تقنيات العالم الافتراضي (ميتافيرس) قادمة لتجعل مشاهدة الرياضة جذابة أكثر للجيل الشاب
بسبب تخلفها عن أحدث التقنيات، خسرت البيسبول بأمريكا نسب مشاهدة. فيما نجح دوري الكرة في الابتكار فاحتفظ بشعبيته بين الجيل الشاب. ويخطط مان سيتي لاستخدام الميتافيرس، وتحذيرات للأندية الألمانية من التخلف عن ركب التقنية.
كأول نادٍ لكرة القدم في العالم، يخطط نادي مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي، لاستخدام “تقنيات العالم الافتراضي” (ميتافيرس) في ملعب الاتحاد، الاستاد الخاص به، وهو ما سيسمح للجماهير في منازلها بالاستمتاع بتجربة الحضور في الإستاد عبر تقنيات الواقع الافتراضي. ومن خلال ارتداء نظارات خاصة أمام شاشة التلفاز سيشعرون وكأنهم داخل الملعب الحقيقي، وبهذا يمكن للنادي بيع تذاكر بعدد غير محدود في عالمه الافتراضي.
“لا تفوتكم التطورات التقنية!”
وتغير الرقمنة الكثير في عالم كرة القدم أيضا، مثل الإمكانيات التقنية واستخدام وسائل الإعلام من قبل المشجعين الشباب. وجدير بالذكر أنه في الولايات المتحدة تعرضت لعبة البيسبول لخسارة كبيرة في نسب المشاهدة بسبب غيابها عن أحدث التقنيات الرائجة، بينما نجح الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية (إ.إف.إل) في إعادة الابتكار واحتفظ بشعبيته بين الجيل الشاب.
بسبب غيابها عن أحدث التقنيات فقدت لعبة البيسبول في الولايات المتحدة نسبا كبيرة من المشاهدين
ويرى العالم الألماني مارسيل أبيرل أن “تجربة الحضور الافتراضي للإستاد لا يمكن أن تحل مكان تجربة الحضور الحقيقي”، لكنه في الوقت نفسه حذر كرة القدم الاحترافية بألمانيا على وجه الخصوص من الغياب عن أحدث التوجهات التقنية؛ لأن الجيل الذي نشأ مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يرغب في مشاهدة حدث رياضي بشكل سلبي لمدة 90 دقيقة فقط.
وقال أبيرل في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”أندية كرة القدم في منافسة مع الصناعات الترفيهية الأخرى، وليس مع أندية كرة القدم الأخرى فقط. وغالبا ما أشعر بأن الكثيرين لا يفهمون ذلك”.
وكانت لافتة قد رُفعت خلال مباراة أقيمت مؤخرا في الدوري الألماني بين آينتراخت فرانكفورت وفرايبورغ، تؤيد رأي أبيرل، حيث حملت كلمة “كرة القدم تكون فقط في وضع عدم الاتصال (أوفلاين)”، بمعنى أن انقطاع الإنترنت فقط هو ما يدفع لمشاهدة كرة القدم باهتمام.
ألمانيا – فولفسبورغ رائد في التقنية
عندما يتعلق الأمر بمستقبل كرة القدم، لا يكاد يوجد نادٍ في البوندسليغا متقدما مثل نادي فولفسبورغ الألماني، فالنادي لم يعد يعتبر نفسه مجرد نادٍ تقليدي يرتبط به الشخص عن طريق طلب ورسوم العضوية، وإنما أكثر من ذلك، فمن خلال منصة مثل “منصة 360 درجة” تتواصل مع أكبر عدد ممكن من المؤسسات الأخرى.
وحذر ميشائيل ميسكه المدير الإداري لنادي فولفسبورغ من أن الجيل الشاب قد يدير ظهره لكرة القدم إن لم تنفتح الأندية على مجالات الرقمنة وتتحلى بمظهر أكثر حداثة بشكل عام.
وقال ميسكه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه شعر “بافتقاد الشجاعة للتغيير في عملنا وافتقاد الاستعداد للمناقشة بهذا الشأن”.
وأضاف أن العودة بالنظر إلى الفترات ذات التسويق الأقل وإضافة القليل من الاستدامة والمشاركة المجتمعية لا تمثل الطريق الصحيح لصناعة تجربة أفضل في كرة القدم.
فولفسبورغ لا يعتبر نفسه ناديا تقليديا يرتبط به الشخص عن طريق طلب ورسوم العضوية، وإنما على منصة تريد التواصل مع أكبر عدد من المؤسسات
وأوضح :”لن يواصل الأطفال والشباب مشاهدة برنامجا واحدا لأكثر من 90 دقيقة. الأطفال والشباب يكون لديهم أكثر من جهاز واحد في أيديهم. الأطفال والشباب لا يرغبون في الذهاب إلى أي مكان يتعين عليهم فيه التخلي عن هواتفهم المحمولة.” وقال ميسكه إنه يجب السماح للمشجعين في الإستادات (ملاعب الكرة) بالتسجيل وتصوير مقاطع فيديو قصيرة.
وكانت دوناتا هوبفن رئيسة رابطة الدوري الألماني لكرة القدم قد تعهدت قائلة “نريد أن نصبح دوري كرة القدم الأكثر رقمنة في العالم”.
وأعلن نادي كولونيا عن إقامة مباراة ودية في يوليو/ تموز المقبل أمام ميلان الإيطالي تشهد ارتداء اللاعبين ملابس مثبت بها كاميرات من أجل تجربة بث جديدة.
لكن الكرة الألمانية تواجه منافسة صعبة في ظل تقدم غيرها بفوارق كبيرة.
المصدر – ص.ش/ف.ي (د ب أ)