انتقل لبرشلونة مقابل 600 يورو ولعب بدولة عربية – من هو بيب غوارديولا صاحب إعجاز السداسية؟

بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي

أينما حلّ فرض فلسفته وطريقته الخاصة في اللعب.. حقق ما لم يفعله أحد قبله كرة القدم، بحصد سداسية تاريخية لا تُنسى مع برشلونة.. هو “الفيلسوف” بيب غوارديولا، الذي فرض اسمه كواحد من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم.

اقتحم غوارديولا مجال التدريب من بوابة ناديه برشلونة، الذي تسلّم مهامه معه في صيف عام 2008؛ ليقود ثورةً عُرفت في كرة القدم باسم “التيكي تاكا”، وهي فلسفة لعب تعتمد على تناقل الكرة بين اللاعبين في تمريرات قصيرة من لمسة واحدة.

مَن هو بيب غوارديولا؟

وُلد غوارديولا يوم 18 يناير/كانون الثاني 1971، في مدينة سانتبيدور، التي تُعتبر إحدى مقاطعات منطقة كتالونيا، في شرق إسبانيا.

ولدى بيب ثلاثة من الأشقاء، اثنان أكبر منه، أما الأصغر واسمه بيير فهو وكيل أعماله حالياً، كما أنجب من زوجته التي تعرف عليها وهو في سن الثامنة عشرة، ثلاثة أبناء هم: ماريا، وماريوس، وفالنتينا.

بدأ غوارديولا حياته مع كرة القدم كلاعب، مع نادي خيمناستيك مانريسا، وحين بلغ سن الثالثة عشرة انتقل إلى فريق الناشئين في برشلونة مقابل 600 يورو.

وتدرج في الفئات السنية لفرق النادي الكتالوني، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول يوم 1 يوليو/تموز 1990، ليضع أولى قدميه على خارطة كرة القدم الأوروبية.

ارتدى بيب قميص النادي الكتالوني كلاعب لمدة 10 أعوام، قبل أن ينتقل إلى نادي بريشيا الإيطالي، يوم 26 سبتمبر/أيلول 2001.

خلال تلك الفترة لعب غوارديولا 384 مباراة في جميع البطولات، أحرز خلالها 12 هدفاً، وقدم لزملائه 47 تمريرة حاسمة.

كما تُوج مع “البلوغرانا” بـ16 لقباً، وهي 6 ألقاب في “الليغا”، و 2 في كأس ملك إسبانيا، و4 في كأس السوبر الإسباني، ولقب وحيد في دوري أبطال أوروبا ومثله في كأس الكؤوس الأوروبية، و2 في السوبر الأوروبي.

عاش غوارديولا تجربتين مخيبتين في الدوري الإيطالي مع بريشيا وروما، حيث لعب مع الأول 25 مباراة فقط أحرز خلالها 3 أهداف، فيما دافع عن قميص الثاني في 6 مباريات فقط، لم يذُق خلالها طعم الشباك.

تجربة عربية لبيب

وفي يوليو/تموز 2003، انتقل غوارديولا إلى الدوري القطري، وتحديداً مع النادي الأهلي الذي لعب معه موسمي 2003-2004 و2004-2005، خاض فيهما 36 مباراة أحرز خلالها خمسة أهداف، بواقع اثنين في شباك الريان والغرافة (2) وقطر (1).

كما أحرز هدفين آخرين للأهلي، أحدهما في بطولة دوري أبطال العرب في مرمى الحسين إربد الأردني، والآخر في كأس أمير قطر بمرمى السيلية.

وعن هذه الفترة، صرح غوارديولا لشبكة قنوات beIN Sports: “لديَّ ذكريات لا تُنسى مع الأهلي القطري، الشعب القطري شعب رائع، وقد أمضيت عامين حافلين بالذكريات الطيبة في ذلك البلد”.

وأضاف بيب: “أتطلع لزيارتها مجدداً خلال بطولة كأس العالم 2022، وأنا متشوق لرؤية الطريقة التي سينظمون (قطر) بها تلك البطولة”

بعدها نال غوارديولا قسطاً من الراحة استمر لستة أشهر، ليوقع على عقد انضمامه لفريق دورادوس المكسيكي يوم 1 يناير/كانون الثاني 2006، خاض معه 10 مباريات سجل فيها هدفاً وحيداً.

ومثّل غوارديولا منتخب إسبانيا في 47 مباراة، بمختلف البطولات، سجل خلالها 5 أهداف، وكان أحد العناصر التي شاركت في كأس العالم 1994، وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2000).

