فيينا – منظمة دياكوني الخيرية تحذر من صعود حاد للفقر في البلاد

حذرت منظمة “دياكوني” البروتستانتية الخيرية من التصاعد الحاد لمستويات الفقر في النمسا وطالبت الحكومة بتقديم مساعدات طوارئ جديدة. وقالت المنظمة إن أعدادا متزايدة من النمساويين أصبحوا قلقين من احتمال عدم تمكنهم من تأمين احتياجاتهم الضرورية حتى نهاية الشهر

وفي تصريحات لصحيفة “كورونا” النمساوية الصادرة اليوم السبت الموافق 7 من شهر مايو2022، قالت ماريا لأمبرجر، عضو مجلس إدارة المنظمة المختصة بالسياسة الاجتماعية: “سيكون لدينا فقراء أكثر كثيراً مما كنا نعتقد حتى الآن”.

وأضافت ماريا أن الرواتب لن تكفي مع الكثير من الناس في ظل التضخم وأسعار الطاقة المرتفعة، وسينتهي الأمر بالكثيرين إلى الفقر. مشيرة إلى أن المنظمة تلاحظ ذلك بالفعل من خلال ارتفاع عروضها العديدة للمساعدة “فنحن نلاحظ هذا في كل مركز استشاري وفي مراكز استشارات الديون ومراكز الاستشارات الاجتماعية وكذلك في مراكز الأسرة”.

وقالت عضو مجلس إدارة المنظمة إن “المزيد والمزيد من الناس يشكون من أنهم لم يعودوا قادرين على شراء احتياجات أطفالهم لمواصلة الدراسة أو عدم الوقوع ضحية للتميز مع أصدقائهم من خلال عدم قدرتهم على توفير ما يريدون”، وتابعت: “أصبح يتعين على أعداد متزايدة من الناس التأكد من أنه لايزال بإمكانهم حتى شراء ما يكفي من الطعام في نهاية الشهر.”

وطالبت ماريا حكومة النمسا بإصلاح الدعم الاجتماعي في الأزمات العامة بدلاً من صرف مساعدات لمرة واحدة وتابعت منتقدة أن “العلاوات والمدفوعات التي يتم صرفها دائما لمرة واحدة هي من قبيل الصدقات”.

واقترحت ماريا: وضع لائحة طوارئ يتم ترسيخها في القوانين الاجتماعية، تنص على صرف ما لا يقل عن 100 يورو شهرياً لمدة ستة أشهر”، كما طالبت بزيادة مخصصات إعانة البطالة في ظل التضخم المرتفع مع صرف مساعدات مستهدفة ترتبط بالأزمات.

ودعت إلى رفع مستوى مساعدات “الاحتياجات القياسية Sozial Markt” التي تقدمها مكاتب الخدمات الاحتماعية، وهي الاحتياجات من الطعام والملابس، ومستلزمات النظافة الشخصية، والسلع المنزلية، والكهرباء (باستثناء التدفئة)، وقالت: “كانت الزيادة الأخيرة فيها نحو 0,7 بالمائة، بينما تجاوز التضخم سبعة بالمائة”. وأضافت أنه يجب رفع دعم الدخل الأساسي بما لا يقل عن 80 يورو إلى 630 يورو. وتشمل الاحتياجات القياسية حالياً 155 يورو شهريا للطعام و 36 يورو للكهرباء

وحذرت ماريا الحكومة من تزايد التوترات الاجتماعية، وشددت على أن “الشعور السائد في الوقت الحالي لدى الناس هو اليأس، يليه الغضب في المرتبة الثانية. كثير من الناس غاضبون” وأشارت إلى أن هناك “خيبة أمل كبيرة من السياسة” لأن الناس كانوا ينتظرون من يتحرك ليقدم الأفضل لمجتمعنا. لكن “لسوء الحظ، يلتقط الناس بسرعة الشعارات السطحية التي تبقى في أذهانهم مثل: اللاجئون الآن يحصلون على كل شيء ونحن لا نحصل على شيء”.

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …