خرجت الشابة “كوثر قيناد” ذات 16 ربيعا، في 18 مايو الجاري، من بيتها العائلي تاركة رسالة حملت كل أنواع الألم والحسرة، والد مصدوم وأم تصارع الموت في مستشفى وهران.
“آسفة أبي.. آسفة ماما.. قررت تجريب حظي ما وراء البحر، سئمت من حياة البؤس، والحرمان وسأتصل بكما حالما أصل دعواتكم لي “…
هي آخر الكلمات التي تركتها الفتاة، هزت أركان العائلة والرأي العام بمدينة وهران غرب الجزائر، وأعادت للضمائر الحية أوجاع ظاهرة الهجرة السرية أو كما تعرف في الجزائر “بالحرقة”، وتأثيراتها السلبية على البيوت، وتفكيكها للعلاقات الأسرية، وفق ما نشرته بوابة أفريقيا الإخبارية.
الوالد “محمد قيناد” وهو منهار، وعيناه لا تكاد تجف من الدموع على فراق فلذة كبده، صرّح قائلا “فقدت طعم الحياة بعد فقداني لكوثر، البنت المطيعة والطيبة، التي لم تفارقني لحظة، وفضلت العيش معي بعد انفصالي عن والدتها، لكن اليوم الصدمة كبيرة ورجائي كبير في أن تعود إلي وأحضنها وأقبل جبينها، عودي يا كوثر أبوك يتعذب”.
حسب المحيط الذي يعرف العائلة القاطنة بحي عدل 1300 مسكن بمنطقة الحاسي، في مدينة وهران، وتأكيدات الوالد، أن الفتاة لم تشك يوما من أية مشكلة وكانت تعيش مع والدها في ظروف طبيعية، حيث كان يلبي كل رغباتها وحاجاتها رغم انفصاله عن زوجته، وصعوبة الحياة دون شريكة. لكن الأب يقول إنه وجد في ابنته الثانية “كوثر”، الصديقة والرفيقة والبنت المطيعة والوفية.
بصيص الأمل في استعادة الفتاة لا زال قائما، لأنه حسب المعلومات التي بحوزة الوالد والتي استقاها من مصادر من البحرية الجزائرية، فإن حالة البحر لم تستقر منذ أكثر من أسبوع ويستحيل أن يخرج أي قارب، وإذا خرج سيظهر على الرادار ويتم رصده، ما يؤكد أن كوثر لا تزال في عداد المنتظرين حتى استقرار الطقس.
وهو ما يعد بصيصا للأمل وفرصة من أجل استرجاعها، خاصة أن صورتها نشرت عبر كل المراكز الأمنية عبر التراب الجزائري.
ووجه الوالد محمد في الأخير رسالة حزينة ومؤثرة في نفس الوقت، عندما خاطب بلغة الضمير من ينوي تهريب ابنته قائلا “ضعها في مكانة أختك أو ابنتك وأطفئ نار والديها، ولا يوجد مكان آمن لها إلا مع والديها” يقول الوالد
يفضل الكثير من الشباب العربى الهجرة إلى الخارج بحثا عن مستقبل أفضل بسبب صعوبة الحصول على فرص عمل وكثرة الفساد وسوء الإدارة والتوسع في بناء السجون الذي تعاني منها الكثير من الدول العربية
أصبح الشاب يفكر ليلاّ ونهاراّ في الهجرة وبشكل مستمر وتزداد رغبته في ذلك يوميا بسبب سوء الأوضاع الأمنية والمعيشية بالدرجة الأولى، وباتت الهجرة إلى خارج البلد هي الفكرة والهدف الأساسي للشباب العربى لبناء مستقبله والعيش بأمان، وبعضهم مستعد لدفع مبالغ كبيرة مقابل الهروب من الواقع المرير والعيش في حياة كريمة آمنة”.
وقد أصبح معظم الدول العربية غير صالحة للعيش فيها حاليا، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب من أبرزها الأستبداد وتغول الأجهزة الأمنية والقتل والانفجارات وقلة فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة والفقر، والعيش في ظل تنافس ما يسمى الأحزاب السياسية على مغانم السلطة وأرضاء الحاكم وسرقة خيرات البلد.
المصدر – شبكة رمضان – الصحف الجزائرية