كما حصد ذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برشلونة عام 1992، بعد فوز “الماتادور” في النهائي يوم 8 أغسطس/آب 1992، على نظيره البولندي بثلاثة أهداف لاثنين.

أولى محطاته التدريبية

وبعد اعتزاله كرة القدم، اقتحم غوارديولا مجال التدريب، وكانت أولى تجاربه مع الفريق الثاني لبرشلونة، الذي تولى مهمة تدريبه يوم 12 يونيو/حزيران 2017.

وبعد أقل من عام على هذه الخطوة، وبالتحديد يوم 8 مايو/أيار 2008، أعلن خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أن بيب سيتولى تدريب الفريق الأول خلفاً للهولندي فرانك ريكارد.

ومعه بدأت الثورة الجديدة في عالم كرة القدم؛ حيث هيمن الفريق الكتالوني، بقيادة غوارديولا، على جميع البطولات، وحصد برشلونة السداسية “الإعجازية” في أول مواسم بيب 2008-2009 (الدوري الإسباني- كأس ملك إسبانيا- دوري أبطال أوروبا- كأس السوبر الإسباني- كأس السوبر الأوروبي- كأس العالم للأندية).

وبعد هذا الموسم التاريخي، بقي غوارديولا لثلاثة مواسم أخرى مع برشلونة، حافظ فيها على لقب الليغا مرتين، كما تُوج بلقبين آخرين في كأس السوبر الإسباني، كما أضاف لقباً ثانياً في مسابقات دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

ومع انتهاء موسم 2011-2012، قرر بيب الرحيل عن برشلونة، وفضّل الخلود للراحة لمدة عام على الأقل قبل البدء بمغامرة جديدة.

وفي يوم 16 يناير/كانون الثاني 2013 أعلن بايرن ميونيخ الألماني تعاقده مع غوارديولا، ليتسلم تدريب الفريق بدءاً من موسم 2012-2013، خلفاً للألماني الخبير يوب هاينكس.

تسلَّم بيب إرثاً ثقيلاً من هاينكس، الذي قاد الفريق البافاري للتتويج بالثلاثية التاريخية (الدوري الألماني- كأس ألمانيا- دوري أبطال أوروبا).

لكن بيب نجح بالفعل في تحقيق السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي، كما فاز بكأس العالم للأندية على حساب الرجاء المغربي، لكنه خسر كأس السوبر الألماني أمام بوروسيا دورتموند.

وفي المواسم الثلاثة التي قضاها غوارديولا مع بايرن ميونيخ، بسط هيمنته على لقب الدوري الألماني 3 مرات، كما تُوج بكأس ألمانيا مرتين، لكنه خسر السوبر الألماني في المرات الثلاث (مرتين أمام بوروسيا دورتموند وواحدة أمام فولفسبورغ).

وفشل بيب في التتويج بلقب دوري الأبطال، واكتفى بالوصول إلى الدور نصف النهائي؛ ليخرج أمام ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد على التوالي.

بداية الرحلة في إنجلترا

وقبل انتهاء موسمه الثالث مع بايرن ميونيخ، وقَّع غوارديولا عقداً لتدريب مانشستر سيتي، وذلك يوم 2 فبراير/شباط 2016، على أن يتسلم وظيفته الجديدة بدءاً من موسم 2016-2017.

بدأ غوارديولا تجربته التدريبية الثالثة مع السيتي، وأنهى الفريق مسابقة الدوري الإنجليزي في المركز الثالث في أول موسم، لينجح بعدها في التتويج باللقب 4 مرات من أصل خمس، واكتفى بمركز الوصيف في السادس.

كما قاد غوارديولا السيتي للتتويج بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 4 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة، ودرع المجتمع (كأس السوبر) مرتين.

ولم يتمكن غوارديولا من إهداء لقب دوري الأبطال “للسيتيزنس” طيلة المواسم الستة الماضية، واكتفى بالوصول إلى المباراة النهائية مرة واحدة، قبل أن يخسرها لصالح تشيلسي في موسم 2020-2021.

https://twitter.com/SportJ/status/1528424888121585664?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1528424888121585664%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2Fsports%2F2022%2F06%2F08%2Fd985d986-d987d988-d8a8d98ad8a8-d8bad988d8a7d8b1d8afd98ad988d984d8a7%2F

وأصبح غوارديولا ثالث أكثر مدرب تحقيقاً للبطولات في العالم برصيد 32 بطولة، خلف الروماني ميرتشا لوتشيسكو (35 بطولة)، والسير أليكس فيرغسون الذي يغرد وحيداً بـ49 بطولة.

المصدر – وكالات أخبار رياضية

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …