تبدد هذا الاعتقاد.
والحديث هنا عن مكالمة هاتفية في عام 1999، تلقتها السلطات الأمنية من سيدة مسنة، ولم تؤد المكالمة إلى شيء.
وفي عام 2007، حاولت مجموعة من الطلبة الكشف عن القاتل باستخدام التكنولوجيا، لكنهم أبقوا على الاسم طي الكتمان.
وتحدثت نظريات عديدة عن مرتكبي هذه الجريمة، غير أنها لم تصل إلى إجابة قاطعة، كما أن الشرطة النمساوية لم تعتقل أحدا على خلفية الجريمة.
دلائل مخيفة
وقتل أندرياس جروبر (63 عاما)، وزوجته كاترينا (72 عاما)، وابنتهما ميخائيلا (35 عاما)، وطفلها ماكسيمليان، وجوزيف البالغ عامين في مزرعتهم القريبة من مدينة لينز ، وقتلت في الجريمة خادمة أيضا.
وعثر الجيران على الجثث بعد أربعة أيام، إذ تخلفت كاترينا الحفيدة عن الذهاب إلى المدرسة وتراكمت الرسائل في صندوق العائلة.
وعندما بدأت الشرطة التحقيق، اتخذت القضية منحى خطيرا، عندما ظهرت دلائل تشير إلى أن القاتل كان قد اختبأ في علية المنزل قبل ارتكاب الجريمة.
ووجد أندرياس قبل الجريمة بأيام صحيفة لم يشترها بنفسها.
وأبلغ الجيران أنه رأى آثارا جديدة تؤدي إلى المنزل على الثلج، في وقت لم يكن هو قد غادره.
القتل بالفأس
وفي ذلك مساء 31 مارس، جرى استدراج أفراد العائلة إلى الحظيرة حيث ضربت أعناقهم بالفأس، وقتلوا الصغير جوزيف في سريره بصورة فظيعة.
ومما يزيد الرعب في القصة أن الخادمة السابقة التي كانت تعمل في المنزل استقالت، وقالت إنها شعرت أن “المنزل مسكون” إثر ما قالت إنها أصوات غريبة سمعتها، لكن الخادمة لم تنج من الموت فقد قتلت هي الأخرى.
وتعتقد السلطات الأمنية أنه جرى استدراج بعض الضحايا إلى الحظيرة، حيث جرى قتلهم واحدا تلو الآخر بالفأس.
وتوصل المحققون إلى أن الشابة ميخائيلا بقيت على قيد الحياة عدة ساعات داخل الحظيرة، حيث تعرضت للتعذيب مثل نزع شعرها من جسدها.
وقال المحققون إن القاتل قطع جميع رؤوس الضحايا، وبعد اكتشاف الجريمة جرى إرسال الرؤوس إلى عرّاف في سالزبورج فشل في الوصول إلى نتيجة تذكر، ومما زاد في الأمر غرابة هو أن هذه الأجزاء اختفت بشكل غامض.
وانتشرت شائعات عن وجود علاقة سفاح بين أندرياس وابنته ميخائيلا.
وحتى يومنا هذا، تعتبر هذه القضية واحدة من أقدم الألغاز التي لم تحل في النمسا، وذلك على الرغم من اتصال امرأة مسنة بالشرطة عام 1999.
وتعرض التحقيق إلى الإعاقة مع دخول الجيران إلى المنزل، حيث يعتقد أن أدلة حيوية فقدت هناك.
واعتقدت الشرطة أن الجريمة كان هدفها السرقة وتطورت إلى قتل جماعي، لكنها عثرت على مبلغ مالي كبير لم يمس.
ويتضح أن القاتل ظل لبعض الوقت إثر الجريمة، يأكل ويطعم الماشية بكل برود.
نظريات
وبدأت نظريات تقشعر لها الأبدان في الانتشار وكان يُشتبه في أن زوج ميخائيلا كارل، الذي قُتل في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، قد يكون القاتل.
ويبني أصحاب هذه النظرية ادعاءهم على أنه لم يتم العثور على جثته في معارك عام 1914.
وطالت الشبهات الرجل الذي اكتشف الجثث، فرتس شليتنباور، إذ كان مشتبها به أيضا بعد أن كان على علاقة مع ميخائيلا.
وكان قد خطط للزواج من ميخائيلا حتى تدخل والدها وانتهت العلاقة.
ومن بين المشتبه بهم الآخرين شقيقان أحدهما كان مزارعا، واشتبه أيضا في سفاح ارتكب جرائم مماثلة في الولايات المتحدة قبل العودة إلى النمسا.
ولم يتم اتهام أي شخص على خلفية الجريمة.
ودُفنت جميع جثث العائلة مقطوعة الرأس، وهُدم بيت المزرعة بعد أقل من عام على عمليات القتل الوحشية.
وفي عام 1999، اتصلت امرأة مسنة بالسلطات وادعت أن مالك منزلها السابق لديه معلومات عن جرائم القتل، لكن هذا الشخص توفي.
وفي في عام 2007، شرعت مجموعة من الطلاب في كشف عن القاتل باستخدام التكنولوجيا الحديثة واتفقوا جميعًا على مشتبه به واحد.
لكن الجميع تعهدوا بالحفاظ على سرية اسم القاتل من أجل حماية أقاربه
المصدر – الصحف النمساوية